3354 AlmustakbalPaper.net السوداني يوجه وزارة المالية بتقديم خطة متكاملة لحل ملف خريجي ذوي المهن الطبية AlmustakbalPaper.net المندلاوي: المحكمة الاتحادية هي المرجعية الدستورية العليا وقراراتها باتة وقطعية AlmustakbalPaper.net المالية النيابية: رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين مؤمنة AlmustakbalPaper.net العيساوي: الحديث عن دمج الحشد الشعبي عارٍ عن الصحة AlmustakbalPaper.net
لصوص وجراد
لصوص وجراد
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
قاسم محمد مجيد

تدفق الحياة  ... في كتاب “حوادث 12 قرنا في بغداد” للكاتب باقر محمد امين الورد - وهو عمل توثيقي ضخم للحوادث التي مرت على مدينة بغداد - يذكر أنه في العام 1653 “تزايدت حوادث السرقة ليلا” ونهارا” إذ صار اللصوص لا يخشون أحدا. واستولى الخوف والرعب على الناس فتحصنوا في بيوتهم”، فيما كانت أسراب الجراد تفتك بالمحاصيل الزراعية ليصبح الجوع مصيبة أخرى حلت على رؤوسهم. فصارت البيوت البغدادية المتلاصقة بعضها البعض تتقاسم كوابيس لها أجنحه تطير في سماء قاتمة فيسافر الخوف بهم الى آفاق شاسعة لم يروها من قبل!
تقودني الذاكرة الى رواية للكاتب الراحل عبدالرحمن منيف الذي لم يسلم قبره في دمشق من الهدم على يد أوغاد جهلة مذعورين منه حتى وهو في قبره. رصد في روايته تلك الطبيعة الإنسانية المتغيرة حين يداهمها خطر الطبيعة (الجفاف) ليحمل الخوف مشروعه ويصبح جزءا من حياة المجتمع الذي تتسارع الأحداث فيه, وتعصف بعلاقاته الاجتماعية وتقاليده الراسخة فتتعطل روح المحبة والإيثار بين الناس وتصبح الأنانية جزءا من علاقات فرضتها أزمة طارئة والحياة أشد قسوة.  لكن هل يستمر ذلك؟
تدفق الحياة الذي لا يتوقف وطبيعة المجتمع الخيرة تتجاوز تلك الصعاب لتتحول “في الذاكرة إلى بطوله غامضة ولا يصدق الناس أنهم تحملوا ذلك”. كما يقول عبدالرحمن منيف في النهايات.
لو كانت الصعوبات اقتصرت على مصاعب الطبيعة وثورتها لهان الأمر!
فنحن شعب جمهوريه الخوف المزمن المتوارث ماذا نقول! ونحن الذين ابتلينا بشدة الارتياب من حولنا؟ هل يأتي يوم نتذكر فصول روايتنا الدامية بعد ان عبثت بوطننا مخلوقات انقرضت وعادت تلبسه لون الحداد. وبتنا نرى أن الشمس مظلمة كما يقول الكاتب الفرنسي البير كامو فيصم الأخ أذنه عن صرخات استنجاد أخيه وصار البعض يتقلب برمشة عين ولا يعرفون الى من يهبون الروح لأن الذي جرى حقا يفوق الوصف والاحتمال، فصار الصمت والانتظار رحلة عسيرة في ليل كثيف وثقيل علينا.
وزاد من شعور الخيبة جزع من غموض المصير لزمن أصبح بلا معنى فتحصنا في بيوتنا مرة أخرى وكانت المأساة شاملة “مأساة الذين تحطموا في الحرب حتى ولو كانوا قد نجوا من قذائفها”. أردنا تمجيد الحياة لكن الإحساس بالفاجعة اكبر.لكن رغم ما يحصل نحن نعيش بطولة أسطوريه حقا “مادمنا نصافح كل يوم يد الموت ونقاوم عناده.بعد 350 عاما جاء اللصوص مع الجراد، فمتى نتذكر أن كل شيء أصبح من الماضي المر ونصدق أننا تحملنا كل ذلك لكن بأسى.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=15795
عدد المشـاهدات 570   تاريخ الإضافـة 13/03/2016 - 19:34   آخـر تحديـث 11/07/2025 - 21:40   رقم المحتـوى 15795
محتـويات مشـابهة
لوردات اللصوصية والقرصنة والحروب والجريمة المنظمة
الثقافة: لصوص يستولون على آثار في مناطق نائية بمساعدة الأهالي
وكالة شؤون الشرطة تطيح بـ «لصوص أجانب» سرقوا مبالغ مالية من عراقيين
لصوص يقدمون «نصائح» لحماية المنازل من السرقة
خدعة تمكن اللصوص من سرقة سيارة في (40) ثانية!

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا