3354 AlmustakbalPaper.net السوداني يوجه وزارة المالية بتقديم خطة متكاملة لحل ملف خريجي ذوي المهن الطبية AlmustakbalPaper.net المندلاوي: المحكمة الاتحادية هي المرجعية الدستورية العليا وقراراتها باتة وقطعية AlmustakbalPaper.net المالية النيابية: رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين مؤمنة AlmustakbalPaper.net العيساوي: الحديث عن دمج الحشد الشعبي عارٍ عن الصحة AlmustakbalPaper.net
قراءة في نص «جنائن المستحيل»
قراءة في نص «جنائن المستحيل»
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
           أ. م. د. محمد حسين

نص رائع للشاعر السومري ابن الحضارات لؤي محسن جعلني أعود لتلك الأساطير العظيمة لواقع يريده أن يمتد ويعود إلى سابق عهده حيث غابات الورد وعطرها و «سميراميس « المتخيل في وسط هذا الخراب الغير متخيل  اختار الشاعر العنوان بدقة وحرفية عالية حين جعل من بلده العراق جنائن منشأة وهي من عجائب الدنيا السبع والتي جاءت عبر الأساطير السومرية القديمة والشاعر يمد تلك الجذور بين الماضي والحاضر ليشيد لنا جنائنه المستحيلة وليس المعلقة ليغرس الأمل في غدٍ أفضل قادم يتخيلهُ وينتظره ويشيدهُ بحروف شعره المليء بعد أن غرس براعمها في أرض الأمل وتفيأ لها جذوراً عظيمة لن تقتلع تمتد عبر بوابة تأريخها العظيم وأسطورته المورقة بالحب حين تقف  « سميراميس « مبتهجة بروعة المنظر وسط صحراء جرداء لا حياة فيها ولا أمل لكن تلك اليد حولته إلى اعجوبة وسر ليصنع عالمه الواقعي المتخيل وهو هناك يحاكي تلك الذات الإنسانية التي اشتاقت إلى غابات  وطنها المفقود والغائب في زحمة الانكماش على ذاته وخرابه والتقوقع في زاوية بعيدة ومستحيلة كما اسماها الشاعر هنا لينطلق في مستحيل بعد ذلك من العنوان إلى تفاصيله واغصانهِ الخضراء وتفرعاتها حين غرس فيها الأمل حين كان بُرْعُماً وجعل من ذلك الأمل الصغير بعد أن تشبث بأرضهِ جذوراً لا تقهر بل ازلية وتتمدد وقوية لن تنزع كونها تحمل تأريخاً خالداً عبر العصور السومرية وأساطيره العظيمة التي ما زالت آثارها باقية إلى يومنا هذا ليوظف لنا هذا البناء والصرح العظيم ويصوُّره على أنه من عجائب الدنيا التي لم ولن يخلق مثلها أبداً ليكون فيما بعد وريد أو شريان ، مجرى الدَّم في الجسَد هكذا صوُّر لنا العنوان هذه الهالة العجائبية حين راح يمتد إلى اجزاء القصيدة عبر عروقه وما دام فيه عِرْق ينبضُ فهو ما دام حيًّا وينزع بالتالي إلى أصله الكريم لأن العِرْقُ  أَصلُ كل شيءِ ، فكان من الطبيعي أن تمتد جذوره وأن يمتد إلى عراقة اصله وشرفهِ إلى منبع بلاده السومرية والبابلية ليطوف بنا فِي كُلِّ جَنَبَاتِ القَصْرِ في نَوَاحِيهِ ، وفِي دَاخِلِهِ وفي أعماقه وجوانبه ونواحيه في تلك الحديقة الفائقة الجمال والتشكيل المعماري المتميز والفريد من نوعهِ  ليكون بعد ذلك سُقياها أهوار الحياة ، التي لا تنضب ولا تموت بل التي تدب فيها الحياة دائماً وأن تُسقى من هذه المساحة الواسعة جدا من الأرض أي تلك البحيرة التي تجري إليها المياه فتفيض وتتسع (أهْوار) العطاء الأبدي وليعرفُ بها شاعرنا ويكشف عن سرهِ ويسميهما بدجلة والفرات رمزا النماء والخصب  ومنبع براعمه التي غرست بأمل التفاؤل والعودة إلى تلك الجنائن المستحيلة ورمزيتها الأسطورية التي تقوم على فكرة الحب والعطاء والقدرة على بعث الحياة من جديد  في ظل واقع محاط بالموت والخراب كي يكون للحياة وللوجود باعث وحرك على البقاء حين تتجدد أسطورة الأمس وتغدو هي الأولى في محيط غامض ومجهول وتكون هي المتنفس والمُخلص من مناظر الحرب والدماء والأرض اليباب الذي لا ماء فيه ولا حياة . و الشاعر هنا قد نجح في تضمينه  كلمة (سُقياها) لأرضه  من النص القرآني  . ليكون شربها في يومها وكان لها يوم ولهم يوم وهنا اراد الشاعر السومري أرضه المستحيلة التي اراد لها أن تنعم وحدها بوافر عظمة نهري دجلة والفرات دون شريك لها ينازعها هذا النماء لتتفرد به وحدها تلك الأرض الخضراء ليوحي لنا عظمة المشهد والصورة التي لونها بماء فراته ودجلته  ثم يرتقي بنا الشاعر إلى ناصية الجبل أي رأسه ليأخذ زمام السلطة منه التي بعد أن بات هو ليمتلك القيادة وعنان فراسه الجامح في الخيال والمغرق في الأسطورة ويتهيأ من جديد لينطق بنا إلى أعلى تلك القمم من الجبال الشامخة التي باتت تحاجج وتقابل وتجادل كرم اصله وشرفه البابلي بإنجازاته وجماله  ليقول أنه سيناطح تلك القمم الشاهقة ويرتفع إلى مستواها ليجاريها ويسلبها ذلك العز في الشموخ حين يخترق البرامج وبشكل مرتب على كسر عزيمته حين يخترق أنظمة التراب المتطاير في السماء بعد أن جيش لها سلاح المطر أي جعل الحياة حاضرة بقوة أمام غريمها الموت هنا فالمطر معادل موضوعي للحياة والتراب معادل موضوعي للجفاف والحياة مقابل الجفاف والتيبس والموت فكان سلاحهُ هو المنتصر والأقوى كيف لا وهو يقدمُ البراهين والقرائن الواحدة بعد الأخرى ليطلب من أرضه البابلية أن تمتد (هاتي معصميك ) وهنا كناية عن نهري دجلة والفرات  و أراد الشاعر أن يعود مرة ثانية ليقول لنا أن أصولهُ وعروقهُ تلك التي تشربتها ارضه من ماء دجلة والفرات هي من انتجت أديم حدائقه المستحيلة الخُضر بكل ما فيها من جمال وطبيعة زاهية تريح نظرتها العين حين تراها وتهدأ النفوس لها وتسكن لذا يدعو نفسه أولاً بناء الروح ويجري حواراً مباشراً معها بأن تصمد وتتشبث بالحياة وتتمسك وأن تعلي المستحيل الذي صنعته ثقافة الخراب وثقافة اللامتخيل ليعود بها إلى ثقافة المجد التليد والتأريخ المُخضر الذي صنعته أساطير الملك نبوخذ نصر الثاني لـ  « سميراميس « ويعود ليقدم لنا الدليل بأنهم حاقدون ومتربصون بالعراق و بحقدهم الذي يعصف بالكره أن يحولوا مجرى النهر عن مسارهِ  فهذا ما كتبه التأريخ لهذا الوطن أن يبقى خالداً مرصعاً بأديمه الأخضر ونهراه  دجلة والفرات لأنها لن تسطع أو تستطيع أن تقهر تلك الرموز الخالدة الدائمة والمتجذرة بعواصف البغض والذل التي سرعان ما تنتهي لبعض الوقت ليظهر من جديد صورة أديم الأرض الخضراء وتشبثه بها لكونها سوف تخور بعد أن أكد الشاعر الفعل مرتين للتأكيد بأنها سوف تتلاشى وتنتهي وما تحتاجه هو الوقت فقط لذا هو يطالب صرخة أمله أن تسمع كل تلك الأبواب المؤصدة التي ترفض أن تسمع خضرة ربيعه المنتظر والتي شبهها بالسدود المقفلة أمام تدفق الحياة ورمزيته الماء والتي تعمل على منع تدفقه لمنع الحياة عن ابناء شعب يحذوه الأمل في أن ينعم بخضرة وطنهِ وربيعه السومري المستحيل لنسمع بعدها نداء الشاعر بـ (يا حبل قومي) أي وصلهم وترابطهم وتأريخهم وحضارتهم بأنه (متين) قوي وكررها هنا مرتين للتأكيد أيضاً على أنها لن تنفك أو تنقطع بل تتجذر وتتمدد كيف لا والشاعر هنا قد غرس براعمهُ في أرض ولادة منجبه خصبة تبعث على الحياة والأمل (أنيث) معطاءة لا تعرف حد لذلك العطاء ولا تشيخ بل تستمر في تدفق الحياة فيها وتدب إلى الأزل دون نهاية لتلك الحدود بل زمنها مفتوح وكيف وهي فتاة أرضه التي لا تعرف المستحيل وأن كانت تسمية القصيدة (المستحيلة) هذه الأرض عام بعد تعود إلى خضرتها وربيعها وزهوتها فهي فتاة جميلة وليست كأي فتاة لا تعرف حداً للعمر أو الشيخوخة وأخيراً يقف الشاعر السومري ليطالبها بأن تحمل محراثها ليعلن للجميع بدأ موسم حصاد الأمل والحب الذي هو الفرح ونشوته في استمرار الحياة وبقاء خضرتها وسط ما مر به من عواطف وألم وبؤس غير أن الاصرار على الحياة بقى ديدن شاعرنا  الذي صوّر نصهُ أعظم تصوير حين حول الأمل وبرعمه إلى نشوة حصاد طال انتظارها في اسطورته الشعرية في طريقة مُحاكاة لتأريخ عظيم وسط زحمة الشقاء وما يجري اليوم من احداث مأسوية صحراوية جوفاء غرس فيها الأمل بالمستقبل والفرح بانتظار وقت حصاده.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=18002
عدد المشـاهدات 339   تاريخ الإضافـة 08/05/2016 - 19:16   آخـر تحديـث 14/07/2025 - 19:37   رقم المحتـوى 18002
محتـويات مشـابهة
قراءة في شهادة جيفري ساكس
قراءة تحليلية لقرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن اتفاقية خور عبد الله
قراءة استراتيجية في مفاوضات إيران وأمريكا
معركة العقيدة: قراءة في رسالة ترامب إلى إيران
مجلس النواب ينهي القراءة الأولى لتعديل الموازنة ويرفع جلسته

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا