فتحي الذاري

الشجرة في القرآن الكريم رمز الحياة والتنمية المستدامة وأهمية التشجير في الحفاظ على البيئة اليمنية

تشغل الشجرة مكانة بارزة في حياة الإنسان، وقد تم تناول دورها وأهميتها في العديد من النصوص الدينية، بصفة خاصة في القرآن الكريم. فالزرع والحرث والتشجير لا يسهمان فقط في تحسين البيئة، بل يعتبران أيضًا من أسس التنمية المستدامة.و أهمية التشجير في القرآن ودور الشجرة في حياة الإنسان والتنمية

الشجرة كرمز للحياة

تظهر الشجرة كرمز للحياة والنمو في العديد من الآيات القرآنية. قال الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يُجْرِي المَاءَ في السَّمَاء ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا” (فاطر: 27).

تؤكد هذه الآية أن الحياة تعتمد على الماء والنباتات وأن للشجرة دورًا مهمًا في توفير الغذاء الضروري للبشروتشير العديد من الآيات إلى فضل الشجرة وعطائها، حيث يتم استخدامها كوسيلة للإحسان.

يقول تعالى: “وَأَنَّهُ أَنشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا” (هود: 61). يعني ذلك أن الله خلق الإنسان لعمارة الأرض وزراعتها، ما يشمل زراعة الأشجار.

واستخدم القرآن الشجرة كشاهد على القدرة الإلهية وعلامة على الهداية.

قال تعالى: “وَشَجَرَةً تَنبُتُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ” (المؤمنون: 19)،

مما يُظهر أن الشجرة تلعب دورًا في توجيه الإنسان نحو الخير والعطاء.وتُعتبر الأشجار عناصر أساسية في الحفاظ على البيئة. فهي تعمل على تحقيق التوازن البيئي من خلال تنقية الهواءوتساهم الشجرة في امتصاص الكربون وتحرير الأكسجين، مما يساعد في تحسين جودة الهواءتقليل درجات الحرارةحيث تعمل الأشجار كعازل حراري، وتقلل من تأثير الاحتباس الحراري،

ما يساهم في مكافحة تغير المناخ و تساهم جذور الأشجار في تثبيت التربة، مما يقلل من ظاهرة التآكل ويحافظ على المواد الغذائية فيها وللشجر أيضًا دور كبير في تحسين مستوى الحياة الاجتماعية والاقتصادية و تُعتبر الأشجار مصدرًا للأغذية، مثل الفواكه والمكسرات،

ما يوفر مصدرًا مهمًا للدخل و تساهم زراعة الأشجار في خلق وظائف جديدة في مجالات الزراعة والأشغال العامةو توفر الأشجار في المناطق الحضرية الظل والراحة النفسية، وتقلل من التوتر، مما يجعل المجتمعات أكثر قابلية للعيش وتشكل زراعة الأشجار جزءًا حيويًا من مفهوم التنمية المستدامة في اليمن وتهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

إذ يُعتبر التشجير جزءًا من الاستراتيجيات التي تهدف إلى وجود غطاء نباتي يساعد في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئةوتوفير مصادر مستدامة للغذاء والموارد من خلال تعزيز الزراعة المستدامة واستخدام النقاط الحيوية للطبيعةو يساهم التشجير في نشر الثقافة البيئية، مما يدفع المجتمعات لتولي مسؤولياتها تجاه البيئةوتظل الشجرة رمزًا للأمل والحياة، وتعتبر أساسًا للتنمية المستدامة.

إن أهمية التشجير في القرآن الكريم تشير إلى أن الإنسانيّة مدعوة للحفاظ على البيئة وللزراعة كجزء من رسالتها في إعمار الأرض. بفضل أنشطتها المتعددة وفوائدها الجمة، يجب أن تكون الشجرة جزءًا من استراتيجيات التنمية والتخطيط الحضري في المجتمعات الحديثة. بالتالي، من الضروري تعزيز ثقافة التشجير والعناية بالأشجار، لتكون لها آثار إيجابية على المجتمع اليمني