بغداد / المستقبل العراقي
بعد أسبوعين من حملة عسكرية بقيادة السعودية في اليمن، يبدو أن الضربات الجوية قد سرّعت في تقسيم البلاد إلى قبائل متحاربة، في حين لم تفعل إلا القليل لتحقيق هدف إعادة الرئيس اليمني المخلوع إلى السلطة، كما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير نشرته عن محللين وسكان محليين. ورأى تقرير الصحيفة أن المعارك أوجدت أزمات، وبشكل متزايد، تتجاوز مواجهة الحوثيين والقوى الداعمة لهم، إذ إن الصراع قلل من إمدادات المياه والمواد الغذائية المتاحة في بلد يعاني بالفعل من مستويات خطيرة من سوء التغذية، كما أغرى الفراغ الأمني بتقدم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وبالنسبة للحكومة السعودية وحلفائها، فإن العملية العسكرية في اليمن قد تتحول إلى مستنقع. «ما انجر عن كل هذا، ليس مجرد تشريد الملايين من الناس، ولكن أيضا الانتشار الهائل للمرض والجوع وعدم إمكانية الوصول إلى المياه، مع بيئة ملائمة لنشاط الجماعات المتطرفة»، كما قال جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية. وأضاف: «الصراع في اليمن يمكن أن يصبح حالة لا أحـــد فيها يمكنه معرفة من الذي بدأ هـــذه المعركة أو كيفية وضع حد لها». ونقل التقرر عن تيودور كاراسيك، وهو محلل في شؤون القضايا العسكرية في الشرق الأوسط مقيم في دبي، قوله إن الإمارات والأردن قد انضمتا إلى المملكة في عملية الحزم التي دمرت عشرات القواعد العسكرية والأسلحة مستودعات، كما تلقى السعوديون أيضا دعما من القوات البحرية المصرية لمراقبة السواحل اليمنية. وقال عماد سلامة، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة اللبنانية الأميركية، إنه رغم المخاطر، فإن القصف الجوي استمر وربما يكون احتمال توغل بري الخيار الوحيد أمام السعودية. |