المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني في أحدث ظهور AlmustakbalPaper.net جامعة الدول العربية تعلن عن أبرز بنود الاجتماع التحضيري للقمة التنموية في بغداد AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية للسفير الإيراني: العراق داعم لكل المبادرات التي تكرّس الاستقرار والشراكة الإقليمية AlmustakbalPaper.net مؤكداً على أهمية تفعيل محكمة أمر الضبط.. وزيـر الداخليـة يتـرأس اجتماعـاً للـدوائر القانونية لتشكيلات الوزارة AlmustakbalPaper.net الأعرجي يفتتح أعمال مؤتمر إطلاق مصفوفة معايير الأنشطة الاتصالية للمؤسسات العسكرية والأمنية AlmustakbalPaper.net
هدم بيوت الإرهابيين
هدم بيوت الإرهابيين
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
سلام مكي

طائر الإرهاب الذي حلق في سماء العراق، محاولا البحث عن بيئة سليمة ليحط رحاله، والبدء بالتكاثر وانتاج اجيال تقوم بمهمة اثارة الرعب والموت في كل مكان، وجد منذ اول يوم له اماكن خصبة، وفرت له المأوى وخصصت له مساحات واسعة ليبني اعشاشه ومساكنه ويتكاثر وينمو، حتى اشتد عوده، ثم انطلق من تلك المناطق ليمارس طقوسه في قتل العراقيين وتهديم مدنهم وتهديد امنهم.
 مدينة الحلة التي تمثل مساحة صغيرة جدا من بغداد، نالت نصيبا وافرا من الهجمات الإرهابية، تكاد ان تساوي الهجمات التي تعرضت لها بغداد نفسها، اذ شهدت خلال الاعوام التي سبقت عام 2014 الكثير من الهجمات الانتحارية التي راح ضحيتها مئات المواطنين الابرياء، ناهيك عن جرائم القتل والاختطاف التي كانت تمارس في جزئها الشمالي.
وكانت ناحية جرف الصخر (جرف النصر حاليا) المحتلة من قبل الارهابيين، تمثل سكينا مزروعة بعناية في جسد بابل وكل العراق، فهي التي تمثل الحاضنة الاولى للإرهاب، ومنها تنطلق المفخخات وتقتل الابرياء، يساعدها في ذلك الفساد والجهل في عمل المؤسسة الأمنية وعدم قدرتها على تحقيق الأمن، فكانت المفخخات التي تجهز في «جرف الصخر» وتطلق لتسكب جحيمها في الحلة، احد مظاهر رضا وقبول من بعض الجهات السياسية التي ترى في تلك الافعال نتيجة طبيعية وحقا لها ولمكونها. اما بعض الفئات والتيارات الشعبية والسياسية، فإنها ترفض تسمية الاسماء بمسمياتها، وتبتعد عن المسبب الحقيقي لتلك الجرائم الارهابية، لتطلق الفاظا فضفاضة عامة لا تحل المشكلة، حتى حانت ساعة الصفر، لتبدأ مرحلة تحرير «جرف الصخر» من الارهاب، من قبل الحشد الشعبي والقوات الأمنية، فكانت قوافل الشهداء تزين شوارع كل مدن العراق، وكان ليل النجف نهارا من اضواء الشهداء القادمين اليها والذين يتهيؤون للتحليق في سمائها الواسع. 
وما هي الا اسابيع حتى اعلن عن تطهير جرف الصخر من دنس الارهاب، وعادت الى الوطن، لكنها مثخنة بالجراح، وكل جزء فيها بحاجة الى اعادة تأهيل. اما سكانها فقد نزحوا الى مناطق مجاورة، اثناء تحريرها من الارهاب. ومنذ التحرير، ولغاية اليوم لم تشهد الحلة وبابل، هدوءا وامانا مثلما تشهده اليوم، اذ لم تعد المفخخات تنفجر في شوارعها، ولا خطف ولا قتل أحد في قسمها الشمالي الا نادرا، عدا تفجيرين في سيطرة الآثار وملعب الحصوة، سببهما عدم كفاءة الجهات التي تتولى المسؤولية. 
هذا الوضع لم يعجب الكثير من الجهات السياسية التي راحت تتباكى على سكان جرف الصخر، وتصفهم بالمظلومين وانهم ضحية الحشد والجيش وان هناك محاولات لتغيير ديموغرافية جرف الصخر لصالح طائفة على حساب أخرى، اما صور الجنود وهم يؤدون طقوس عاشوراء وينصبون مجالس العزاء في جرف الصخر، فكانت كافية ليصرخ السياسيون والاعلاميون الموالون لـ «داعش» بأن تلك الافعال استفزازية وانها ضد طائفتهم، في حين ان ناحية جرف الصخر بقيت لسنوات طويلة تصدر الارهاب الى الحلة وتمول الارهابيين وتوفر لهم ملاذا آمنا، لكنهم لم يتكلموا كلمة واحدة حول هذا الموضوع. 
وقبل ايام اصدر مجلس محافظة بابل قرارا يقضي بهدم بيوت الارهابيين، مما اثار سخط واستنكار الجهات التي تسمي نفسها بالمدنية قبل ان تتكلم الجهات المستهدفة من القرار، فشخص يرى ان هذا القرار يساعد على الطائفية وبعضهم اعتبره مخالفا للدستور وبالضد من حقوق الانسان! وقد فات على هؤلاء عدد المتضررين من جرف الصخر، من الشهداء والجرحى وذويهم والخسائر المادية التي تسببت بها جرف الصخر، ناهيك عن الخوف والرعب الذي كان سكان الحلة يعيشونه جراء وجود حاضنة وبيئة ارهابية متكاملة على مقربة منهم تصدر لهم الموت يوميا. 
كل اولئك الضحايا لا يشكلون شيئا لدى دعاة المدنية وحقوق الانسان، بل القيم الرمزية والبيوت هي الاهم لديهم. ثم ان وضع البلد ليس طبيعيا، فهو في حرب مع الارهاب، وانه امام عدو شرس وبشع، لا يمكن ان نطبق معه مثاليات وأحكاما يمكن ان تطبق في وضع طبيعي مستقر، اذ لا بد من وضع تشريعات وقرارات استثنائية لمحاربة الارهاب. 
القرار بمجمله لا يستهدف طائفة بعينها وهو ليس موجها ضد سكان منطقة معينة، وتطبيقه ليس عبثيا ولا فوضويا، ولا يطبق من لحظته، وربما لا يطبق اساسا. ثم ان بيوت الارهابيين اغلبها مهدمة بفعل العمليات العسكرية واتخاذ اغلبها مراكز امنية
 لـ «داعش». 
كما ان التستر على الارهابيين وعدم الاخبار عنهم، يعتبر جريمة بحد ذاتها نصت عليها المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب. ان مثل هكذا قرارات قد تمس حقوق الآخرين وتوقع خسائر مادية لكنها ستساهم في مكافحة الارهاب الى حد ما، وتوقف عجلة التطرف ومعاداة الدولة والحكومة والشعب العراقي، خصوصا من قبل ذوي الارهابي الذين سيحقدون على كل شيء لأن ولدهم حكم عليه بالاعدام او المؤبد. 
معالجة الارهاب، تحتاج الى عدة حلول وهذا القرار احد الحلول، اما الاعتراض عليه منذ اللحظات الاول لاقراره فإنه امر يفتقد الى الموضوعية والدقة، اذ لا بد من انتظار تنفيذه ثم الحكم عليه.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=20874
عدد المشـاهدات 483   تاريخ الإضافـة 02/08/2016 - 21:16   آخـر تحديـث 07/05/2025 - 00:59   رقم المحتـوى 20874
محتـويات مشـابهة
قائد القوات البرية: قضينا على تواجد الإرهابيين ونلاحقهم في جبال حمرين والصحراء الغربية
خلية الإعلام الأمني تعلن القبض على أحد الإرهابيين المتورطين بجريمة سبايكر
الأمن النيابية: قانون العفو العام لـم يُصغ لإطلاق سراح الإرهابيين والمجرمين
المالية تنفي صحة صدور كتاب منسوب لها يتعلق بصرف مستحقات تعويضات الدور المهدمة
الأعرجي: الحكومة تعمل على أكبر عملية إدماج مجتمعي لمن قدموا من مخيم الهول

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا