شروق عياد تلقيت رسالة من صديقتي ريهام تطالبني بالتحدث عن النقص العاطفي في حياة المرأه وأزمة إحساسها بأنوثتها، خاصة وهي على مشارف الأربعين وما يراودها من تفكير فى خلع الحجاب أن كانت محجبه أوالطلاق كنوع من أنواع التغيير في حياتها على اعتقاد منها أن هذا سيجعلها تحب نفسها أوتكتسب أعجاب رجل جديد يشعرها أنها مازالت مرغوبه أوتحاول تغيير شكلها وعينيها وفمها ويكون ردها أن سألها أحد (أريد أن أستعيد حبه و أهتمامه)هي تريد أنقاذ حبها فتغرق في بحر من المتاهات. النقص العاطفي أو الجوع العاطفي هو واقع في معظم البيوت العربية جعل المرأة تدمن المسلسلات التركية وفي الفتره الأخيرة الهندية والآن العربية، فتشبع بذلك الفراغ العاطفي فالمسلسل هنا يلبي الحاجة العاطفية والنفسية وبالتالي تتعلق بها حد الإدمان والكارثة أن بعض السيدات تتجاوز حالة الإعجاب بالمسلسل إلي حالة التوحد الكامل مع أبطاله ومع قصته وتغرق في أحلام اليقظة كأنها قصتها وتبدأ المقارنة بين نجوم العمل وأبطال الحياة الحقيقيين، وهي لا تدرك أنها خرافه لا يمكن أن تكون حقيقة وأن بطل المسلسل في الواقع كزوج ليس هكذا. ويصنف علماء النفس الحاجات النفسية إلى حاجات أساسية، منها الحاجة إلى الأكل والشرب والنوم ، وهي حاجات تحافظ على بقاء النوع واستمراره، وأخرى مكتسبة أو ثانوية نذكر منها الحاجة إلى الحب من الآخرين والترفيه وتحقيق الذات و من هنا يتضح لنا مسببات الإقبال المفرط على مشاهدة هذه النوعية من المسلسلات وأدمانها. وهذا الفقد العاطفي الناتج عن أهمال الرجل لا سن له ومخطئة كل أربعينية تتهم نفسها بالكبر اوالعجز اوأنها غير مرغوبة وثبت علميا أنه سن النضج و أكتمال العقل والتوازن النفسي والعقلي والعاطفي. لا ننكر صعوبة الظروف التي تعيشها جميع الدول العربية و السعي و راء الرزق جعل الجميع يلهث في الحياة ولكن إذا أهملنا الجزء النفسي و العاطفي في حياتنا أصبحنا كالتماثيل أوأداه تحقق هدف بلا اي مشاعر كلا منا بحاجة ماسه الي إشباع فراغه العاطفي، فهو ليس عيبا فهو موجود لدى كل منا بدرجات متفاوته فمن حق الإنسان أن يشبع فراغه العاطفي حتى يشعر بإنسانيته التي ميزه الله بها على كل مخلوقاته. لم انكر الفراغ العاطفى ولكن يجب أن نبحث عن الطريق الصحيح لإشباعه داخل الأسرة, أيها الرجل زوجتك بحاجة الي أن تشعرها بأنها دائما مرغوبة في اي منصب كانت لا تنسى انها كالوردة تذبل أن أهملتها ،فهي تحتاج لكلماتك ونظراتك فذلك يشبع فراغها العاطفي فالاحتياج العاطفي للمرأة شعور فطري .وأنت ايها المرأه زوجك يحتاجك حبيبة وأم وزوجة وصديقة فاذا افتقد واحدة منهن فتأكدي انه سيبحث عنها مع اخرى ،فاحذرى أن تتركى له فراغا والزوجة الذكية هى التى تعرف احتياجات زوجها العاطفيه. شيئ مؤسف ان يعيش الانسان محروم عاطفيا والطرف الآخر لايشعر به ولايحس بمعاناته العاطفية من المحزن ان الكثير منا يقلل من قيمة العاطفه وما تعنيه للإنسان وكيف يمكن ان تؤثر على من يفتقدها. إن لم تكن تشعر بالفراغ او الجوع العاطفي فاحمد الله سبحانه وتعالى ولكن علينا ان نتذكر جميعا رجالا و نساءا أن هناك من هم بحاجة ماسة لكي نشبعهم بعطفنا وحناننا الذى نختزنه ونمنحهم بعضا من وقتنا.
|