سعيد البدري يشير مسلسل التصعيد الذي ينتهجه جيش الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين العزل والذي وصل الى مستويات خطيرة في الضاحية الجنوبية الى حقيقة هزيمته الميدانية في محاولته التوغل بريا ،فالعدو الصهيوني يدرك تماما ان التفوق الجوي بقدر كونه ميزة الا انه لن يكون حاسما في مثل هذا النوع من الصراعات ، و ما لم يتعلمه المجرم نتنياهو من اسلافه ،ان انتصار حز،..ب الله في بقائه وصموده ،وفرضه معادلاته الخاصة ،التي لا يستطيع جيش الاحتلال كسرها وتجاوزها كما كان يحدث في حروب الكيان اللقيط مع الجيوش النظامية والحكومات والتي غالبا ما تنتهي بهزيمة مدوية واتفاقات تمنع الانهيار ثم تتحول تدريجيا الى اتفاقيات سلام واقعها يشبه الأستسلام ، الواقع الذي كان سائدا انتهى الى غير رجعة ،وحل واقع اخر هو واقع الهزائم التي ستستمر ولامناص من الاعتراف بذلك. الوضع القائم على جانبي الشريط الحدودي مع الاراضي الفلسطينية المحتلة يشي بهزيمة الحملة البرية ورجحان كفة مقاتلي حز،..ب الله ،الذين تطال صواريخهم مغتصبات شمال ووسط فلسطين المحتلة والتي تحولت لثكنات ومناطق تحشيد عسكري لم تفلح قيادات الجيش الصهيوني في ايجاد حلول له ، بينما تتعامل المقاو،..مة مع الجغرافيا التي تتنشر فيها جيدا متجاوزة تحديات جمة مثل التهديد الجوي وصعوبات التواصل وهي تفاصيل مرتبطة بتعقيدات و ظروف المعركة . في جزئية النصر العسكري تذهب اراء الخبراء العسكريين الغربيين الى ان الحسم والنصر الذي طالما تشدق به نتنياهو يكاد يكون مستحيلاً، بسبب ان مثل هذا الادعاء يحتاج لفعل يفرضه لا تمنيات فارغة وادعاءات تشبح بوجهها عن ما يحدث في الجبهة ، فالانتصار يجري التعبير عنه بالأرقام المطلقة، لا الاقاويل ، والارقام تذهب بأتجاه المقاو،..مة بدءا من مرور عام على بدء المواجهة ،الى عديد البنية القتالية وفاعليتها ومدى القدرة على اضعافها ،وصولا للكلفة الباهضة التي تبذل وحجم الخسائر ،اما في جانب المقاو،..مة فالنصر له حساباته وتفاصيله وهو يعني عدم الخسارة وبالتالي البقاء والاستمرارية ، وما يمكن ان نفهمه ان جيش الإحتلال ومنذ بروز المقاو،..مة وتصديها بات يتجرع الفشل ،وهو كل الفشل الميداني الذي ما يزال مستمرا منذ هروبه من جنوب لبنان عام 2000 حتى وقتنا هذا ، وما يزيد من تعقيدات الميدان امام الصهاينة هو ذلك “الاعتلال” السياسي الذي اظهرته حكومة نتنياهو والذي سببه طغيان الشخصنة وعدم الاعتراف بسقم الاليات المتبعة في التعاطي مع هذه المعركة . خلاصة القول ان المجرم نتنياهو وحلفائه الغربيين لم يتعلموا الدرس من ان عدمية النصر سببها المباشر هو ان جميع ما سوقوه واعتبروه انتصارات هي هزائم تدعمها الارقام وتثبتها معطيات الميدان ،وما قصف المدنيين وهستيريا الانتقام، الا هزيمة تضاف لسجل تلك الهزائم التي مُني بها ما يسمى بالنظام الدولي الذين يسيرونه ، وان انكشافه وسقوطه بهذا الشكل وعدم قدرته على حماية المدنيين يعني ان الوقت حان لدخول لاعبين جدد يعيدون صياغة هيكلية امنية تضمن السلم العالمي للشعوب والدول و ستفضي عاجلا او اجلا لاستبعاد من كانوا سببا في تدهور الاوضاع الى هذه الهاوية السحيقة ، لذا فأن ذاكرة نتنياهو المثقوبة تحتاج لما ينشطها ويعيدها للتفكير مجددا بحساب الثمن الذي سيدفعه الكيان مستقبلا فالتفوق التقني الذي يعميه يكشف خللا بنيويا في النسق ،فمن يدعي انه ” دولة ” ينبغي ان يخترق البيئة التي يريد حكمها والتأثير فيها بعيدا عن منطق التوسع والعدوان ، فلا يمكن ابدا لمن يطرح نفسه راعيا للسلام ويتحدث عن محور للخير كما يدعي قتل المنطقة بأسرها ومن ثم يطالب اهليها الذين تقتل اسرهم أن يكونوا شركاء ،وهو عين ما اشار اليه سماحة السيد القائد اية الله العظمى علي الخامنئي دام ظله في خطاب النصر وهو يكشف الفرق بين مدعي السلام ودعاة السلام لنصل الى النتيجة الاهم والتي تقول بأن افعال وجرائم الكيان الصهيوني المجرم وتجبره تقودنا للثقة بحتمية زواله ونهايته القريبة ، وان النصر آت بأذن الله . |