نور الجبوري من اخطر الاسلحة في العصر الحالي هي الحرب النفسية وتكمن قوتها في اضعاف معنويات العدو وكسر ارادته , لذلك لجأت الدول المتقدمة الى هذا النوع من الاسلحة قبل البدء بأي حرب عسكرية او بديلة عن التدخل العسكري لان ميدان هذه الحرب هو الشعب والافراد سواءا كانوا مدنيين او عسكريين . والحرب العسكرية كما هو معروف تستنزف طاقة الدول المالية و الاقتصادية والبشرية , لذا فأن الحرب النــــــفسية التي تسبق الحرب العسكرية دائما ما تقلل الخسائر سواءا كانـــــت البشرية او المادية لانها هيَّأت الارضية المناســـبة قبل النزول الى الارض , وكثيرا من الدول استخدمت هذا الاسلــــوب ونجحت في هزيمة العدو وحققت النصر . وهنالك حادثة تعتبر الاغرب في تاريخ الحرب النفسية حيث كان ملك الصين القديمة جوجيان يضع في الصف الاول عددا من جنوده الاوفياء ويأمرهم بقطع رقابهم بأيديهم مما يسبب صدمة ورعب لدى جنود عدوه فيقوم جوجيان بالهجوم قبل ان يفهم العدو مايحدث امامه , وهذا مثال قديم على اضعاف الحالة النفسية لدى الاعداء . اما في وقتنا الحالي خير مثال على الحرب النفسية وكسر معنويات العدو ماتقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية تجاه الكيان الصهيوني , فبعد استشهاد القائد اسماعيل هنية في طهران عمدت الجمهورية الاسلامية الى الانتقام و أفصح عدد من المسؤولين وبشكل صريح ومباشر انهم سيقوموا بالرد ثأرا وانتقاما للشهيد , وبدأت ايران باعتماد الحرب النفسية واستخدام الميديا في هذه الحرب , حيث وفي الايام المنصرمة تم نشر اكثر من مقطع مصور سواءا للقوة العسكرية او للامام الخامنئي وقيل انها من ضمن الاستعدادات لبدأ الهجوم المرتقب . هذا الامر دفع المسؤولين داخل الكيان الى تحويل مرائب السيارات الى مستشفيات بالاضافة الى تهيئة الملاجئ لاستقبال اكبر عدد من الاسرائيلين في حال هاجمت ايران الاراضي المحتلة , اما على الجانب الدبلوماسي فقد ارسلت حكومة المدعو نتنياهو عدد من الوفود الى الدول العربية والتي بدورها قامت بالتوسط لدى الجمهورية من اجل التفاوض , ولكن من يتابع الوضع الحالي يجد ان ضباط الحرب النفسية في ايران استمروا بنشر الرعب كل ليلة في قلوب الصهاينة وهم ينتظرون ان يأمر السيد الخامنئي بضرب الاراضي المحتلة . وهذا اقوى بكثير من الحرب العسكرية المباشرة حيث قالت العرب في سابق الازمان : لا تحسبن الحرب سهما مغفرا ولكن سلاح الصائلين عقول |