أعلن مكتب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، عن افتتاح مدرسة البادكوبي التابعة للحوزة العلمية المقدسة، وذلك بعد إعادة تشييدها على طراز مميز، متزامناً مع ذكرى ولادة السيدة زينب الكبرى (عليها السلام). وجاء في كلمة مكتب المرجعية العليا خلال حفل الافتتاح، أن «تاريخ إقامة المدارس في النجف الأشرف قد يكون قديماً جداً ومتزامناً مع تأسيس الحوزة العلمية فيها عندما هاجر إليها شيخ الطائفة الطوسي (رضوان الله عليه)، مستشهداً بوجود شواهد تاريخية تثبت ذلك، ومنها ما ورد في كلام الرحالة ابن بطوطة الذي زار المدينة عام 737 هـ، حيث نصّ على أن بإزاء قبر أمير المؤمنين (ع) عدد من <المدارس والزوايا والخوانق معمورة على أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني». وأشارت إلى أن مدينة النجف الأشرف كانت زاخرة بالمدارس التي ذهب واضمحل الكثير منها، ولعل من أقدم المدارس التي لا يزال لها اسم ورسم هي ما تعرف بالمدرسة السليمية، والتي ذكر الشيخ جعفر محبوبه أنها مدرسة المقداد السيوري المتوفى عام 826 هـ. وأضافت أن المدرسة السليمية تعرضت للتجاوز والخراب حتى لم تعد قابلة للاستفادة، حيث تولى مكتب المرجعية العليا بناءها في 3 طوابق تشتمل على 14 غرفة مع خدمات كاملة، بعد أن طال العمل فيها سنة كاملة، وتم افتتاحها وإسكان بعض طلاب العلوم الدينية فيها قبل عدة أشهر. وفي سياق الحديث عن مدرسة البادكوبي التي شُيدت في الربع الأول من القرن 13 الهجري، ذكر المؤرخون أن الحاج علي نقي البادكوبي (رحمه الله) قد أقامها في حدود سنة 1325 هـ، وكانت ذات طابق واحد بـ 28 غرفة فقط، ثم هدمت الحكومة ما يقارب النصف منها عام 1383 هـ عند إحداث شارع الإمام زين العابدين (ع)، ولم يبق منها إلا 16 غرفة، ثم آلت إلى الخراب التام. ولفتت الكلمة إلى أن السيد علاء الموسوي رصد مبلغاً لإعادة بناء المدرسة على المساحة المتبقية منها عندما كان رئيساً لديوان الوقف الشيعي، وبدأ العمل في المشروع في أواخر الشهر 10 من عام 2020، واستمر لما يقرب من 4 أعوام، إلا أن المبلغ المخصص قد نفد ولم يكتمل البناء. وأوضحت الكلمة أنه في أواخر الشهر 8 من عام 2024، تسلّم مكتب المرجعية الدينية العليا ما أُنجز من البناء بغرض تكميله، وعهد بالمهمة إلى فريق هندسي متخصص، فأجرى على المشيدات القائمة جملة من التغييرات الضرورية، وأضفى عليها لمسة تراثية مميزة.ويشتمل مبنى مدرسة البادكوبي الجديد على 57 غرفة في 3 طوابق، بالإضافة إلى مُدرّس كبير وقاعة واسعة للاجتماعات، وخدمات كاملة من المطبخ والمطعم والمرافق الصحية والمصاعد الكهربائية والمكيفات.وأعرب المكتب عن أمله في أن <تزخر هذه المدرسة المباركة في مستقبل الأيام بطلاب العلم المشتغلين المتخلقين بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) ولا سيما من المهاجرين من بلاد آذربايجان، ويتخرج منها الكثير من العلماء العاملين ممن يتباهى بعلمهم وورعهم وخدمتهم للشريعة المقدسة». وختاماً، قدّم مكتب المرجعية العليا الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع، وخصّ بالذكر أعضاء الفريق الهندسي الذين قاموا من قبل بتشييد المدرسة السليمية. |