جاسم الحريري احتشد عشرات الآلاف على مشارف بيروت، يوم الأحد الموافق23/2025، لتشييع الأمين العام السابق لحزب الله اللبنانية السيد الشهيد((حسن نصر الله))وخليفته الراحل((هاشم صفي الدين))داخل ملعب ((مدينة كميل شمعون الرياضية))ومحيطها في العاصمة اللبنانية بيروت. وتجمع الناس أمام المدينة الرياضية منذ منتصف ليل أمس السبت الموافق 22/2/2025 رغم البرد القارس، ودخلوا إلى الاستاد الذي تصل سعته الى حوالى 48 ألف شخص لاحقاً، فملؤوه.وكان ملفتاً مشاركة أشخاص من بلدان عربية وغربية في مراسم التشييع وصلوا بيروت للمشاركة في الاحتفال التأبيني، من البرازيل وايرلندا وتركيا واسكتلندا وتونس واليمن والعراق. فيما انتشرت أمس أيضاً، مقاطع فيديو تظهر أشخاصاً قيل إنهم في طريقهم إلى بيروت سيراً على الأقدام من جنوب البلاد للمشاركة في التشييع. بعد مضي ما يقرب من 5 أشهر على أستشهاده في غارة جوية إسرائيلية غادرة وجبانة على حارة ((حريك))في الضاحية الجنوبية لبيروت من بعد ظهر يوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2024 كانت تستهدفه، واستخدم فيها 80 طناً من المتفجرات الخارقة للتحصينات، هزت مدينة بيروت بأكملها وسمع صداها حتى عشرات الكيلومترات. ولاحقا أعلن الجيش الإسرائيلي حينها أنه استهدف نصرالله في غارة على مقر ((القيادة المركزية للحزب))في ((الضاحية الجنوبية)) لبيروت. وأختار حزب الله إقامة ضريح حسن نصر الله على طريق المطار لأنه يعلم أن المكان سيتحول إلى رمز و((مرقد))قريب من ((مطار بيروت))الذي يشكل عصبا مهما للبنان، ويمكن للحزب استخدامه كورقة في أي تطورات مستقبلية. ومنذ ساعات الصباح الأولى، كان تشييع ((نصرالله)) و((صفي الدين)) من المواضيع الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، برزت وسوم “#إنا_على العهد” و”لبيك_يا_نصرالله” و”المدينة الرياضية” و”الضاحية الجنوبية” و”سيد حسن” على منصة إكس.وبرزت على وسم “#إنا_على العهد”ووصل استخدام الوسم هذا وحده، إلى أكثر من 334 ألف مشاركة. أن نصرالله كان بمثابة رمزاً عالمياً للتحدي والتضحية ضد الظلم والإمبريالية. وحياته وتضحياته،تذكرنا بأن النضال من أجل الحرية رحلة لا تنتهي، وهو ما يجعل من المقاومة ((حركة عالمية)). وفور دخول نعش نصرالله محمولاً على سيارة خلال حفل تشييعه، رمى محبو القائد السياسي وسيد المقاومة قطعاً من القماش كي تُمسح بالنعش وتعاد إليهم، وكأن نصرالله تحوّل بذلك ليس فقط إلى قائد ورمز سياسي، بل إلى رمز إيديولوجي وديني أيضاً بالنسبة لمحبيه.ويرى كثيرون أنه كان لنصرالله، بشخصيته وخطاباته، الفضل في تشكيل صورة حزب الله وشعبيته الكبيرة منذ تسعينات القرن الماضي. وحزب الله كيان سياسي، وعسكري، واجتماعي يتمتع بقاعدة جماهيرية ونفوذ كبير بين أوساط الطائفة الشيعية في لبنان. وتأسس الحزب، في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، وبرز إلى واجهة الأحداث أثناء احتلال ((إسرائيل)) لجنوب لبنان عام 1982. إلا أن جذوره الفكرية تعود إلى ما يعرف “الصحوة الإسلامية الشيعية” في لبنان في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم التي شهدت صعود مرجعيات دينية في جنوب لبنان كمرجعية السيد موسى الصدر، والسيد محمد حسين فضل الله. |