محمود وجيه الدين من أهمِّ سماتِ الإنسان أن يكون باحثًا عن معنى حقيقيٍّ لموقفٍ، لكلمةٍ، لفعلٍ ترضاها إنسانيتهُ أنَّى كان وكيفَ يكون. قبلَ دقائق، اعتدى الكيانُ الصهيوني بمُسيِّرةٍ على أكبرِ سفينةٍ في «أسطول الصمود» بميناءٍ تونسي. وهذا واضحٌ يُحاول منع كسر حصار غزَّة بممارسةِ الترهيب على الأسطول. غير أن أحد تصريحات الأسطول حيث كان مؤكدًا : لن تثنينا الأعمال العدوانية عن مهمتنا السلميّة لكسر الحصار عن غزة والتضامن مع شعبها. استحضرتُ مقاربةً-سريعةً- بشأنِ حال أُمّتنا وحال هؤلاء من آفاق الغرب وغيرهم.. فكيـــف للمسلمِ أن يستبصر من موقفٍ كهذا ؟ إنّ اللهَ عزَّوجل بالقرآن الكريم لم يستحِ أنْ يضرِب لنا مثلًا في بعوضةٍ أرعبت وقتلت أعظم ظالم وهو النمرود- وقد قيل هو أعظم شخصية طاغوتية بالتاريخ البشري- . فلا يجب علينا أنْ نستصغر الأمثلة والشواهد البسيطة في واقعنا، وهي حقائق هي بصميم حياتنا تمسُّ الواقع.. ما أجلاها! وما قُصور تفاعلنا معها! علينا أنْ نعلم إذا لم نكن ناصرين للمستضعفين، ولم يكن لدينا تلك الهمّة العالية لنداء الله ورسوله والفطرة، ولم يكن لدينا روح أداء المسؤولية بإلتزامٍ حقٍّ وشرّعي، سيأتي الله بناسٍ قد يكونوا أصغر مننا، ليعطينا حُجَّةً دامغةً.. من ضمن ذلك دلائل وشواهد على حالنا . يا أبناء الإسلام… لا تستصغِروا الأحداث البسيطة المرتبطة بأوضاع غزَّة وأمتكم، فهي ليست حالة عابرةٌ، بل إنَّها منبّهٌ خطيرٌ واضحٌ على تقصيرنا، وربما السقوط للحضيض على مستوى الشعوب والحكومات. لاتستهينوا من أنفسكم.. استيقضوا من الغفلة، وحرِّروا أنفسكم من الطواغيت. |