م.م عامر هاتو الأزيرجاوي / جامعة ميسان
عرف الدكتور سمير عبد الوهاب المسرح بشكل عام، ومسرح الطفل بشكل خاص، بأنه «فن أدبي جميل ظهر في الأدب العربي في العصر الحديث، ويأخذ شكله النهائي عند تقديمه على خشبة المسرح الغنائي أو التربوي»، ومن خلال هذا التعريف، يتضح أن مسرح الطفل يعد من الأدوات التعليمية والترفيهية المهمة التي تسهم في تشكيل عقلية الطفل وصقل شخصيته، فضلاً عن كونه وسيلة فعالة لتعزيز الوعي الثقافي والتربوي، ويمكننا استعراض ذلك من خلال النقاط التالية: 1- أداة تربوية تفاعلية: لا يقتصر دور مسرح الطفل على الترفيه فحسب، بل يتعداه ليصبح أداة تربوية تعليمية تساهم في ترسيخ مفاهيم متعددة في ذهن الطفل من خلال تفاعله مع المسرحية، سواء عبر الكلمات أو الأفعال، حيث يعمل المسرح على تحقيق أهداف تربوية حيوية، مثل تعزيز التفاعل الاجتماعي بين الأطفال وبعضهم البعض، وبينهم وبين البيئة المحيطة، كما يساعد مسرح الطفل في توسيع أفق الخيال، مما يمكنه من الانتقال من عالمه الصغير إلى الفضاء الواسع. 2- تعزيز الخيال وتنمية الشخصية: من أهم فوائد مسرح الطفل تعزيز الخيال وتنمية الشخصية من خلال تجسيد الأدوار والشخصيات المختلفة. عبر هذه التجربة، يكتسب الطفل مهارات اجتماعية وفكرية تساهم في بناء شخصيته بشكل إيجابي، كما يُساعد التفاعل المسرحي في إثراء لغته وتنمية قدراته على التعبير والتفكير النقدي، فعندما يمثل الطفل أحداثًا أو شخصيات متنوعة، يتعلم ليس فقط كيفية التعبير عن نفسه، بل أيضًا كيف يفهم المواقف المختلفة ويتعامل مع التحديات التي قد يواجهها في الحياة. 3- التعليم عبر الترفيه: غالبًا ما تدور أحداث مسرحية الطفل حول قصص بسيطة، ولكنها تترجم بيئات وأزمان متنوعة، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وهذه التنوعات تساعد في زيادة معرفة الطفل بالعالم من حوله، وتفتح له أبواب التعرف على ثقافات مختلفة، كما أن إدراج مثل هذه النصوص المسرحية في المناهج الدراسية، مثل كتاب (قراءتي) للصفوف الابتدائية، قد يسهم في جعل العملية التعليمية أكثر متعة وفعالية. لذا، يعد من الضروري تحويل بعض موضوعات الكتاب إلى نصوص مسرحية، لأن غياب هذه الترجمة المسرحية يسبب نقصًا في المتعة والتفاعل في التعليم. 4- دور المعلم في تحويل الموضوعات إلى مسرحيات: يُعد المعلم المحور الأساسي في هذه العملية التربوية، فالمعلم المبدع الذي يتقن فن تحويل الموضوعات الدراسية إلى نصوص مسرحية يمكنه أن يثري دروسه بشكل كبير، وعلى سبيل المثال، إذا قام المعلم بتحويل موضوع مثل (الشمس) إلى نص مسرحي بسيط، يمكنه تدريب الطلاب على تمثيله في الأنشطة المدرسية المختلفة. وهذه الطريقة ليست محصورة على موضوع واحد، بل يمكن تطبيقها على مختلف الموضوعات الموجودة في كتب القراءة للمراحل الدراسية كافة، مما يعزز العملية التعليمية ويجعلها أكثر ابتكارًا وتفاعلاً.خلاصة القول، إن مسرح الطفل يعد أكثر من مجرد وسيلة للترفيه؛ إنه أداة تعليمية فعالة تسهم في تنمية خيال الطفل وتطوير شخصيته، فضلاً عن تعزيز مهاراته اللغوية والاجتماعية. ومن هنا، فإن دمج المسرح في العملية التربوية لا يقتصر على تحسين جودة التعليم، بل يجعل التعلم أكثر متعة وفائدة. |