عروبة النجار الكثير من العراقيين انتظر لحظة تهاوي أبشع نظام قمعي حكم العراق في تاريخه، والكثير من ضحاياه استعادوا أرواحهم، لحظة تهاوي الصنم الأكبر في التاسع من نيسان العام 2003، ومن شهد اللحظة بدأ يشعر ان نهاية الطغاة حتمية وإن تأخر موعدها سنوات أخرى.لهذا يظل هذا اليوم يحمل طموحات شعب تخلص من طاغيته ويتطلع لمستقبل أكثر زهوا وازدهارا طالما إن الشعب تحرر من عقدة الخوف من الطغاة.ولم يكن أحد منا يتصور سيناريو سقوط هذا النظام الذي اعتاش على الحروب الخارجية منها والداخلية، هذه الحروب التي كان ثمنها ملايين العراقيين الذين كانوا وقودا جاهزا لنزوات الطاغية الذي لم يفكر سوى بالحروب التي كانت تشكل في فكره ركيزة من ركائز دعم نظامه القمعي . لهذا نجد بأن لحظة التغيير بددت كل الأسئلة التي دارت في مخيلتنا ونحن نرى ما يجري بعد كل هذه السنوات في الدول والأنظمة التي أصطف بعضها بالضد من مشروع العراق الديمقراطي وحاول جاهداً أن لا تطوله رياح التغيير، فإذا بها تهب لتقتلع من تقتلع منهم لتمنح الشعوب فرصة أن تكتب التاريخ بنفسها هذه المرة كما فعل الشعب العراقي.لهذا كان سقوط هذا النظام على يد تحالف دولي هو الحل الوحيد الذي جعلنا نتخلص منه ونبدأ مسيرة ديمقراطية حاول البعض من فلوله تعطليها لكن إرادة الشعب العراقي أكبر من أحلامهم الصفراء.ولعلنا نعيش هذه الذكرى بالتزامن مع انتصارات قواتنا المسلحة على»داعش» الإرهابية التي تمثل الوجع الآخر للتسلط والدمار، خاصة انها لا تختلف كثيرا في آليات بطشها وفكرها عن النظام الدكتاتوري القمعي الذي حكم العراق قبل 2003. وعندما ننظر لهذا اليوم سنكتشف بأن لحظة التغيير التي انتظرتها أجيال عراقية عديدة قبلنا كان موعدها مع هذا الجيل، جيل قُدر له أن يعيش وقع التغيير ويتعايش معه،جيل لم يكن أقل طموحاً من الأجيال التي سبقته ولم يكن أقل تضحية منها في سبيل أن يحقق ذاته في وطنه الذي حوله النظام الشمولي لسجن كبير مترامي الأطراف،لكن في التاسع من نيسان تهدم سور السجن وهرب السجان لنجد أنفسنا أحراراً من قبضة الدكتاتورية وحزبها وجلاوزتها الذين استكثروا علينا فرحة الخلاص من الجلاد. واليوم نحن مطالبون بالتخلص من آخر معرقلات بناء العراق الجديد إلا وهي التنظيمات الإرهابية التي تلقت ضربات موجعة. التخلص من الارهاب يتمثل عبر وحدة الموقف الشعبي والسياسي ودعم القوات المسلحة العراقية وهي تخوض حربا شريفة ضد هذه العصابات ومن معها من أجل تحرير العراق من شياطين الظلم والظلام الذين يحاولون إعادة العراق الى ما قبل التاريخ. كما وإننا بحاجة ماسة للإصلاح والتغيير الذي خرج من أجله ملايين العراقيين الذي يشكلون اليوم القوة الرئيسة الداعمة لقوى الإصلاح في هذا البلد الذي يتطلع شعبه لحياة أفضل.
|