3352 AlmustakbalPaper.net السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net
التـحـالـفـات فـي العـراق.. تكتيكات أم مشاريع وطنية؟
التـحـالـفـات فـي العـراق.. تكتيكات أم مشاريع وطنية؟
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
محمد النصراوي
منذ تأسيس النظام السياسي الجديد في العراق بعد عام 2003، والتحالفات السياسية أحد من أبرز ملامح المشهد الانتخابي، وربما قاعدةٌ أساسية، ومعها يتجدد السؤال مع كل انتخابات، هل هذه التحالفات تعبر عن مشاريع وطنيةٍ تهدف لبناء الدولة، أم أنها تكتيكاتٌ انتخابيةٌ هدفها حصد المقاعد وتوزيع الغنائم؟
في البداية، تشكلت التحالفات على أسسٍ طائفيةٍ وقوميةٍ واضحة، فظهرت كتلٌ تمثل الشيعة وأخرى تمثل السنة وثالثةٌ تمثل الكرد، وبدت وكأنها إمتدادٌ طبيعيٌ للواقع الاجتماعي والسياسي الذي خلفته سنوات القمع والانقسام، ومع مرور الوقت، وتراكم الخبرة والرفض للطائفية والمحاصصة، بدأت النخب السياسية بإعادة تشكيل تحالفاتها بطريقةٍ توحي بالتعددية والانفتاح، لكنها غالباً ما كانت تخفي وراءها أهدافاً انتخابيةً بحتة.
تبرز في كل إنتخاباتٍ شعاراتٌ مثل «التحالفات العابرة للطوائف» و»الدولة المدنية» إلا أن الواقع كشف أن كثيراً منها كانت عابرةً فقط في الشكل، بينما ظلت تقليديةً في العمق، فغالباً ما يعاد إنتاج التحالفات القديمة بواجهاتٍ جديدة، والهدف من ذلك هو كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات لا أكثر.
شهد العراق عدة تجارب لتحالفاتٍ انتخابيةٍ واسعة، مثل ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وتحالفاتٌ أخرى مثل سائرون والفتح وتحالف القوى، لكن ما يلاحظ أن معظم هذه التحالفات لم تصمد طويلاً بعد إعلان نتائج الانتخابات، وسرعان ما تتفكك عند تشكيل الحكومة، لتعود كل كتلةٍ إلى حساباتها الخاصة، مما يعكس هشاشة المشروع الذي تقوم عليه هذه التحالفات.
قلةٌ من التحالفات حاولت تبني برامج واضحةٍ ومعلنة، تتحدث عن الاقتصاد، والخدمات، والسيادة، والهوية الوطنية، لكنها غالباً ما كانت تصطدم بجدار المصالح الحزبية والمحاصصة، أو انها لا تتلقى الدعم الشعبي الكافي بسبب فقدان الثقة المتراكم.
الجمهور العراقي، بات أكثر وعياً من ذي قبل، وأصبح يتعامل مع التحالفات السياسية بشيءٍ من الحذر، يرى كثير منهم أن هذه التحالفات قد لا تمثلهم فعلياً، ولا تعكس تطلعاتهم في التغيير والإصلاح، وإنما هي أدواتٌ لإعادة تدوير الوجوه القديمة.
من جانب أخر، لا يمكن إنكار تأثير العاملين الإقليمي والدولي في صناعة التحالفات العراقية، فإيران، والولايات المتحدة، ودول الخليج، وتركيا، تلعب جميعها أدواراً مباشرةً أو غير مباشرة في توجيه بوصلة التحالفات، كلٌ حسب مصالحه ونفوذه، وهذا التدخل يعمق هشاشة بعض التحالفات ويجعلها أكثر خضوعاً للضغوط، من كونها نابعةً من إرادةٍ وطنيةٍ حقيقية.
المشهد يبدو متهيئاً لتحولاتٍ كبيرة، خاصةً مع تصاعد قدرات تيارات وحركات، وهناك فرصةٌ حقيقية لتشكيل تحالفٍ وطنيٍ جامع، بإشتراط أن يقوم على أسسٍ برامجيةٍ واضحة، ويضم وجوهاً جديدةً ذات مصداقية، ويتحرر من إرث الطائفية والمحاصصة.
التحالفات السياسية في العراق ما زالت ليومنا هذا، أقرب إلى كونها تكتيكاتٍ انتخابيةٍ منها لمشاريع وطنية، لكن الأمل لا يزال قائماً، إذا ما وعى الساسة أن استمرارهم لن يتحقق إلا من خلال مشروعٍ جامعٍ يعيد ثقة الناس بالدولة ويضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الضيقة، وهناك قوىً لديها مثل هذه التوجهات، لكنها تحتاج لتأييدٍ وزخمٍ شعبي.
هل نشهد في الانتخابات المقبلة تحالفاً وطنياً حقيقياً؟ أم لا زلنا لم ننضج بما فيه الكفاية، كطبقةٍ سياسية، ومجتمعٍ ناخبٍ مختار، وسنبقى ندور في فلك التجمعات الورقية؟
لن يسهل الإجابة عن هذا السؤال، لكن الثابت والمؤكد أننا نتقدم ونحقق خطواتٍ ثابتة، نحو نظامٍ سياسيٍ يمكن أن ينجح، ويضع البلد على سكة التقدم، وهذا نجاح ليس بالقليل.

رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=88311
عدد المشـاهدات 340   تاريخ الإضافـة 24/05/2025 - 21:13   آخـر تحديـث 12/07/2025 - 07:22   رقم المحتـوى 88311
محتـويات مشـابهة
محافظ بغداد يترأس اجتماعاً لمتابعة استخدام تطبيق GIS في تخطيط المشاريع
إطـلاق الأعمـال التنفيذيـة فـي مشـروع تـوسعـة مصفى النجف النفطي
الكهرباء: وكيل الوزارة لشؤون النقل والتوزيع يترأس اجتماع مجلس إدارة نقل الطاقة الشمالية لمتابعة مشاريع المنظومة وتطوير أدائها
النزاهة تشكل لجنة عليا لمراقبة تنفيذ ثلاثة مشاريع ببغداد
محافظة بغداد تكشف عن أبرز المشاريع التطويرية لمداخل العاصمة

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا