3433 AlmustakbalPaper.net السوداني: ما تحقق في حكومتنا خلال ثلاث سنوات لـم يكن صدفة ولا مجاملة AlmustakbalPaper.net وزير الداخلية يؤكد ضرورة الجاهزية الكاملة لمراكز الدفاع المدني AlmustakbalPaper.net رئيس مجلس القضاء الأعلى يبحث مع ممثل الأمم المتحدة الاستعدادات القضائية للانتخابات البرلمانية المقبلة AlmustakbalPaper.net نقيب الصحفييـن والرئيـس التنفيذي لبطولـة كأس العـرب: فخورون بأن يكون العراق البوابة الأولى للترويج للبطولة AlmustakbalPaper.net
كيف توظّف إسرائيل مشاهد الجوع والقتل في غزّة ؟
كيف توظّف إسرائيل مشاهد الجوع والقتل في غزّة ؟
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
د.جواد الهنداوي
خسرت إسرائيل كثيراً من مقبوليتها وشرعية وجودها لدى شعوب العالم و الرأي العام ،جرّاء ما ترتكبّه من جرائم حرب و ابادة في غزّة ،والتي تشاهدها الملايين على القنوات و على وسائل التواصل الاجتماعي.
كذلك خَسِرَ العالم الرسمي ( دول ومنظمات أُمميّة و دوليّة وقوى كبرى ) مصداقية شرائعه و سردياته في مجال الحقوق والعدالة و الإنسانيّة.
حين تلجأ الدول الكبرى والدول المجاورة لقطاع غزّة في اعانة شعب مُحاصر بالجوع والقصف والموت ، عن طريق رمي اكياس الغذاء جواً ، يعني ذلك انصياع ” العالم الرسمي ” لارادة اسرائيل ! يعني ذلك لا قرار فيما يجري في القطاع ،و امام مشاهد العالم ، الاّ قرار اسرائيل!
حين يرى العالم المشاهد المختلفة والمتنوعة للموت و الاحتظار في غزّة ( الجوع ،المرض ،القصف ،الاغتيال ،تحت الأنقاض ) ، و مشاهد امتهان كرامة الإنسان ( تعريّة الغزاويين و تعذيبهم معنوياً و جسدياً ) ،يعني ذلك الإمعان في اذلال الإنسان الفلسطيني -والعربي -والمسلم .
لجوء العرب و غيرهم إلى ” ألاغاثة الجوّية ” للمدنيين المُحاصرين في غزّة ، يعني عدم موافقة إسرائيل على تسيير قافلات مساعدة بريّة إلى قطاع غزّة ، و لإسرائيل غرض في ان يكون اطعام الأفواه الجائعة المُحاصرة في غزّة عن طريق صناديق تُلقى عليهم من السماء، و من قبل أشقاءهم في القومية والدين والتاريخ و الجغرافيّة . الغرض هو محاولة لاذلال الإنسان الفلسطيني و امتهان كرامة الإنسان العربي .الغرض هو اشهار تفوق العنصر الصهيوني على العنصر العربي و البشري والمسلم والمسيحي .الغرض هو اشهار تفوق الارادة الاسرائيلية على ارادة دول العالم ،وعلى ارادة الامم المتحدة و مجلس الامن .
بث صور المجازر في غزّة عِبرْ فضائيات العالم ،و عِبرْ اليوتيوب يصّبُ في مصلحة إسرائيل كما يصّبُ في مضّرتها ؛ توظّفُ إسرائيل الحدث لإظهار قوة بطشها وعدم ترّددها عن ارتكاب ما لا يخطر على البال تجاه من يجرّأ على لدغها ، و إظهار مدى استخفافها بتنديدات وتصريحات العرب والدول والمنظمات الدولية .
ومما يساعد إسرائيل على تحقيق ما تصبوا اليه ،و تماديها في ارتكاب المزيد من جرائم القتل والتجويع هو اطلاع ومتابعة العالم لهذه الجرائم ، وعدم قدرته ، دولاً و شعوباً و منظمات على منع اسرائيل او محاسبتها . بلْ ، ترى وتتابع إسرائيل كيف تبذل امريكا والدول الاوربية ودول عربية جهود سياسية و دبلوماسية واقتصادية من اجل إعانتها ،وتحقيق ما تصبو اليه ( إطلاق سراح أسراها ،و القضاء على حماس والمقاومة ) .
أمران يجعلان إسرائيل تتمادى في الإجرام وتتفنّن في امتهان كرامة الإنسان : الاول ،ليس صمت او تقاعس دول العالم تجاه ما ترتكبه ، وانما تعاون ودعم بعض من هذا العالم الرسمي لها ،والامر الثاني هو أدراكها بمشاعر غضب و كُره شعوب العالم تجاهها ،فهي خسرت كل شئ،ولم يعد لديها ما تخسرهُ من قبحٍ وسوء لأفعالها ولدورها ، فلا تُبالي إن ارتكبت المزيد ثُمَّ المزيد من الجرائم ، و امتلاءها بهذا الشعور اللاإنساني،وإلهامها بهذا الفجور يقودها إلى ارتكاب اعتداءات اخرى ،و خاصة تجاه لبنان .
تحاول إسرائيل طمس هزيمتها في ٧ تشرين الاول ( اكتوبر ) ومحي صور انتصار المقاومة من المشهد ،وفي نظر الشعوب والدول ، واستبدالهم بمشاهد البطش والقتل و الترويع ،بأعتبارها مشاهد قوّة و رّدْ اعتبار ،ولكن سوء العاقبة وقوة الحق أعميا بصيرة إسرائيل فأغفلت قلم التاريخ وما سيدوّنه عن هزيمتها وعن جرائمها في غزّة ، و أغفلت بأن كتابة التاريخ لم تعدْ حصراً للمنتصر ،وانما لتوثيقات وسائل التواصل الاجتماعي.
المتابع و المتتّبع لجهود الوساطات الدولية والعربية يلاحظُ ،بوضوح ، الحرص على اسرى اسرائيل لدى حماس ،والذي لا يتجاوز عددهم ال ٢٠٠ شخص ، وقلّة او عدم اكتراثهم بما يقارب مليونين ونصف أسير محاصر و جائع في غزّة ! يلاحظُ ايضاً حرص الوفود والوساطات على أمن واستقرار ١٥٠ الف اسرائيلي تركوا منازلهم في شمال فلسطين ،و عدم اكتراثهم بمصير و أمن وسلامة ما يقارب مليونين فلسطيني ،مُعرضين للتهجير و القتل في غزّة .
تتحدث وتتبنى هذه الوساطات مطلب ” وقف إطلاق النار ” ، و المطلوب و الاصح هو ” وقف جرائم الابادة والتجويع والقتل ” في غزّة ، وهذا ما قررته محكمة العدل الدولية ،حين طالبت إسرائيل باتخاذ ما يلزم لمنع جرائم الابادة . للعدالة وللإنصاف وللتاريخ ، يجبُ أن تحمل الجهود والوساطات الدولية عنوان ” منع جرائم الابادة والتجويع والقتل “، وليس وقف إطلاق النار .
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=81373
عدد المشـاهدات 461   تاريخ الإضافـة 13/03/2024 - 09:09   آخـر تحديـث 27/10/2025 - 17:00   رقم المحتـوى 81373
محتـويات مشـابهة
فضيحة في قلب النيابة العسكرية الإسرائيلية.. تحقيقات تهدد بفتح «صندوق باندورا» داخل الجيش
إسرائيل الكبرى.. الحلم الذي يسكن الخرائط لا الواقع
وزير خارجية عمّان: إسرائيل هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن بالمنطقة وليس إيران
كيف يصنع الإعلام الأمني بيئة انتخابية آمنة؟ «رؤية من داخل المؤسسة الأمنية»
حين خسرت إسرائيل العالـم… ونام الضمير العربي

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا