عبد الرحمن المالكي إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يمثل لحظة فارقة في تاريخ الصراع المستمر. فهذه اللحظة ليست مجرد استراحة مؤقتة من العنف، بل هي نصر عظيم، يعكس قوة جبهة المقاومة وصلابتها في مواجهة العدو الصهيوني. في خضم هذا التصعيد المستمر، أثبتت المقاومة الإسلامية في اللبنانية، بكل عزيمة وثبات، أن العدوان الاسرائيلي لا يمكنه كسر إرادة الشعوب الحية، وأنما هو انتصار واضح يعكس فشل المشروع الصهيوني في تحقيق أهدافه منها إنهاء حزب الله وتفكيكه. ان وقف إطلاق النار هذا ليس مجرد قرار سياسي، بل هو رسالة تاريخية تبين بأن المقاومة في لبنان قد استطاعت أن تفرض واقعاً جديداً على الأرض، وفرضت شروطها على العدو الذي طالما اعتقد أن بإمكانه تجاوز الإرادة القوية للشعب اللبناني. فهذه ليست المرة الأولى التي تُثبت فيها المقاومة قدرتها على الرد على العدوان الصهيوني، لكنها المرة المتكررة التي يتجسد فيها النصر بشكل أكثر وضوحاً. من الناحية العسكرية، فإن ما حققته المقاومة من إنجازات على الأرض كان كافياً لإرغام العدو على التراجع والقبول بوقف إطلاق النار. ومن ابرز الدلائل على هذا النصر كثيرة، أبرزها التصريحات الرسمية والإعلامية من جانب المسؤولين الصهاينة الذين لم يترددوا في الاعتراف بفشلهم أمام القوة المتزايدة للمقاومة. تَصدُّر تصريحاتهم للصحف ووسائل الإعلام الدولية هو اعتراف ضمني بأن المقاومة قد حققت انتصاراً استراتيجياً. وقد عبر العديد من القادة العسكريين الإسرائيليين عن استيائهم من عدم القدرة على إخماد نار المقاومة التي أصبحت مصدر تهديد حقيقي لأمنهم. ومن هنا، فإن هذا النصر يجب أن يُستثمر على أكمل وجه، كما يجب على جبهة المقاومة أن تبرز هذا الحدث العظيم باعتباره نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع. في هذا السياق، يجب أن تُعزَّز الوحدة بين الساحات وتُشدد على ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التحديات المستقبلية، لأن النصر ليس فقط في وقف العدوان الصهيونى، بل في استثمار هذا النصر للحفاظ على الأمن والسيادة الوطنية. إن ما تحقق اليوم هو دليل على أن الحق لا يموت، وأن الإرادة الصلبة قادرة على تحويل التحديات إلى انتصارات. لذا، فإن إبراز هذا النصر يجب أن يكون جزءاً من عملية إعادة بناء الهوية الوطنية وتعزيز مكانة لبنان في معركة الحق ضد الاحتلال. |