مجلس الوزراء يصوت على تخصيص أراض لمنتسبي وزارة التعليم وجامعات بغداد وهيئة الطاقة الذرية AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يؤكد حرص العراق على تعزيز العلاقات التاريخية والأخوية مع الأردن AlmustakbalPaper.net الرافدين يباشر بصرف الفوائد نصف السنوية لحملة سندات (إنجاز) AlmustakbalPaper.net رئيس هيئة النزاهة يؤكد أهمية توسيع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي AlmustakbalPaper.net المحكمة الاتحاديـة تقضي بعـدم دستوريـة مادة بقانون مؤسسة السجناء تتعلق بالحج AlmustakbalPaper.net
ضعف الذاكرة يقلب الحقائق.. بوصلة المواقف
ضعف الذاكرة يقلب الحقائق.. بوصلة المواقف
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
 جليل هاشم البكاء
هناك إشكاليات خطيرة في كيفية قراءة الكثيرين لخريطة الصراع بين إيران والقوى الغربية. يسهُل على من يملكون ذاكرة قصيرة أو صورة مبسطة أن يربطوا كل شيء اليوم بالمشروع النووي الإيراني وحده؛ لكن قراءة الوقائع التاريخية بدقّة تكشف أن حقيقة الصراع أقدم وأعمق … وأن أسباب المواجهة لم تولد فجأة مع أجهزة الطرد المركزي أو مع اختبارات الصواريخ الحديثة، بل ارتبطت بتحول جذري في سياسات ونُهج الجمهورية الإسلامية بعد ثورة 1979.
أولاً: البدايات … العقوبات قبل النوويّ
أول حزمة كبيرة من العقوبات الأميركية والعزلة السياسية على إيران بدأت مباشرة بعد الثورة، وبعدها بما اطلق عليه ازمة السفارة الأميركية في 1979، وليس لبرنامج نووي أو امتلاك صواريخ متطوّرة. العقوبات والإجراءات السياسية استُخدمت أولا كرد فعل على خروْج إيران من مسار التطبيع والالتزامات السابقة، وعلى تغيّر طبيعة العلاقات الاستراتيجية في المنطقة.
ثانياً: لم تكن إيران دولة صاروخية أو مُخصِّبة عند الانطلاقة،
عندما انتهت حقبة الشاه وانقلب المشهد عام 1979، لم تكن إيران قد بنت صناعة صواريخ متطورة داخلية ولا تمتلك دورة تخصيب فعّالة للوقود النووي. برامج الصواريخ التي نعرفها اليوم طوّرتها الجمهورية الإسلامية لاحقاً، خصوصاً أثناء حرب العراق (1980–1988) عبر تقنيات تم تطويرها محلياً في الثمانينيات والتسعينيات. كذلك، برامج التخصيب والعمليات السرية التي أثارت القلق العالمي بدأت تتضح وتتكثف على امتداد عقود لاحقة، لا في اليوم الأول للثورة.
ثالثاً: ما الذي غيّر موقف الغرب فعلاً؟ رفض التطبيع ودعم قضايا التحرّر
إحدى النقاط المحورية التي قلّما تُذكر بموضوعية هي التغيير الأيديولوجي والسياسي في إيران بعد 1979: إنهاء علاقات الودّ مع إسرائيل، إعلان دعمٍ سياسي ومادي لمكوّنات المقاومة الفلسطينية ولحركات إقليمية أخرى، ورفض العودة إلى سياسات ما قبل الثورة. هذا التحوّل في الموقف من القضية الفلسطينية ومن سياسة التطبيع جعل إيران طرفاً مختلفاً جذرياً عن سلفها، وباتت علاقاتها الإقليمية وسياساتها بالوكالة أحد أسباب القلق لدى دول إقليمية وغربية.
رابعاً: التسلسل السببي: دعم المقاومة أم النوويّ؟
القول بأن المشروع النووي هو سبب كل شيء, هو قراءة معكوسة للتسلسل. كما أظهرت الوثائق والتحليلات، المخاوف الدولية بشأن السلاح النووي تراكمت بعد اكتشافات سرية ومراحل من التطور في برنامج إيران النووي، لكن ذلك جاء في ظل توتر إقليمي عميق ناجم عنه … بين أسباب أخرى … سياسة طهران الخارجية ودعمها لمجموعات اعتبرت مناهضة لمصالح دول معيّنة. بمعنى آخر: الخلاف السياسي والأيديولوجي هو القاعدة، ومخاوف الانتشار النووي جاءت لاحقاً كعامل زاد من حدة المواجهة وليس بالضرورة سببها الوحيد أو الأول.
خامساً: النتيجة العملية … لماذا طورت إيران ردعاً؟
في سياق حصار اقتصادي وسياسي طويل، ومع انعدام ثقة متبادل مع جيران وأقوى القوى، تبنّت إيران استراتيجية ردع طَوّرتها عبر الصواريخ والقدرات الإقليمية والتحالفات بالوكالة. هذه الاستراتيجية تندرج في خانة محاولة إعادة حسابات الخصمّ، أي أن السعي إلى سلاح ردع أو قدرات دفاعية هو استجابة عملية لمخاوف بقاء وسيادة في بيئة معادية … لا تفسيرٌ واحد له، لكنه نتيجة تراكمية لسنوات من العداء والعقوبات والتطويق.
ضعف الذاكرة التاريخية … أو الاستخفاف بتسلسل الأسباب والنتائج … يقلب الحقائق ويؤدي إلى استنتاجات مبسطة قد تضلّل صانع القرار والرأي العام. لفهم لماذا هي في مواجهة اليوم مع الغرب وبعض دول المنطقة، لا يكفي التركيز على جهازٍ أو سلاحٍ بعينه؛ علينا أن نقرأ التاريخ السياسي، تغيير التحالفات بعد 1979، سياسات الرفض للتطبيع، ودور الدعم الإقليمي لحركات التحرّر كمحفّزات أساسية للمواجهة. مجرد ربط كل شيء بالمشروع النووي هو قراءة مقتطعة: صحيح أن قضية الانتشار النووي مهمّة وخطيرة، لكن فهم جذور الصراع الحقيقي يتطلّب ذاكرة أطول ونظرة أوسع.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=90312
عدد المشـاهدات 208   تاريخ الإضافـة 30/09/2025 - 09:52   آخـر تحديـث 29/10/2025 - 10:09   رقم المحتـوى 90312
محتـويات مشـابهة
تأملات بالذاكرة الصورية والرمزية لزيارة وزائر الأربعين
لنحرم أدعياء المثالية من خلال تحمّل المسؤولية.. بوصلة المواقف
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة توحيد الرؤى والمواقف الدولية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة توحيد الرؤى والمواقف الدولية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة
رئيس هيأة الإعلام والاتصالات يزور العتبة الحسينية ويلتقي ممثل المرجعية العليا ويؤكد بأن العتبات بوصلة أساسية في ترسيخ قيم المواطنة وخدمة المجتمع

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا