محمد علي الحريشي تابعت الخطاب القوي والشجاع، الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، لم أكن أتوقع ذلك الظهور القوي، والمنطق الفصيح، والتسلسل في خطابه الموضوعي والمتزن ، كان الشك يراود أحاسيسي ومشاعري، عن مدى الجراحات التي مازالت غائرة في كيان حزب الله اللبناني، وإن مرحلة تعافيه سوف تطول، وربما تأخذ سنوات عديدة، بسبب ماحل بالحزب من كوارث، وفقده لقيادات تاريخية أثناء مرحلة معركة طوفان الأقصى، وما حدثت في لبنان عقب إستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله طيب الله ثراه من متغيرات سياسية، وماجرى في سوريا من أحداث مؤسفة قلبت كل الموازين ضد حزب الله، ووصول اليهودي الصهيوني ترامب إلى حكم البيت الأبيض الأمريكي، كانت المؤشرات تذهب إلى إن المتغيرات، قد قذفت بحزب الله إلى خانة إستراحة محارب سوف يطول أمدها،ليتوارى عن المشهد السياسي ، لكن كل تلك التوقعات تبددت، وظهر حزب الله اليوم في صورة المحارب القوي المتمرس الذي لاتنكيه الجراحات، ولاتثنيه تقلبات موازين القوى، أبارك لإخوتنا ورفاق دربنا، كل أعضاء حزب الله في لبنان الشقيق، على هذا الإنتصار والظهور القوي، الذي فاجأ به أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم العالم أجمع، بحيوية موقفه وقوة حزب الله ووجوده على الخارطة اللبنانية والعربية، كلاعب أساسي يحسب له ألف حساب، لم يكن ظهور خطاب أمين عام الحزب في هذا التوقيت الحساس مصادفة، وسط خضم التكالب الأمريكي والصهيوني الشبق، على قوى محور المقاومة، ومايجري في غزة من حرب الإبادة والتدمير والتجويع للشعب الفلسطيني، ومايجري في اليمن من عدوان أمريكي صهيوني يستهدف القضاء على المقاومة اليمنية، وماتجري من مؤامرات وضغوطات على الجمهورية الإسلامية في إيران، وسط ذلك الخضم المتلاطم من المؤامرات الأمريكية والصهيونية، التي تستهدف القضاء على قوى وروح المقاومة، والقضاء على الوجود الفلسطيني، وتأمين الوجود الصهيوني المحتل، كوحش جامح يلتهم ماقبله، جاءت الكلمات القوية واللغة الجسدية للشيخ نعيم قاسم، لتضع النقاط على الحروف، وتخلط كل أوراق العدو، وتعيده إلى المربع الأول، اليوم سوف تصاب رأس الشر والطغيان أمريكا، ورأس الإرهاب والإجرام «إسرائيل» بخيبة أمل كبيرة، هاهو عدوهم «حزب الله»، الذي ظنوا أنهم قد قضوا عليه وحيدوه، يظهر من جديد بكامل قوته، ويمسك بخيوط اللعبة، لقد نزلت كلمات الشيخ نعيم قاسم على نفوسنا بالطمأنينة، وخرجت من حشرجات صدورنا غمة وألم لم يبارحنا، منذ يوم إستشهاد سيد المقاومة، سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه، على جميع أحرار ورجال المقاومة عدم تساهل الوضع الجديد، الذي بدأ يتخلق لقوى محور المقاومة بعد الخطاب التاريخي لأمين عام حزب الله، الشخ نعيم قاسم، الذي رسم ملامح الوجه الجديد لحزب الله اللبناني، على قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، قراءة الخطاب التاريخي، لأمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، ووضعه كورقة قوة جديدة لها، على طاولة المفاوضات مع العدو الأمريكي، الذي لايبحث عن إتفاق سياسي مع إيران، بقدر مايبحث عن إضعاف إيران وتحييد مركزها الإقليمي، في المنطقة والعالم، أما أحجار «الدومينو» التي وجدت لها مكانة في جغرافيا المنطقة، بدفع أمريكي صهيوني، على حساب قوى المقاومة، فسوف تنهار قريباً ويلفظها التاريخ، وكما كان لسيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله، نصيب لليمن في خطاباته، ذكرنا الشيخ نعيم قاسم الليلة، بتلك الخطابات عندما ختم خطابه بذكر اليمن، وقائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله، ليؤكد واحدية القضية والمصير المشترك، والهدف المقدس لقوى محور المقاومة، في إستئصال الغدة السرطانية من أرض فلسطين، وإنهاء الطغيان الأمريكي من المنطقة، عاش لبنان حراً قوياً موحداً، بمقاومته وشعبه الكريم، وتاريخه النابع من أعماق وجذور التاريخ. |