3353 AlmustakbalPaper.net السوداني: خدمات متكاملة ستتوفر في المدن السكنية الجديدة AlmustakbalPaper.net رئاسة مجلس النواب تناقش خارطة القوانين في الفصل التشريعي الأخير AlmustakbalPaper.net مكافحة الإرهاب يوقع مذكرة تعاون مع الهجرة لدمج العائدين من مخيمات النزوح في سوريا AlmustakbalPaper.net هيئة الحشد الشعبي تباشر بعملية توزيع بطاقات المهندس على منتسبيها AlmustakbalPaper.net
النفاق السياسي في العراق آفة مُدمرة بثياب الوطنية
النفاق السياسي في العراق آفة مُدمرة بثياب الوطنية
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
طه حسن الاركوازي
كم من صريح رفضه الناس لأنه قال الحقيقة ، وكم من منافق كسب القلوب لأنه تلاعب بالعقول ، مؤلم أنه هكذا أصبحت تسير الأمور في مجتمنا حيثُ أختلط فيها معيار الأخلاق بالمصلحة وضاعت فيها الحدود بين الصدق والنفاق .
في اللغة ، النفاق هو إظهار ما لا يبطنه الإنسان ، والقيام بسلوك يناقض ما يعتقده أو يشعر به في داخله ، وقد وصف النبي محمد (ص) المنافق بقوله :
(( إذا حدّث گذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان )) ، هذه العلامات لم تعد محصورة في دائرة العلاقات الشخصية ، بل تسللت إلى الحياة العامة ، وبلغت ذروتها في الميدان السياسي .
أولاً : النفاق السياسي الوجه الأخطر للأنحطاط القيمي .؟
النفاق السياسي واحده من أخطر أنواع النفاق على الإطلاق لأنه يتخفى خلف خطاب وطني وإنساني ، بينما يعمل على تحقيق مصالح شخصية أو حزبية ضيقة .
في العراق ، ومع تصاعد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ، تحوّل النفاق السياسي إلى ممارسة يومية مقبولة ، بل ومطلوبة في بعض الدوائر بوصفها (حنكة سياسية أو واقعية ) ، رغم أنها لا تعدو كونها تزييفاً للوعي وتضليلاً للرأي العام .
لقد أصبح أغلب السياسيون في العراق ، وفي كثير من الأحيان يمارسون النفاق من خلال التستر خلف الشعارات الوطنية أو تبني قضايا الفقراء والمهمشين إعلامياً دون تقديم حلول واقعية وحقيقية ، وقد يتجلى ذلك في تقديم خطابات نارية ضد الفساد بينما تغرق المؤسسات التي يديرونها في صفقات مشبوهة أو من خلال الدفاع عن السيادة وهم يقيمون تحالفاتهم على أساس أرتهانات خارجية واضحة .
ثانياً : مجتمع مُهيأ للنفاق .؟
النفاق السياسي لا يُمارَس في فراغ ، بل يستند إلى بيئة ثقافية وأجتماعية مُهيأة لتقبله وتبريره ، فالكثير من الناس أعتادوا على المداهنة وأعتبروا الصراحة تهوراً والوضوح قسوة ومما زاد الطين بلة ، هو أنحدار المعايير الأخلاقية في تقييم الشخصيات العامة حيث أصبحت الصورة الإعلامية والقدرة على التملق ، معياراً للتقدير الاجتماعي ، بدلاً من النزاهة والكفاءة .
لقد ترسّخ في الوعي الجمعي أن من يقول ما يُرضي هو الأذكى والأقرب إلى السلطة حتى لو كان كاذباً أو مخادعاً ولذا فإن مساحة النقد الصريح بدأت تنكمش ، بينما أتسعت ساحة التبرير والتطبيل .
ثالثاً : ما بين الصمت الغبي والكلام المُضلل .؟
المشكلة لا تكمن فقط في المنافقين السياسيين ، بل أيضاً في الصامتين الذين يتسترون على الفشل بدعوى “الانضباط”، وفي أولئك الذين يبررون الأخطاء بجهل أو مصلحة فيُعطلون مسار التصحيح والمحاسبة وهذه الفئات الثلاث :
( المنافقون ، الصامتون ، والمبررون ) ، حيثُ يشكلون شبكة خفية تعيق التغيير ، وتعمّق الأزمة في البلاد .
في المؤسسات العراقية سواء كانت حكومية أو حزبية أو حتى مجتمعية قلما نجد ثقافة نقد داخلي جاد ومسؤول في أغلب المراجعات إن وجدت فهي ( شكلية أو أنتقائية ) ولا تقود إلى محاسبة حقيقية أو إصلاح جذري ، ومرد ذلك غياب بيئة ديمقراطية حقيقية تشجع على حرية التعبير وتحمي أصحاب الرأي من الانتقام السياسي .
رابعاً : النفاق وتمجيد الزيف .؟
من أخطر مؤشرات النفاق السياسي في العراق هو تعاظم دور ( المدّاحين والطفيليين) ، ممن يمتهنون الترويج لإنجازات وهمية ، ويحوّلون القادة إلى رموز عظيمة خالدة لا تقبل النقد ، هؤلاء يسهمون من حيث يدرون أو لا يدرون في إطالة أمد الفشل وتغييب فرص التغيير الحقيقي ، إنهم يحجبون الحقيقة عن المسؤول ، ويضللون الرأي العام ، ويجعلون المواطن في دوامة من التناقضات .
كما أن هناك نمطاً جديداً من النفاق يتمثل في “العدمية الموجهة”، حيث يسخر البعض من كل محاولة للإصلاح أو التقدم ويشكك في أية خطوة إيجابية دون تقديم بدائل واقعية وهكذا يصبح المواطن بين مطرقة النفاق الرسمي وسندان العدمية المعارضة.
خامساً : الطريق إلى الخلاص .؟
لمواجهة النفاق السياسي لا يكفي أن نُشخصه أو نستنكره ، بل يجب أن نفضحه ، ونعزز ثقافة النقد البنّاء ، ونحمي الصادقين ، ونرفع من شأن من يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الخاصة ، كما أن الإصلاح يبدأ من القاعدة المجتمعية ، بتربية الأبناء مُنذ نشأتهم على الصدق في القول والفعل ، ورفض التملق والمحاباة ، وإعادة الاعتبار لقيمة الموقف الواضح ولو كان مكلفاً .
العراق لا تنقصه الكفاءات ، لكنه غارق في بحر من المجاملات والنفاق الذي يفرغ الدولة من مضمونها ، ويحول السياسة إلى مسرح للتهريج ، لا منصة للتغيير …!
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=88445
عدد المشـاهدات 254   تاريخ الإضافـة 31/05/2025 - 22:24   آخـر تحديـث 13/07/2025 - 00:10   رقم المحتـوى 88445
محتـويات مشـابهة
الاتحاد الأوروبي يعين رئيساً جديداً لبعثته في العراق
الاتصالات: العراق يحقق إنجازاً عالمياً بمضاعفة نسبة مستخدمي الإنترنت في البلاد
البريد العراقي ينظم ورشة عمل تطويرية للارتقاء بخدمات البريد الصادر والوارد وفق أنظمة الاتحاد البريدي العالمي
الخطوط الجوية العراقية: تنفيذ 40 رحلة يومياً إلى وجهات محلية ودولية
رئيس مجلس الوزراء يؤكد مواصلة الحكومة تطوير الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا