السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين AlmustakbalPaper.net
نقد السجال
نقد السجال
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
جمال جاسم أمين 
يصار غالبا الى نعت الحوار بأنه تحوّل الى سجال خاصة عندما تشحب الجدوى من مداولته او ينزلق الى تفاصيل ليست ذات قيمة على صعيد الموضوعة المراد معالجتها وتسليط ضوء كاشف عليها. يحدث كثيرا انّ طرفا من اطراف هذا السجال يعمد قصدا الى تشتيت مناحي البحث ومجريات مداولته كي يوصل الآخرين الى متاهات من القول التي تصل حد اللغو بلا طائل، وذلك للتعتيم على مقاصده الخفية والتي لا تصلح للاعلان كما لا يمكنه الدفاع عنها بشكل صريح فلا سبيل امامه سوى تشتيت الفكرة وبلبلتها بالكامل بطرق يجيدها هذا النوع من المناورين الذين أدمنوا الحيلة سواء على مستوى السلوك او الحوار!.
 على مرّ اكثر من عقد عراقي شهدنا الكثير من هذه السجالات ولكي لا يستمر هدر الوقت واطالة عمر الانتظار لا بد من نقد هذه الثرثرة وإبداء ما يلزم من الملاحظات بصددها:
1- يهتم البعض من الموصوفين بأنهم محللون بعنصر الاثارة اكثر من اهتمامهم بفحوى الموضوع وحقيقته، وهنا تتراجع قيمة الحقيقة المتوخى كشفها في اذهان مثل هؤلاء المتحدثين كما يبدو احيانا انهم يخاطبون نوعا من الجمهور المتناغم معهم ايديولوجيا ما يعني ان مثل هذه الحوارات ستدخل ضمنا خانة الترويج السياسي لطرف ضد طرف.
2- كي يظل الموضوع في حدود الحوار لا بد من التخلص من النمذجة بمعنى ان يكون هدفنا اولا هو نقد النماذج المطروحة وليس ازاحتها بقصد ترشيح إنموذجنا المفترض. هذه الرؤية: الازاحة بقصد احتلال المكان ستؤدي بالضرورة الى نوع من الكيدية الضارة بالموضوعية او الحيادية. نحن نتوخى بالضبط ممارسة نقدية نظيفة وعلى درجة عالية من نصاعة الضمير الوطني كي لا نهدر الوقت والنتيجة لا شيء سوى اضافة خنادق اخرى جديدة لما هو موجود.
3- بعد احتدام النقاشات بين المفكرين وشرائح التنوير والمدافعين عن الاسلمة هناك من يجرّ المحاور او خصمه الثقافي الى تفوهات تستوجب تكفيره وتأليب الجمهور ضده وهي الطريقة التي نجحت الى حد ما في مصر ولها ما يشبهها الآن في سجالاتنا العراقية. بصدد هذه المسألة لا بد من الانتباه الى ان حوارنا ينبغي ان ينصب على المصالح الواقعية للناس وكيفية تحسين ظروف معاشهم وفضح الفساد دون الانجرار الى حوار العقائد لأن مثل هذا الحوار يطول ولا ينتهي وهو لا يدخل ضمن الاهتمامات الاجرائية او يوميات عمل الدولة والحكومة.نضع هذه التنبيهات للحفاظ على جدوى الحوار أيا كان نوعه ولكي لا يخسر موضوعيته بل جدواه في حال انحرافه من النقد الموضوعي الى التخندق من اجل حماية ظواهر شاذة او ممارسات فاسدة نعمل على تعريتها اولا بغية التخلص منها عبر جهود حثيثة ومتضامنة. يدخل الاعلام الوطني والمستقل ضمن هذه الجهود بالطبع، لكن ما يؤسف له حقا ان العديد من قنوات الاعلام المتلفزة على وجه الخصوص تعمد الى استضافة الاصوات الخلافية المعروفة بإثارة التشاحن دون تقديم شيء ذي بال على صعيد انتاج فكرة صائبة او تقليل حجم الضرر الحاصل من جراء شدة الاختلافات السائدة. يحدث هذا اما بسبب دوافع ايديولوجية مبطنة تتبناها هذه القناة او تلك او بسبب البحث عن الاثارة الساذجة التي تزيد الطين بلة كما يقال. ما نتوخاه فعلا ان تكون حلقاتنا النقاشية - خاصة التي تنقل الى جمهور واسع - على درجة عالية من الجدية والمكاشفة الرصينة كي تسهم في تعزيز فكرة الامل بدل ان تزيد الناس احباطا مضافا او نكدا يصل بهم الى حد اليأس، هذا الموضع يحتاج الى تفريق دقيق بين الاعلام والدعاية، فالاعلام مهمة وطنية وهو من دعامات الديمقراطية في العالم المتحضر بينما الدعاية اطروحة ايديولوجية في الغالب لا تخلو من اساليب احتيال وخداع الجمهور للوصول الى غاية معينة يصبو لها صاحب الدعاية سواء كان شخصا او جهة كما لا تخلو من نسق تجاري تسويقي يصل الى حد الكذب والتزييف، ولأجل الدقة ينبغي ان لا ننسى سلطة المال واجندة المموّل في مثل هذه الحالات التي ينحرف فيها الاعلام الى الدعاية وينتقل الحوار من مقصدية الكشف والمعالجة الى السجال الذي يسهم في تأخير حراك مثل هذه المعالجة بل يصبح جزءا من المشكلة وليس من الحل!. اذن نحن بصدد نقد السجال كي نسهم في توسيع دائرة الحل وتكثيف حزمة الضوء بدلا من العتمة.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=16855
عدد المشـاهدات 627   تاريخ الإضافـة 05/04/2016 - 20:17   آخـر تحديـث 07/06/2025 - 01:27   رقم المحتـوى 16855
محتـويات مشـابهة
مستشار رئيس الوزراء: السياسة النقدية نجحت في استقرار الأسعار وكبح التضخم
العراق يحظر الدفع النقدي بالمؤسسات الحكومية ويبدأ بإعادة هيكلة مصارف الدولة
الخارجية الإيرانية: سنقدم مقترحنا قريباً إلى الولايات المتحدة وعليها اغتنام الفرصة
خبير اقتصادي: انخفاض سعر الدولار يعزز معيشة المواطن ويحسن السياسة النقدية
النقد الثقافي في التشكيل الفني في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالـم المعاصر

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا