اللواء الدكتور سعد معن الموسوي

حين ينادي الوطن باسم المعرفة لا يليق بالصمت أن يكون جوابا

لقد أطلق  السيد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الحملة الوطنية الكبرى لمحو الأمية لا بوصفها مجرد برنامج تربوي بل باعتبارها وعدا كريما بأن لا يُترك أي عراقي خلف سطور الجهل ولا يُهمل حق أحد في النهوض والكرامة إنها دعوة موجهة إلى كل أبناء العراق من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال بأن نتشارك هذا الهدف النبيل …..عراق بلا أمية عراق يُكتب فيه الحرف بأيدٍ واثقة ويفتح فيه الكتاب على صفحات المجد .

ليست الأمية ضعفا في فرد بل هي جرح في جسد الوطن وكل جهد يُبذل لمحوها هو رتق لهذا الجرح ولذلك لا بد أن يشعر كل فرد في الوطن أن هذه الحملة تمسه تمس أخاه، أمه ،ابن عمه ،جاره ، عامل البناء،  وبائعة الخضار وكل من ضاعت عليه فرصة التعليم ذات يوم ….اليوم الفرصة عادت واليوم الواجب صار جماعيا

هذه المبادرة لا تدعو فئة دون أخرى بل تتوجه إلى العشائر الكريمة إلى الوجهاء إلى السادة والمشايخ إلى المثقفين إلى الجامعات إلى النساء والرجال أن يكونوا حراسا لها وشركاء فيها فكما حمينا الوطن في الشدائد علينا اليوم أن نحمي عقله من الصمت أن نفتح أبواب الحسينيات  والمساجد والكنائس والمضايف والمراكز الثقافية ونحولها إلى منابر تعليم ورحمة.

علينا أن نتحدث عن الأمية كما نتحدث عن السيادة لأنها جزء من قوتنا الوطنية.

لقد أثبتت دول كثيرة أن القضاء على الأمية ليس حلما كوستاريكا الفلبين رواندا تجارب نجحت حين توحدت الإرادة وامتدت الأيادي من الدولة إلى الناس والعراق بتاريخ علمائه وشهدائه وأئمته أولى بأن يتصدر هذه التجربة.

فلنحوّل هذه الحملة إلى قصة نحاح عراقية نرويها للأجيال لا كحدث عابر بل كتاريخ يُكتب في سجل الانتصارات فلنحث أبناءنا على التعليم ولنأخذ بأيدي كبار السن ممن حُرموا منه ولتكن القراءة هدية العشيرة لأفــــرادها كما كانت السيوف درعهم من قبل هذه دعوة كريمة إلى كل قلب ينبض بحب العراق شاركوا ساهموا علموا وافتحوا الطريق إلى وطن لا يُظلم فيه الحرف ولا يُكسر فيه القلم فبالعلم وحده نكون وبالجهل نضيع ومن يكتب اسمه اليوم سيكتب غدا تاريخ وطنه.