الدراما العـراقيـة تمـرض ولا تمــوت ومـرت بحـــالات مــن السبـــات أحب العمل الإذاعي كثيـراً لانه التمرين الحقيقـي لحنجــرة الفنـان وذهنـه
حاوره/ علي إبــراهـيــم تصوير/ عادل الشمري قامة إبداعية لم ولن تتكرر بسهولة لها تاريخ فني طويل يمتد لاكثر من خمسين عاماً وما زالت تزخر بالعطاء والتالق والابداع لتضيف الى الدراما العراقية والعربية تميزاً وألقاً.. البداية كانت من على المسرح الطلابي في مراحل الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية .. وفي عام 1974 كانت الإنطلاقة الحقيقية لفنان كانت كل المؤشرات تشير الى ولادة نجم عراقي سيسجل اسمه في تاريخ الدراما بأحرف من ذهب .. تخرج من معهد الفنون الجميلة ليعتلي خشبة المسرح في مطلع ثمانينيات القرن الماضي مع فرقة المسرح العسكري في أول عمل مسرحي جاد حمل عنوان( حسين رخيص) تأليف طارق عبد الواحد وإخراج محسن العلي .. ليستمر التألق تلفزيونياً في أول عمل درامي حمل عنوان( صور عربية) تأليف معاذ يوسف وإخراج فلاح زكي .. لديه حتى الآن أكثر من 1500 مسلسلاً وسهرة إذاعية والمئات من المسلسلات الدرامية وأكثر 50 مسرحية جادة وشعبية وأكثر من 20 فلماً سينمائياً وسكرين. ( المستقبل العراقي)تحاور عضو نقابة الفنانين العراقيين وسفير النوايا الحسنة بالأمم المتحدة للفن العالمي الفنان الكبير طه علوان. - بعد تألقكم الكبير في مسلسل خان الذهب بجزئيه الأول والثاني كيف وجدتم العمل مع قناة الmbc ؟ ** الmbc قناة عربية كبيرة ولها مشاهدات كثيرة والعمل لهذه القناة يمنح إنتشاراً للفنان والدراما العراقية والبيئة العراقية ونحن بحاجة الى كتّاب دراما متخصصين بتقديم الحكاية او الموضوع العراقي بأجمل صورة ونقلها الى المشاهد العربي باللهجة المحلية ليتعرف عليها ولتنتشر لهجتنا في عموم الوطن العربي مثلما إنتشرت اللهجة المصرية من خلال الأعمال الدرامية. - هل في نية الmbc إنتاج جزء ثالث لمسلسل خان الذهب بعد ما حققه من نجاح واسع أثناء عرضه بجزئيه في العاميين الماضيين في شهر رمضان وهل هنالك عروض قُدمت لكم من نفس القناة أو قنوات عربية أخرى لتقديم أعمال درامية في شهر رمضان المقبل؟ ** ليس هناك جزء ثالث لمسلسل خان الذهب ومن خلال صحيفتكم الموقرة أقدم التحية لمؤلف العمل الأستاذ (محمد حنش ) الذي نقل قصة عراقية وبأحداث عراقية الى المشاهد العربي بصورة جميلة وممتعة. - بعد لقاءكم أنتم والفنان الكبير سامي قفطان برئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني طُرحت من قبلكم أفكار ومقترحات لرئيس مجلس الوزراء لدعم الدراما العراقية وقد إستجاب السوداني لهذه الأفكار والمقترحات وقد تُرجم ذلك بعد لقاءه بنخبة من فناني العراق حيث خصص دولته ميزانية كبيرة لدعم الدراما العراقية .. كيف إستقبلت الأوساط الفنية هذا الدعم؟ وهل سيكون لكم أنت والفنان الكبير سامي قفطان حضوراً وتواجداً في الأعمال الدرامية التي سيتم إنتاجها من قبل الجهات المكلفة بتوزيع تلك الأعمال؟ ** شر البلية ما يضحك فالبرغم من لقاءنا المثمر والممتع بالسيد رئيس مجلس الوزراء وشرحنا له أسباب تلكؤ الدراما العراقية وبالأخص الدراما التي تُقدم من خلال قناة العراقية الأم لقلة الدعم المادي لذلك ومن الضروري دعمها مادياً ليعود المشاهد العراقي لمشاهدتها من جديد بعد أن هجرها جمهورها في شهر رمضان المنصرم لتقديمها أعمالاً درامية لا ترقى الى مستوى طموح المشاهد ومن المستغرب جداً بأنني والفنان الكبير سامي قفطان لم يكن لنا حضوراً في الأعمال الدرامية العشرة التي أنتجتها شبكة الإعلام العراقي العام الماضي والسبب جهات الإنتاج المشرفة على هذه الأعمال وقد إستجاب دولة الرئيس للأفكار والمقترحات التي اقترحناها لدعم الدراما من خلال شبكة الإعلام العراقي حيث خصص ميزانية مقدراها 15 مليار دينار بعد أن كانت ميزانية الدراما سابقاً 3 مليار دينار وسيكون لي حضوراً بإذن الله في شهر رمضان المقبل بعملين دراميين لقناة العراقية الأول مسلسل (الأم طليعة) تأليف مهند هادي وإخراج الدكتور صاحب بزون والعمل الثاني مسلسل ( دار المسنين) إخراج حيدر الشامي وتأليف حمزة الشمري. - كيف تُقيّم الدراما العراقية قبل وبعد عام 2003 ؟ ** الدراما العراقية تمرض ولا تموت حتى وإن مرت بحالات من السبات الفني نتيجة الظروف العامة للبلاد سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً حيث كانت الدراما العراقية قبل عام 2003 مدعومة من قبل الدولة وفيها رقابة صارمة ولا تُقبل الأعمال الدراما الا بعد فحصها من قبل لجنة مختصة بالدراما ومن فاحصين عمالقة بالفن الإذاعي والتلفزيوني والسينمائي ومن كتّاب وأكاديميين للنصوص التأريخية والشعبية وبعد عام 2003 أصبحت الدراما أسيرة للقنوات الفضائية المنتجة لتلك الدراما إذ أصبحت تُسير بحسب سياسة تلك القنوات الفضائية وأجنداتها الخاصة بها وكل يغني على ليلاه وبالتالي الفنان العراقي ليس لديه حيلة سوى القبول بفتات المبالغ المالية لينضم الى بعض الأعمال غير المقنعة لبعض الفضائيات المنتجة المحسوبة على الدراما العراقية للأسف.. لكن في الفترة الأخيرة فأنا ألحظ سباقاً درامياً بين القسم الأعظم للقنوات الفضائية لتقديم ما هو هادف وأنا أعتبر ذلك تنافساً فنياً وثقافياً لزيادة رصيد تلك القنوات من المشاهدات ولأعطاء المشاهد رأيه بتلك الأعمال سواء كانت تُقدم من القنوات الفضائية او المنصات التلفزيونية ... وأنا أتمنى من القائمين على الدراما العراقية ومنتجيها أن لا يكون إنتاج الأعمال الدرامية مقتصراً على شهر رمضان فقط فهذا وبحسب وجهة نظري يعتبر ضعفاً إدارياً وإجتماعياً يجب الإنتباه له . - تألقت وأبدعت في جميع أعمالك الدرامية التلفزيونية ما هو العمل الدرامي الأقرب الى نفسك؟ ** الأعمال الأقرب الى نفسي والتي أحبها كثيراً لأنها رصينة في الكتابة وممتعة في السرد وفيها تطوير للشخصية والأداء هي (الملاذ آمن) تأليف عبد الوهاب الدايني واخراج فلاح زكي و(سارة خاتون) تأليف حامد المالكي وإخراج صلاح كرم و (قنبر علي) تأليف ضياء سالم و إخراج السوري طلال محمود و(الحيدر خانة) تأليف حامد المالكي وإخراج نبيل يوسف ومؤخراً مسلسل (خان الذهب) تأليف محمد حنش وإخراج بهاء خداج . - السينما العراقية لم تكن بالمستوى الذي يطمح به المشاهد العراقي لقلة إنتاجها ما السبب برأيك الذي جعل السينما العراقية لا تواكب نظيراتها في الدول العربية ؟ ** أنا أرى ومن وجهة نظري المتواضعة أن تلكؤ السينما العراقية يأتي لعدة أسباب منها قلة دور العرض التي أصبحت تكاد أن تكون غير موجودة وإنتاجية الأفلام المكلفة وتطور السوشيال مديا واليوتيوب والمنصات الرقمية التي تقدم الأفلام السينمائية مجاناً من أجل الحصول على مشاهدات عالية ورغم كل ماأسلفنا من أسباب توجد هنالك تجارب سينمائية شبابية واعدة لتحريك عجلة السينما العراقية لتعود السينما من جديد. - لديكم أعمال إذاعية مميزة كيف وجدتكم العمل الإذاعي؟ ** من أجمل الأستوديوهات هي إستوديوهات الإذاعة فهي التمرين الحقيقي لحنجرة الفنان وذهنه وذلك بالتركيز على رسم الصور من خلال المايكروفون الى الدماغ والتواصل مع المستمع عن طريق الحوار بمختلف المواضيع وأنا أحب العمل الإذاعي كثيراً ولي بالإذاعة أكثر من 1500 مسلسلاً وسهرة إذاعية وأجملها مسلسل (حذاري من اليأس) الذي كان يقدم من إذاعة بغداد وقد حقق إنتشاراً واسعاً من خلال المواضيع التي كان يطرحها وأتمنى أن تبقى الأعمال الإذاعية مستمرة بالرغم من شحتها حالياً لأن لها ذائقة خاصة لدى المستمع . * المسرح أبو الفنون.. كيف ترون المسرح العراقي الآن؟ ** مسرحنا العراقي بخير والعاملون فيه مبدعين .. والمسرح ولاّد حيث يظهر لنا في كل موسم جيلاً مبدعاً جديداً من الشباب والشابات . أما بالنسبة لي لديّ تاريخاً طويلاً بالعمل المسرحي حيث يمتد لأكثر من 45 عاماً ولديَ رصيداً جيداً من المسرحيات حيث مثلتُ أكثر من 50 مسرحية جادة وشعبية وكان آخرها مسرحية (المتصرف) التي ستعرض بمناسبة مرور 100 عاماً على تأسيس متصرفية بغداد وسأقوم بدور المتصرف . المسرحية من تأليف الكاتب الدكتور رحيم العراقي وإخراج الدكتور علي حسين هارف والتي ستعرض مساء يوم 13/12/2024 على مسرح شارع المتنبي . ولديّ أمنية أن يلتف أصحاب القرار في دائرة السينما والمسرح الإهتمام بصالات العرض المسرحي لأنها الديمومة الحقيقة لولادة الأعمال المسرحية وعودة جمهور المسرح الى دور العرض ولقد سُعدتُ كثيراً وطرتُ فرحاً حينما شاهدتُ العمل المسرحي الأخير للفنان الرائع سنان العزاوي الذي حمل عنوان( الجدار) والذي عُرض مؤخراً فقد كان عملاً جريئاً في الطرح وفيه طاقات فنية شابة متألقة سيكون لها شأناً واعداً بالفن العراقي. * هنالك إنتقادات كثيرة لما يسمى بالمسرح التجاري بسبب الإسفاف وإنعدام وحدة الموضوع وخدش للحياء العام في البعض من إعماله كيف تقييم هذا المسرح وما هي الطرق الممكنة لمعالجة سلبياته؟ ** الثقافة والوعي عند المؤلف والمخرج والممثل هي السبيل الحقيقي لتقديم أعمال مسرحية نظيفة خالية من الإسفاف تُقدم بشكل لائق للجمهور مع الإنتاجية الصحيحة لهذه الأعمال ولتقديم هموم المجتمع بشكل لطيف ومهني لعودة مشاهدي المسرح . * الفرقة القومية للتمثيل أين أصحبت وهل في النية إعادة لم شملها من جديد لتتحفنا بأعمال فنية رصينة وذات قيمة ؟ ** إن موضوع عودة الفرقة القومية للتمثيل وإعادة ديمومتها متروك لوزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح من أجل الحفاظ على هذه الفرقة الرائعة من فنانين وفنيين والذي كان لي الشرف أن أكون أحد أعضاءها قبل تقاعدي وظيفياً وبالرغم من وفاة وتقاعد الكثير من الفنانين الذين كانوا أعضاءً فيها ما زالت هذه الفرقة تقدم أعمالًا جميلة على الرغم من قلتها في المسرح العام ومسرح الطفل بعد أن ضُخت لها دماءٌ شابة لدفع عجلة المسرح العراقي الى الأمام . * عملت مع الكثير من المخرجين من هو المخرج الذي إستطاع أن يخرج المخزون الإبداعي لدى طه علوان ؟ ** كل مخرج عراقي كان أم عربي له فلسفة خاصة به لتفسير النص واللقطة وكل مخرج له أسلوب فني يجبرك على الالتصاق بالنص والحركة وقد عملتُ مع مخرجين رائعين منهم كارلو هاريتون وحسن حسني وصلاح كرم وفلاح زكي وكثيرة هي الأسماء من مبدعي الإخراج محلياً وعربياً التي إستطاعت أن تخرج ما بداخلي من طاقات فنية كنوعية الشخصية المناطة بيّ كذلك أنني كنت ناجحاً في مسلسل ( الملاذ آمن) بشخصية مستر مايك ومسلسل ( آخر الملوك) بشخصية الباشا نوري السعيد ومسلسل ( سارة خاتون) وهنالك الكثير من الأعمال الفنية التي أعتز بها والتي قدمتها للمشاهد العراقي والعربي وقد هنئني الجميع عليها. * هل الثقافة العامة مهمة للفنان؟ ** نعم إن الثقافة العامة مهمة للفنان وبدونها ينعدم ركن مهم من أركان تقديم الشخصيات الفنية بوعي فني أكاديمي مدروس ويجب على الفنان سواء أكان مؤلفاً او مخرجاً أو ممثلاً أن يقرأ ويجتهد ليتعرف على المدراس الفنية ليكتسب خبرات ثقافية وفنية . * ما هي أهم ميزة في الفنان الناحج؟ ** التواضع .. التواضع .. التواضع. * ما الذي ربحته من الفن وما الذي خسرته؟ ** ربحت حب الناس وهو كنز كبير أفتخر به.. وخسرت عائلتي التي كنت بعيداً عنها فلقد كنت كريماً في منح الوقت الأكثر للفن وبخيلاً في وقتي مع عائلتي. * من هم أقرب أصدقائك من الفنانين؟ ** الفنان الكبير سامي قفطان فهو صديق العمر وتوأم الروح. * فنان ترى نفسك فيه؟ ** المرحوم بدري حسون فريد. * ما هو أفضل عمل لديك؟ ** مسلسل ( الملاذ آمن) الذي جسدتُ فيه شخصية مستر مايك. * كيف ترى علاقتك بالجمهور؟ ** جيدة جداً جداً. * هل أنت قارئ جيد؟ ** نعم عندما تكون هنالك فسحة من الوقت . * هل تحب قول الحقيقة؟ ** نعم دائماً * متى تشعر بالفخر؟ ** عندما أنجز عملاً فنياً مؤثراً في المسرح أو التلفزيون أو السينما أو الإذاعة . * كيف تعبر عن الفرح؟ ** بالبكاء. * أجمل يوم في حياتك؟ ** عندما ولد إبني البكر وسام . * هل أنت خجول؟ ** نعم جداً. * ما الذي يزعجك؟ ** الكذب والغش. * ممن تخاف؟ ** من المستقبل. * متى تشعر بخيبة الأمل؟ ** عند سماع الأخبار المزعجة . * نقطة ضعفك؟ ** الطفل. * نقطة قوتك؟ ** قول الحق. * هل هنالك قرار إتخذته وندمت عليه؟ ** كثيرة هي القرارات المتسرعة التي أتخذتها فيما مضى وندمتُ عليها و أعتذر عن البوح بها. * نصيحة لمن تقدمها؟ ** للجيل الجديد من العاملين في المجال الفني بضرورة القراءة والإبتعاد عن الغرور. * سر تود البوح به؟ ** لا تعليق. * ماذا الذي تعنيه لك المرأة؟ ** المرأة هي النصف الثاني الممتع والمكمل للحياة وبدونها ينتهي كل ما هو جميل وشفاف. * معلوماتي تشير بأنك رياضي تعشق كرة القدم من هو فريقك المفضل محلياً وعربياً وعالمياً؟ ومن هو لاعبك المفضل؟ ** فريق الطلبة محلياً والهلال السعودي عربياً وبرشلونة عالمياً .. ولاعبي المفضل أبو تياغو ميسي. * وفي الختام رسالة لمن تود أن توجهها؟ ** الى قراء هذه الصحيفة الغراء الأفاضل أتمنى بأنني لم أكن ثقيلاً عليكم بإجاباتي فلقد كانت هذه الإجابات هي الحقيقة التي بداخلي قلتها عبر صحيفة( المستقبل العراقي) ولصديقي وأخي الودود الصحفي علي إبراهيم مع الأمنيات للجميع بحياة سعيدة وهانئة ودوام التوفيق. |