عامر الطائي في خضم الأحداث الجارية والتقلبات المتسارعة التي تهز الشرق الأوسط، بات من الواضح أن هناك مخططاً استراتيجياً مرعباً تقوده أمريكا وحلفاؤها، وعلى رأسهم الكيان الصهيوني. مخطط يهدف إلى تمزيق أوصال المنطقة وزرع الفتنة بين شعوبها، تحت مظلة حماية المشروع الصهيوني الوحشي الذي يتغذى على دماء الأبرياء وخراب المدن. لقد أدركت القوى الاستعمارية والصهيونية أن المقاومة التي تتبناها الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثيون في اليمن، تمثل حائط الصد المنيع أمام مشروعهم الاستعماري. وبدلاً من مواجهة المقاومة مباشرة، لجأوا إلى تكتيكات خبيثة عبر زرع كيانات طائفية متشددة، وتحريك أدوات التطرف تحت عناوين مضللة. بدأ هذا المخطط بدعم طالبان وتأسيس دولة تحمل لواء الطائفية والتشدد، في خطوة تهدف إلى ضرب استقرار المنطقة من الداخل. ومن ثم انتقلوا إلى خلق تنظيمات متطرفة في سوريا بدعم مباشر من تركيا بقيادة أردوغان، الذي ظن أنه قادر على توسيع نفوذه على حساب استقرار سوريا وشعبها. واليوم، نشهد امتداد هذا المشروع الخبيث عبر الضغط على الحكومة العراقية لحل الحشد الشعبي، الذي يعتبر صمام الأمان ضد عودة الإرهاب ممثلاً بداعش. إن تفكيك الحشد الشعبي لن يؤدي إلا إلى إضعاف العراق وإشعال صراعات طائفية مدمرة تخدم المصالح الاستعمارية والصهيونية فقط. المستهدف في هذا المخطط ليس فقط المقاومة المسلحة، بل هو الهوية الثقافية والدينية لشعوب المنطقة. إنهم يسعون لتحويل المنطقة إلى بؤر صراع دائم، تستنزف مواردها البشرية والطبيعية، وتتركها عاجزة عن التصدي للمخططات الصهيونية. على شعوب المنطقة، وخاصة العراقيين والإيرانيين واللبنانيين واليمنيين والسوريين والمصريين والأردنيين، أن يدركوا خطورة هذا المخطط الرهيب. الوعي هو السلاح الأول والأهم لمواجهة هذه المؤامرة. يجب أن نتوحد تحت راية المقاومة، وأن نرفض الطائفية والتفرقة التي يحاولون فرضها علينا. إنه نداء للأحرار، للشباب، لكل إنسان يرفض الاستعمار والتوحش الصهيوني. التاريخ لن يرحم من يقف متفرجاً، ولن يغفر لمن يتخاذل عن حماية أرضه وكرامته. يجب أن نكون على بصيرة، وأن نعمل بحزم ووعي لإفشال هذا المشروع الاستعماري، وإلا فإن جهنم ستفتح أبوابها على منطقتنا بأيديهم وأيدي من يخون قضيته. هذا هو زمن الصمود والوعي، فإما أن نكون على قدر المسؤولية، أو نترك للأعداء فرصة كتابة تاريخنا بدماء أبنائنا ودمار أوطاننا. |