الشيخ الدكتور عبد الرضا البهادلي قد يقول بعضهم ؛ اذا جاءت حكومة عادلة تقيم القسط والعدل وتقدم خدماتها للمجتمع ولم تقصر معهم ، سوف تنتهي المشاكل ويعيش الناس في راحة وطمأنينة وكل شخص سوف يأخذ دوره في الحياة إلى أن يموت … 📍اقول : الحياة صراع بين جنود الرحمن وجنود الشيطان ،وتزاحم وتدافع بين الخير والشر ، والحق والباطل. والنور والظلام ، والعلم والجهل. والهدى والضلال. والكفر والايمان… 📍لذلك سوف لن ينتهي الصراع والتزاحم والتدافع بين الناس . لان الانسان في داخله تعيش مجموعة من الارادات ، ارادة الله واردة الشيطان وارادة النفس والهوى والدنيا وكل ارادة تدفعه لاختيار طريق في الحياة وقد يظن أنه يحسن صنعا .( فزين لهم الشيطان اعمالهم) … 📍وعلى سبيل المثال: فلو فرضنا اننا اقمنا العدل على الطريقة الالهية الاسلامية ، فهل أولئك الذين لا يحبون الاسلام وحاكمية الاسلام المتمردون على القيم والاخلاق ، واولئك الذين لا يحبون العدل والعدالة الاجتماعية والتساوي بين الناس واصحاب المطامع في الحياة ، يقبلون بذلك ام انهم سوف يحركون الناس على التمرد على هذه الدولة العادلة . ؟ 📍ومصداق ذلك من التأريخ واضح وموجود فالامام امير المؤمنين عليه السلام كان إنسانا كاملا الهيا ربانيا جمعت فيه كل صفات القائد الرباني والذي لا يمكن ان تتوفر في اي شخصية عبر التاريخ ، واقام دولة العدل في زمانه . ولكن هل استقرت الدولة وعاش الناس الراحة والطمأنينة والابتعاد عن الصراعات الداخلية والحروب ؟. 📍في الحقيقة ، كلا ، بل زادت الصراعات الداخلية بين جبهة الحق والباطل ، والخير والشر ، والنور والظلام ، والهدى والضلال ، لذلك قاتل الامام عليه السلام القاسطين والمارقين والناكثين وكل هؤلاء له سبب في الخروج على الدولة العادلة فبعضهم قادته اطماعه ، وبعضهم قاده الجهل وبعضهم الحسد وهكذا. بل لا زالت الى اليوم آثار هذا الاختلاف بين جبهة الحق والباطل… 📍لذلك على الانسان ان لا يتوقع بوجود حكومة عادلة ان تنتهي مشاكل الحياة فطبيعة الحياة هو الاختلاف وهي سنة كونية كما قال تعالى : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [هود:118-119]؟. 📍ولكن الانسان العاقل المتقي الذي يخاف الله ويؤمن باليوم الآخر ، هو الذي يعمل بتكليفه الشرعي النابع عن العلم والوعي والبصيرة وان لا يكون جزء من مجموعة كافرة أو ظالمة أو فاسدة او ضالة او جاهلة او باطلة . 📍هذه حقيقة الحياة الدنيا التي نعيشها والذي نحن مكلفون ان نخرج منها بسلام لنعيش السعادة الابدية في عالم الاخرة ،الا من اتى الله بقلب سليم، سليم من الكفر والفساد والظلم والنفاق والضلال والباطل والجهل والاطماع. 📍ولذلك كما ترون الأمر ليس سهلا فالانسان من اجل ان يخرج سالما من هذه الدنيا عليه أن يحارب اهوائه ونفسه وشيطانه وحبه للدنيا ليكون انسانا وفق المقاييس الالهية وان لا يكون جزء من اي جهـــــة ظالمة او فاسدة او كافرة وهكذا . وقد يكون كل واحد منا مبتلى بنوع من هذه الانواع نشعر بذلك ام لا نشعر . 📍لذلك عليك ان تدرك ، تعجب الملائكة من خلق الانسان عندما قالت لله تعالى عندما خلـــــــق الانسان، اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ .ولا تستغرب ان الناجين في عالم الأخرة هم ثلـــــة قليلة من الناس. لذلــــــك يقول الله لجهنـــــم هل امتلأت وتقول هل من مزيد …. 📍 ولذلك لا تجد في الجنة الا العقلاء المتقين، (تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين). 📍واذا اردت معرفة المتقين تصفح القرآن الكريم لتعرف بعض اوصافهم. وخطبة امير المؤمنين عليه السلام في وصف المتقين التي جعلت همام يموت بعد ان سمعها….. 🤲الهي احينا حياة محمد وال محمد. وامتنا ممات محمد وال محمد بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين.. |