محمد عبد الجبار الشبوط اتضح مما تقدم ان علم الاقتصاد الحضاري، يجمع بين الأبعاد القيمية و الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للحضارات من اجل فهم كيفية تأثير الثقافة والعادات والتقاليد والممارسات الحضارية على عمليات الاقتصاد والتنمية الاقتصادية. يهتم بتحليل العوامل التي تؤثر في نمو وتطور الاقتصادات في السياق الثقافي والتاريخي والاجتماعي لمجموعة معينة من الحضارات. وبناء على هذا التعريف يقوم علم الاقتصاد الحضاري بدراسة المحاور التالية: الإنسان: يشير إلى العمالة والمستهلكين. يدرس علم الاقتصاد الحضاري كيفية تأثير منظومة القيم على السلوك الاقتصادي للفرد او الجماعات، و كيف يتفاعل الناس مع نظام الإنتاج وكيفية تأثيرهم على القوى الاقتصادية وسلوك السوق. ويتضمن هذا دراسة كيفية تعزيز المهارات العملية، ورفع مستوى الاداء، وتعظيم الانتاجية وكل ما يتعلق بدور الانسان في العملية الانتاجية. 2. الأرض: تعني الموارد الطبيعية والأصول البيئية. يتناول الاقتصاد طرق استخدام الموارد الطبيعية بشكل فعال ومستدام وكيفية توزيعها بين الأطراف المختلفة. ويتضمن ايضا كيفية اكتشاف الثروات الطبيعية واستخراجها واستثمارها والحفاظ عليها والصناعات المرتبطة بها. 3. الزمن: يدرس الاقتصاد العلاقة بين الوقت والاقتصاد، بما في ذلك تقدير القيمة المستقبلية وتحليل الاستثمار وتأثير التضخم واحتساب التكلفة الفعلية للخدمات والسلع. ويتضمن هذا التخطيط الاقتصادي ضمن زمن معطى. 4. العلم: يشير إلى المعرفة والتكنولوجيا. يهتم الاقتصاد بالابتكار والمستجدات التكنولوجية وكيفية تأثيرها على الإنتاجية والنمو الاقتصادي. 5. العمل: يتعلق بجهود العمل والمهارات البشرية والإدارة. يدرس الاقتصاد كيف يتم تنظيم وقياس العمل وإدارة الموارد البشرية في سياق الإنتاج والاستهلاك. ويتضمن ايضا دراسة كيفية زج العنصر البشري في العملية الانتاجية، ومعالجة البطالة، والقيم المتعلقة بالعمل. باستخدام هذه العناصر، يسعى علم الاقتصاد في الدولة الحضارية الحديثة لفهم كيفية تطوير نظام اقتصادي يحقق التنمية المستدامة ويحسن جودة حياة المواطنين من خلال تعظيم الفوائد الاقتصادية وتوزيعها بشكل عادل. يستدل على ذلك من خلال دراسة الآثار الاقتصادية للسياسات والإجراءات الحكومية والتداخلات في السوق وتحليل التجارة الدولية وتقييم الأثر الاقتصادي للتكنولوجيا والابتكار والتغيرات الديموغرافية والمزيد. تعريف علم الاقتصاد يركز على دراسة كيفية تخصيص الموارد المحدودة في المجتمع لتلبية الاحتياجات والرغبات البشرية. يحقق علم الاقتصاد التنمية المستدامة في الإنتاج عن طريق تحليل الطرق التي يمكن أن تتحقق بها الانتاجية الاقتصادية بشكل مستديم ودون التضحية بالموارد الطبيعية أو احداث الضرر البيئي الجسيم. بالنسبة للعدالة في التوزيع، يعتبر علم الاقتصاد آلية توزيع الموارد والثروة في المجتمع. يسعى الاقتصاديون إلى تحقيق توزيع عادل للثروة والفرص في المجتمع، حيث يتم توزيع الدخل والثروة بطريقة تعود بالنفع على كافة الأفراد والفئات. يدرس علم الاقتصاد الحضاري العلاقة بين منظومة القيم والنشاط الاقتصادي واثرها في تعظيم هذا النشاط كما فعل في دراسة دور الثقة وعلاقتها بالاقتصاد. واذاً فموضوع علم الاقتصاد الحضاري هو دراسة تأثير العوامل الحضارية والثقافية (منظومة القيم العليا الحافة بالمركب الحضاري وعناصره الخمسة) على النمو الاقتصادي وتطور الاقتصادات. يركز هذا العلم على تحليل كيفية تأثير القيم والمعتقدات والعادات الاجتماعية والمؤسسات والتكنولوجيا والتاريخ على تشكيل النظم الاقتصادية والنمو الاقتصادي في مجتمع معين أو حضارة. يهدف علم الاقتصاد الحضاري إلى فهم كيف تؤثر الخصائص الثقافية والاجتماعية للحضارات في العملية الاقتصادية. يدرس الاقتصاد الحضاري التفاعل بين العوامل الاقتصادية والثقافية ويحلل تأثيرها على نمو الاقتصاد والتنمية الاقتصادية للأمم. ويستخدم علم الاقتصاد الحضاري منهجًا شاملاً يجمع بين المفاهيم الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. يعتمد على تحليل كيفية تأثير الكماليات الثقافية والاجتماعية على القرارات الاقتصادية والتفاعلات الاقتصادية. يتضمن المنهج الذي يعتمده علم الاقتصاد الحضاري الاستفادة من نظريات الاقتصاد التقليدي، مثل العرض والطلب والتكلفة والفوائد، ولكنه يضيف النظر في العوامل الثقافية والاجتماعية وتأثيرها على تلك النظريات الاقتصادية التقليدية. من الضرورات المنهجية في علم الاقتصاد الحضاري ربط النشاط الاقتصاد بالتفكير وبالتخطيط الاستراتيجي. التفكير الاستراتيجي يبحث في تحليل نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات. كما يتضمن استخدام الدراسات التاريخية والاجتماعية والثقافية لفهم النمط التطوري للحضارات وكيفية تطور الاقتصادات ضمن هذا السياق. يهتم علم الاقتصاد الحضاري أيضًا بتحليل الظواهر المختلفة التي تكون مميزة لكل حضارة، مثل التجارة، وتنظيم العمل، ومفاهيم الثروة، وتوزيع الدخل. يهدف هذا التحليل إلى فهم التنوع الثقافي والاقتصادي بين الحضارات وتأثير ذلك على التطور الاقتصادي. يتبع |