بغداد / المستقبل العراقي
لم تعد شعبية حكام المملكة العربية السعودية كما كانت عليه من قبل، لاسيما مع انخفاض أسعار النفط العالمية، التي اضطرت المسؤولين السعوديين إلى خفض الإنفاق بشكل كبير في بلد يعتمد معظم الناس فيه على الحكومة في الرواتب والتعليم وغيرها من أشكال الرعاية الاجتماعية. وبالرغم من مستوى القمع الكبير الذي ترتكبه العائلة الحاكمة للسعودية، إلا أن التنفيذ الملكي لحكم الإعدام على أحد الأمراء في السعودية يبدو أنه قد ساعد قليلاً لدى بعض السعوديين في إحياء شعبية العائلة المالكة، على الأقل وفقاً لردود الفعل على وسائل الإعلام الاجتماعية، بالرغم من أنه لا يمكن الثقة بهذه الردود، كون لآل سعود يمتلكون جيشاً الكتروني ليشكل رأي عام داخل السعودية. وقد أعدم الأمير تركي بن سعود الكبير، الذي أدين بإطلاق النار على مواطن سعودي خلال مشاجرة أدت لمقتل المواطن. ووفقاً لأمر ملكي نفذ أول حكم إعدام لفرد من العائلة المالكة السعودية منذ عام 1975، وهو ما عُدُّ محاولة من قبل آل سعود لإنقاذ أنفسهم من من فورة الغضب تجاههم. وقد اندفع السعوديون لإطلاق وسم باللغة العربية على تويتر وهو «سلمان_الحازم_يأمر_بقصاص_ أمير»، وقد استمر لعدة أيام، و كان الوسم ينتشر في السعودية، مع تغريدات أرسلت من قبل المواطنين والمسؤولين وأعضاء العائلة المالكة مشيدة بقرار الملك. وقد أظهر مقطع فيديو الملك «سلمان» يقول إن «أي مواطن من حقه أن يرفع دعوى ضد العائلة المالكة والملك ولابد من تحقيق العدالة». وقد انتشر الفيديو بسرعة في المملكة، وهو ما عد أيضاً وسيلة جديدة للمحاولة على إبقاء آل سعودة في سدة الحكم. وقد وصفت بعض وسائل الإعلام الاجتماعية الإعدام بأنه «دليل على العدالة التي تؤكدها الشريعة». وقال آخرون إن الحكم أظهر الحكم «سلامة سلوك الملك في معاملة جميع المواطنين على قدم المساواة»، وأنه «لا أحد فوق القانون». وجلبت المحاكم السعودية إلى العدالة أعضاء آخرين من العائلة المالكة الآخرين، الذين يقدر عددهم ببضعة آلاف. في عام 1975، تم قطع رأس الأمير الذي اغتال عمه، الملك «فيصل». بعد ذلك بعامين، تم تنفيذ الحكم في أميرة بتهمة الزنا. لكن بعض أعضاء العائلة المالكة تم العفو عنهم في اللحظة الأخيرة من قبل عائلات الضحايا. هذه المرة، رفضت عائلة الضحية عرضا بقبول «الدية»، وردت الملايين من الدولارات التي قدمت للعفو عن الأمير. ما دفع محكمة الاستئناف في المملكة والمحكمة العليا إلى تأكيد عقوبة الإعدام، وجاء ذلك بالتزامن مع أمر بتنفيذ تدابير التقشف التي لم يسبق لها مثيل في السعودية. ووفقا لـ«رويترز»، كتب خالد آل سعود، أحد أفراد العائلة المالكة، «هذا هو شرع الله سبحانه وتعالى، وهذا هو نهج أمتنا المباركة». عضو ملكي سعودي آخر، هو الملياردير الوليد بن طلال، قام بالتغريد بالآية القرآنية: «ولكم في القصاص حياة...». تم الكشف عن تفاصيل الساعات الأخيرة للأمير على وسائل الإعلام الاجتماعية، والتي كانت سرية في الغالب في المملكة قبل ذلك . محمد المصلوخي، إمام مسجد الصفا، الذي كان حاضرا عند تقديم الدية لعائلة الضحية، وصف اللحظات المفجعة للأمير مع أفراد عائلته الذين زاروه للمرة الأخيرة في السجن. وقال المصلوخي إن الأمير أدى صلاة القيام ثم صلى الفجر، وقام بتلاوة الآيات القرآنية حتى شروق الشمس. وقد أعدم في وقت لاحق في ذلك اليوم. وقال المصلوخي إن الإعدام جرى في حضور والد الأمير، الذي انهار بالبكاء، في حين حضر أيضا والد الضحية الذي كان يتابع الحدث بتعابير جامدة. |