3427 AlmustakbalPaper.net الحكومة تطلق مبادرة الاستثمار والتشغيل الوطني وتوسيع توطين رواتب القطاع الخاص AlmustakbalPaper.net رئيس الجمهورية يؤكد دعمه الكامل لجهود المفوضية في تنظيم العملية الانتخابية AlmustakbalPaper.net خلال افتتاحـه ملتقـى الإعـلام العـربي فـي بغـداد د.نوفـل أبورغيـف يعلـن عن ميثاق عربي للإعلام المسؤول في عصر الرقمنة AlmustakbalPaper.net الاقتصاد النيابية تحذر: السلة الغذائية مهددة بالتوقف AlmustakbalPaper.net
محنة التغيير في الشخصية
محنة التغيير في الشخصية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
الفريق الدكتور سعد معن الموسوي
ما الذي يحدث للإنسان حين يتغيّر كل ما حوله، ويبقى هو بلا خريطة؟
هل التغيير فعل خارجي فقط، أم أنه زلزال داخلي يعيد تشكيل الذات من جديد؟
لا أحد ينجو من التغيير، لكن القليل فقط من يفهم كيف يعيش معه دون أن ينكسر.
في هذا النص، لا أستعرض كتابًا بقدر ما أحاول فهم ظاهرة نعيشها جميعًا، كما صوّرها إريك هوفر بعين المُتأمل في النفس قبل المجتمع في كتابه محنة التغيير الذي نشر لأول مرة في العام ١٩٦٣ .
من موقعي كباحث مهتم ببنية المجتمعات، أجد في أطروحة هوفر مادة ثمينة للتفكير في كيفية تعامل الإنسان مع التحولات في القيم، في أنماط العيش، في تعريفه لذاته. ومع أنني أحرص على تجنب التعميم، فإن المجتمع الواعي بات يلمس بنفسه أن التغيير حين يُترك بلا أدوات مساندة، بلا عمل منتج، وبلا مشروع فردي، يتحول إلى عبء داخلي، إلى حالة إنهاك روحي ونفسي.
أُقدّر طرح هوفر حول أهمية العمل، ليس بوصفه وسيلة للرزق فقط، بل كمسار يعيد للإنسان ثقته بذاته . ……. مجتمع لا يُنمّي قيمة العمل، لا يستطيع أن يخلق ذاتًا متماسكة أمام رياح التحول. وحين يشتد التغيير، يصبح الإنسان المتقن لعمله، المندمج في مشروعه، أقل عرضة للانجراف، لأنه يملك ركيزة داخلية.
في العراق، وبالأخص بين جيل الشباب، نلاحظ وعيًا متناميًا بأهمية المبادرة الفردية، والعمل الحر، والتعلّم الذاتي، وهي مؤشرات إيجابية جدًا. هذا المجتمع لديه قدرة كامنة عالية، لكنه يحتاج إلى مساحات متجددة وداعمة لتمكين الذات، لا إلى خطاب عام يحفّز من بعيد فقط.
ما يُحزنني في كثير من القراءات المعاصرة للتغيير أنها تتعامل معه كحتمية لا كاختيار. لكن هوفر يجعلنا نرى أن التعامل مع التغيير يتطلب استباقًا، تجهيزًا نفسيًا وثقافيًا، لا مجرد رد فعل. المحنة ليست في التغيير ذاته، بل في غياب البوصلة عند وقوعه. وحين تكون المجتمعات مجهزة بالثقة والمعرفة والمبادرة، لا تعود المحنة سوى تمرين على النضج.
لا أنظر إلى كتاب هوفر ككتاب أزمة، بل كدعوة للتوازن….توازن بين الانفتاح على الجديد وبين صيانة ما هو ثابت وقيّم. وتلك مسؤوليتنا كمفكرين ومعلمين ومربين: أن لا نُغرق أبناءنا في رهبة التغيير، ولا في نشوته، بل أن نزرع فيهم القدرة على مواجهته بوعي، بلا تهويل ولا تهوين.
محنة التغيير النفسي والسلوكي والعملي ليست نهاية، بل اختبار: هل يملك الإنسان ما يكفي من الجذور ليبقى ثابتًا، وما يكفي من المرونة ليواصل السير؟ هذه هي المعادلة التي يصنع منها الأفراد المجتمعات الواعية.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=89410
عدد المشـاهدات 381   تاريخ الإضافـة 03/08/2025 - 09:28   آخـر تحديـث 25/10/2025 - 05:36   رقم المحتـوى 89410
محتـويات مشـابهة
العدل تعلن نشر مدونة قانون الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية في جريدة الوقائع
اعتقال تاجر آثار في الغزالية بحوزته 18 قطعة ثمينة
القضاء يبحث تطبيق تعديل قانون الأحوال الشخصية ومدونة الأحكام الشرعية
العراق يرحّب بالتغييرات الإيجابيّة في نصائح السفر الصادرة عن عدد من الدول الأوروبيّة
المحكمة الاتحادية تؤيد تعديل قانون الأحوال الشخصية وترد الطعون به

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا