قاسم الغراوي
تساءل استنكاري لصديقي المحلل السياسي الاستاذ كاظم الحاج في صفحته باحثا عن اجوبة مقنعة عن التشويه الممنهج وقلب الحقائق بحق الشيعة ،وانا واثق بقدرته ومعرفته ورؤيته الفذه في الاجابة عن هذه التساؤلات ومع هذا ساجيب عن الاسئلة حسب رؤيتي المتواضعة في التحليل : الشيعة .. عارضوا صدام قبل 2003… فحوّلهم الإعلام بعد 2003 من معارضين إلى حكام اتوا على ظهر الدبّابات الامريكية الشيعة .. ابادهم صدام مع الأكراد وبعض السنة… فحمّلهم الإعلام وحدهم سبب اعدامه .. فحولهم من ضحايا الى جلادين الشيعة .. فصائلهم الاسلامية المقاومة حاربت أمريكا والإرهاب معًا… فحولهم الاعلام .. من مجاهدين الى ذيول إيران الشيعة .. القاعدة وداعش فجروا مراقد ائمتهم وقتلوهم على الهوية.. فحولهم الاعلام الى طائفيون الشيعة .. دافعوا عن مرقد السيدة زينب (ع) فحولهم الاعلام الى مرتزقة يدافعون عن بشار وحزب البعث الشيعة .. لبوا الفتوى وحرروا الأرض والعرض… فحولهم الاعلام الى مليشيات ايرانية الشيعة .. قدموا خيرة شبابهم لأجل العقيدة والوطن… فحولهم الاعلام من شهداء الى ولد الخايبة الشيعة… كلما قدموا ثمنا باهظا لأجل الوطن .. ينجح الإعلام المعادي بتغير الرواية وتزوير التاريخ. في عالمٍ تختلط فيه الحقائق بالدعايات، وتتقاطع فيه الروايات مع هندسة الصورة الذهنية، لا يُستغرب أن يُتهم الضحية بأنه الجلاد، وأن يُحاكم المقاوم بتهمة الخيانة، وأن يُسحق تاريخ الطائفة الشيعية في آلة إعلامية عالمية لا تعرف إلا المصالح وصناعة الأعداء. لماذا الاستهداف ؟ الشيعة ليسوا طائفة دينية فقط، بل باتوا في العقود الأخيرة أحد الأعمدة المؤثرة في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وخصوصًا بعد 2003. وقد أصبحوا طرفًا محوريًا في معادلة “الاستقلال الوطني مقابل الهيمنة الغربية”، و”المقاومة مقابل التطبيع”، و”الهوية العقائدية مقابل التبعية الثقافية”. لهذا، فإن الاستهداف الممنهج للشيعة له أسباب متعددة، منها: 1- مواقفهم من الهيمنة الأمريكية والصهيونية. 2- دورهم في دعم محور المقاومة. 3- امتلاكهم رصيدًا شعبيًا وتاريخياً عميقاً يربك مشاريع التجزئة. من المسؤول عن تشويه الصورة؟ أولًا: الإعلام الغربي والخليجي ساهمت مؤسسات إعلامية دولية وعربية، بعضها مدعوم من دول نفطية، في شيطنة الوجود الشيعي، من خلال: ربط أي تحرك شيعي بـ”الولاء لإيران”. . تصوير الفصائل المقاومة كـ”ميليشيات طائفية”. . قلب سرديات التاريخ: من معارضة لصدام إلى خيانة، ومن مقاومة للإرهاب إلى تواطؤ. ثانيًا: الأنظمة الإقليمية (الخليجية والتركية خصوصًا) تخشى من أي نموذج ديني سياسي شيعي ناجح لأنه يهدد سلطتها الوراثية أو السلطوية، خصوصًا إذا اقترن بـخطاب مقاومة شعبية. ثالثًا: النُخب الطائفية والمأجورون من الداخل بعض الأصوات الداخلية التي تنتمي لأطياف أخرى أو حتى تدّعي تمثيل الشيعة، تغذّي الخطاب المعادي للهوية الشيعية من خلال: . التخوين الممنهج لكل فعل مقاوم. . تشويه كل شخصية شيعية قيادية. . تبني خطاب المنصات المعادية دون تمحيص. رابعًا: إخفاقات بعض الأحزاب والشخصيات الشيعية : لا يمكن إنكار أن بعض القوى الشيعية ساهمت من حيث لا تدري في تشويه الصورة العامة عبر: . سوء الإدارة والفساد. . التنازع الداخلي وتقديم المصالح الفئوية على المصلحة الوطنية. . العجز عن تأسيس إعلام قوي محترف يرد على التشويه ويوثق الحقائق. إعلامنا.. أين الخلل؟ المشكلة الكبرى أن الإعلام الشيعي غالبًا ما كان ردة فعل وليس صانع رأي، يعتمد على التبرير لا المبادرة، وعلى “الاستغاثة” لا “الهجوم المعرفي”. والنتيجة: 1- غياب “الرواية الشيعية” الموثقة. 2- ضعف الإنتاج الوثائقي، البحثي، والدرامي المقنع. 3- ترك مساحة ضخمة للآخر كي يكتب سرديتنا ويعيد صياغتنا كما يريد. |