الشيخ جاسم محمد الجشعمي

ولطالما كانت الحضارة الغربية تتباها وتفتخر بتمسكها بالقيم الإنسانية وبحقوق الإنسان وبأحترامها لحقوق الحيوان . ورغم ان هذه الادعاءات كانت فارغة فالحضارة الغربية خلال قرنين الأخيرين هي أكثر الحضارات الإنسانية اجراماً فهذه الحضارة تأسست على الاجرام وانتهاك حقوق الإنسان فأمريكا تأسست على جماجم ملايين الهنود الحمر سكنة امريكا الاصليين ابادتهم العصابات والميليشيات الغربية المجرمة وهنود الحمر ابادهم وهم السكان الاصليين واحتلت اراضيهم ووطنهم واسست فيها دولة امريكا وخاضت الحضارة الغربية حربين عالميتين حصدت بها ارواح عشرات الملايين الأبرياء . وخاضت أمريكا في العقود الاخيرة حروبا عبثية ظالمة قتلت الملايين

من الناس المسالمين الأبرياء لأجل غزو الشعوب والدول واستعمارها والسيطرة عليها وعلى مواردها وقدراتها وممتلكاتها ولأجل ممارسة الطغيان واذلال الشعوب .

 ولم تكتفي الحضارة الغربية على جرائمها واستعمارها واذلالها للشعوب والامم وانما اسست دولة الكيان الصهيوني الاجرامي اسرائيل التي قتلت وهجرت الشعب الفلسطيني واغتصبت اراضه ووطنه . واسست كيانا غاضباً . والحضارة الغربية الى جانب جرائمها اسست بعض المؤسسات ألمدنية والقانونية وسنت بعض القوانين كحقوق الإنسان وحقوق المرأة ومساواتها وتحصين الأسرة من العنف كل ذلك لأجل التغطية على جرائمها لتقدم نفسها حضارة مدنية راقية ونموذج صالحاً لتقتديها الامم والشعوب. وهنالك بعض السذج من الناس من ينخدع للمظاهر الغربية التي لاتحمل اية قيم انسانية في محتواها . واخيرا كشفت الحضارة الغربية بين الشهور الاخيرة من العام الماضي الى العام الجديد عن حقيقتها الاستعمارية الوحشية المجرمة . 

حيث سقطت هذه الحضارة المتهالكة في وحل غزة الى اسفل مستنقع الجرائم ضاربةً عرض الحائط جميع القيم الانسانية التي رفعتها كذبا ودجلاً لخداع الشعوب وذلك بدعمها لجرائم الكيان الصهيوني المجرم بالسلاح وممارستها الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ووقوفها الى جانبها في المحافل الدولية . 

ولئن كانت الغرب تخوض في السابق حروباً وتقتل الشعوب وتحتفظ ببعض القيم الانسانية ظاهرياً لخداع الشعوب والامم كالتجنب عن ضربالمدنيين والطواقم الطبية وضرب المستشفيات ولكن في فلسطين وغزة لم تبقي الغرب وإسرائيل اية حرمة لقيمة انسانية . 

حيث دعمت تدمير اسرائيل للمستشفيات ويقتل الجرحى والمرضى وهدم البيوت على ساكنيها الأبرياء المسالمين وقتلهاأكثر من خمسة آلاف طفل . فكشفت الحضارة الغربية عن وحشيتها وماهيتهاالتي لاتقيم وزنا للانسان . فالحضارة الغربية سقطت في وحل غزة ولم تعد مدرسة انسانية مدنية راقية ورائدة . وان من علامات الظهور سقوط المدارس والحضارة البشرية .

وبعد سقوطها وفشلها في اسعاد البشرية وتأسيس حياة كريمة لها تتطلع البشرية الى منقذ لها من الظلم والفساد والتعاسة ومن المجرمين والطغاة فتظهر الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمان لم تعدحضارة قادرة على مقارعته فتقتنع الامم به منقذا ومنجياً وتسلم له مقدراتها لتؤسس لها نظام العدل الالهي بعد ان يخوض معارك مع مجاميع إرهابية هنا وهناك تسحقها الامام المهدي بجنوه الميامين .

وينبغي لنا ونحن قد دخلنا للعام الميلادي الجديد ان نثقف قاعدة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بثقافة الانتظار .