جليل هاشم البكاء يا رب، كم من مرة ظننتُ أن ما فقدته لا يُعوَّض، وأن الأبواب التي أُغلقت لن تُفتح مجددًا، فبكيت على ما ظننته ضائعًا، وحزنتُ على ما اعتقدت أنه النهاية، لكنك، يا الله، كنت تدّخر لي خيرًا لم أكن أراه، وكنت تُعدّ لي عوضًا أجمل مما تمنيته، فسبحانك، لا تأخذ منا إلا لتمنحنا، ولا تبتلينا إلا لترفعنا. يا الله، علّمني أن أؤمن بعوضك حتى عندما لا أفهم الحكمة، علّمني أن أثق أن كل فقد هو بداية لشيء أجمل، وأن كل ضيق هو تمهيد لسعة لا تخطر على بال. كم من مرة كُسر قلبي، فداويتني بلطفك؟ وكم من مرة ظننت أنني وحدي، فإذا بكرمك يحتويني من حيث لا أدري؟ أحيانًا نرى النعم تتساقط من بين أيدينا، فنحزن، وننسى أن من كتب لنا تلك النعم قادر على أن يعطينا أضعافها. نغفل عن وعدك، يا الله، أنك تعوض الصابرين بأجمل مما فقدوا، وأن بعد كل عسر يسرًا لا نراه إلا حين نؤمن أنك لا تختار لعبدك إلا الخير. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا … الشرح 6 وعدٌ منك، يا رب، يكفيني عن كل مخاوفي. فما دمتَ قد كتبتَ اليسر مع العسر، فلا خوف، ولا يأس، ولا جزع. سأنتظر عوضك بكل يقين، وسأجعل ثقتي بك أكبر من أحزاني، وسأردد في كل فقد: سيعوضني الله. اللهم لا تجعلني أتعلق بشيء أكثر من تعلقي بك، فإن فقدته، فقدتُ روحي معه. اجعلني من الذين يرضون بحكمك، فيرضيهم عطاؤك، ومن الذين يؤمنون أن الخير قادم، حتى وهم في عمق الألم. فأنت الكريم، وأنت العوض الذي لا يضاهيه عوض، وأنت الرحمة التي لا تنتهي. |