علي جاسب الموسوي المقدمة: المفهوم الكامن وراء الهزيمة والنصر الهزيمة والنصر ليسا مجرد نتائج لمعركة أو نزاع؛ بل هما مفاهيم معقدة تتجاوز الميدان العسكري لتتغلغل في السياسة والفكر والمجتمع .. إن الفهم السطحي للهزيمة والنصر يحصرهما في إطار المكسب والخسارة اللحظيين، بينما الفهم العميق ينظر إليهما بوصفهما أدوات لإعادة تشكيل الواقع، وترسيخ الرؤية، أو حتى تحدي الاحتلال والتبعية. في ضوء ذلك، يبرز سؤال جوهري: كيف يُمكننا تحويل الانتصار العسكري إلى مكسب سياسي طويل الأمد؟ وكيف يمكننا استثمار الهزائم العابرة لبناء نهضة فكرية وعقائدية تعيد تشكيل الوعي الجمعي؟ الجزء الأول: النصر العسكري بين القوة والاستراتيجية النصر العسكري ليس نهاية المطاف، بل هو بداية لمعركة أشمل وأعمق: معركة الوعي والاستثمار السياسي. في الحروب التقليدية، قد تُحسب الكفة للأقوى تسليحاً وعدداً، لكن في معارك المقاومة، الكفة تميل لصاحب الإيمان، العزيمة، والاستراتيجية. المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين مثال حيّ على هذا المفهوم. فالنصر العسكري، مهما صَغُر، يتحول إلى رسالة تتحدى السردية الغربية، وتثبت أن إرادة الشعوب لا تُكسر .. وهنا تتضح العبقرية العسكرية للمقاومة: استخدام الإمكانيات المحدودة لتحطيم كبرياء العدو وتحويل نقاط ضعفه إلى عناصر ضغط. لكن السؤال المحوري: هل يكفي النصر العسكري في ظل عالم تحكمه السياسة والمصالح؟ |