محمد عبد الجبار الشبوط
تنبيه الى زملائي رؤساء التحرير واخواني المحررين والكتاب والصحفيين: الذكاء الاصطناعي من امامكم والذكاء الاصطناعي من خلفكم، وعليكم ان تدبروا امركم معه، اما ان تستفيدوا منه، او قد يحل محلكم ويعلن الاستغناء عنكم لعدم الحاجة اليكم. وقد اعذر من انذر! اولا، ما هو الذكاء الاصطناعي؟ توجهت بهذا السؤال الى الذكاء الاصطناعي نفسه، مع مجموعة اخرى من الاسئلة، فقال لي: «الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) هو مجال من مجالات علوم الحاسوب يتعلق بإنشاء برامج حاسوبية تتمتع بالقدرة على التعلم وتحليل البيانات واتخاذ القرارات بشكل مستقل، كما يستخدم الذكاء الاصطناعي في بناء أنظمة ذاتية التعلم والتفكير والتفاعل مع البشر، ويستخدم في مجالات كثيرة مثل تحليل البيانات الضخمة، المحادثات الآلية مع الروبوتات، معالجة الصوت والصورة، والمساعدات الصوتية المتعددة مثل Siri و Alexa و Google Assistant.» ولأنني كنت مشغولا عن متابعة التطورات العالمية خلال الخمسين سنة الاخيرة، فقد سألته: متى ظهر الذكاء الاصطناعي؟ قال: «يذكر ان الذكاء الاصطناعي ظهر في الخمسينيات من القرن العشرين، ولكنه لم يتطور ويستخدم بشكل شامل حتى الآونة الأخيرة، وذلك بفضل تطور التكنولوجيا والحوسبة وترابط قواعد البيانات وتقنيات التعلم الآلي والشبكات العصبية والذكاء الاصطناعي العميق. يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات الحياة مثل الطب والبناء والمواصلات والتسويق والاقتصاد وغيرها.» واضاف:»لم يخترع شخص واحد الذكاء الاصطناعي، بل تطور على مدار سنوات من البحوث والتقنيات التي طورها علماء الحوسبة والذكاء الاصطناعي في العديد من الجامعات والشركات المختلفة. ومن بين الأسماء البارزة في هذا المجال: جون مكارثي، مارفين مينسكي، ألان تورينج، آرثر صموئيل، و خوان لوكاس القصدير. وهؤلاء الأشخاص هم جميعاً شخصيات مشهورة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد ساهموا بصورة ملحوظة في تطوير هذا المجال، فجون مكارثي عالم حاسوب أمريكي شهير. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير نظرية الذكاء الاصطناعي الواسعة النطاق، وذلك من خلال عمله على تحليل العمليات الذهنية ومحاكاة سلوك الدماغ البشري. ومارفين مينسكي - عالم حاسوب أمريكي يعتبر من مؤسسي حقول الذكاء الاصطناعي. وقد ساهم في تطوير الذكاء الاصطناعي المنطقي، والذي يعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المنطق والرياضيات. وألان تورينج - و هو عالم حاسوب ورياضيات بريطاني شهير. وقد ساهم في تطوير ما يعرف بـ «اختبار تورينج»، وهو اختبار يهدف إلى معرفة ما إذا كان جهاز الكمبيوتر قادرًا على التفاعل بشكل طبيعي مع البشر. وآرثر صموئيل - هو عالم حاسوب أمريكي، وكان من أوائل العلماء الذين استخدموا تقنيات تعلم الآلة الذاتي في الذكاء الاصطناعي. وقد اخترع أيضاً برامج الشطرنج الأولى القادرة على اللعب ضد الإنسان. وخوان لوكاس القصدير - هو عالم حاسوب إسباني مشهور. ويعتبر من العلماء الذين ساهموا في تطوير تقنيات تعلم الآلة، بما في ذلك «شبكات العصب الاصطناعي»، والتي تقوم بتحليل البيانات المعقدة وتوليد النتائج المتنبأة باستخدام نماذج العصب المستنسخة من الدماغ البشري.» هذا اضافة الى قائمة طويلة من العلماء الذين اسهموا كل في مجاله في تطوير الذكاء الاصطناعي مما لا حاجة الى اطالة المقال بذكر اسمائهم.
الايجابيات ولأن الموضوع جديد علي فقد وجدت انه من المناسب ان اسأله عن ايجابياته، فقال: «يعد الذكاء الاصطناعي من التكنولوجيات التي تحقق العديد من الفوائد، ومن أهمها: 1. زيادة الإنتاجية: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتحكم في العمليات الإنتاجية وتحسينها، مما يساعد على زيادة سرعة الإنتاج وتقليل الأخطاء. 2. تحسين الصحة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة طبية ذكية وتحسين عمليات العلاج. 3. زيادة الكفاءة في العمل: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة الأعمال وتحليل البيانات الضخمة بشكل أسرع وأسهل. 4. تقليل التكلفة: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف الإنتاجية وتقليل الهدر في العمليات الإنتاجية. 5. تحسين الأمن: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين أنظمة الأمن والحماية من الهجمات الإلكترونية. 6. توفير الوقت والجهد: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات الروتينية والمهام المكررة، مما يوفر الوقت والجهد للعاملين.»
السلبيات ولكن هل تعني هذه الايجابيات عدم وجود سلبيات من استخدام الذكاء الاصطناعي ؟ لتوضيح هذه النقطة قال لي: «يمكن أن يترتب على استخدام الذكاء الاصطناعي بعض المخاطر والتحديات المحتملة، ومنها: 1- فقدان فرص العمل: يمكن أن يؤدي الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد فرص العمل في القطاعات التي يشغلها البشر. 2- سوء استخدام البيانات: يمكن أن يتم استخدام البيانات التي يجمعها الذكاء الاصطناعي بطرق خاطئة أو مسيئة، كما يمكن أن تسرب هذه البيانات إلى جهات خبيثة ومن ثم استغلالها بطرق مختلفة. 3- تعزيز العدوى الرقمية: يمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز العدوى الرقمية عبر استخدامه في الهجمات الإلكترونية على النظم والشبكات. 4- انعدام الشفافية والتحكم: يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى انعدام الشفافية والتحكم في العمليات والقرارات التي تتخذها الآلة، مما يمنح الآلة سلطة كبيرة في البيئة الرقمية. 5- انحياز البيانات: يمكن أن يكون لديه تأثير سلبي في المجتمع عندما يتم تعلم نماذج الذكاء الاصطناعي من بيانات محددة ويتم إنشاء نماذج انحيازية. 6- ارتفاع تكلفة التطوير: قد يكون من الصعب تطوير الذكاء الاصطناعي وغالبًا ما تكون تكاليف تطويرها باهظة.»
التحرير الصحفي لا اخفي على القراء ان النقطة الاولى اثارت مخاوفي، فرغم انني متقاعد الان ولا ابحث عن فرصة عمل، لكني فكرت بمئات الشباب من الجنسين الذين يتخرجون سنويا من كليات الاعلام عندنا والذين يبحثون عن عمل في مؤسساتنا الاعلامية. فسألت الذكاء الاصطناعي عن تأثيره المحتمل على العمل الصحفي، فقال: «يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر بشكل كبير على العمل في التحرير الصحفي بعدة طرق، على سبيل المثال: 1- تحسين عمليات البحث والتحليل: يستخدم الذكاء الاصطناعي في العديد من المنصات الصحفية لتحليل الأخبار واستخلاص المعلومات الهامة منها، مما يسهل عمل الصحفيين في البحث عن المصادر الموثوقة والحصول على بيانات وإحصائيات دقيقة. 2- توليد الأخبار: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعلم من أنماط الكتابة الصحفية السابقة ويقوم بتوليد الأخبار تلقائياً، مما يخفض التكلفة والوقت اللازم لإنتاج المحتوى. 3- تحسين عمليات التحرير: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستخدم في تصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية والإعرابية في النصوص الصحفية، بالإضافة إلى تحسين التنسيق والتصميم. 4- توصية المحتوى: يستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً في تحليل عادات القراء واهتماماتهم، مما يساعد على توصية المحتوى الصحفي المناسب لكل قارئ.» لابد ان الذكاء الاصطناعي «شعر» بقلقي، وهذا ما لا يمكن ان يحصل، فقال مستدركا: «مع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الصحفي الإنسان تماماً، حيث يبقى الاختيار الفعلي للأخبار والمعلومات تابعاً لقوة الحس الإنساني والتحليل العقلي والتفكير النقدي للصحفي.» بناء على الفقرة الاخيرة، يمكن القول اننا معاشر الكتاب يمكن ان نستثمر الذكاء الاصطناعي في عملنا ونجعله يعمل بخدمتنا. انما ذلك يحتاج الى ذكاء بشري يوظف الذكاء الاصطناعي. وهنا يتعين على المحرر او الكاتب ان يحسن توجيه الاسئلة الى الذكاء الاصطناعي لاستدراج المعلومات المناسبة، ثم التحقق من سلامة المعلومات ودقتها، والتنسيق بينها بصورة عامة، ثم اضافة النكهة البشرية عليها. اضف الى ذلك ان الذكاء الاصطناعي يمكنه، على سبيل المثال كما قال لي، التنبؤ بالأحداث والتطورات القادمة إلى حد ما ، باستخدام البيانات التاريخية والمعلومات الحالية لتحليل النماذج والاتجاهات. قد يكون لدى الذكاء الاصطناعي أيضًا القدرة على توقع الأحداث الغير متوقعة بناءً على تحليل البيانات الجزئية أو الحالات الغير معتادة، ولكن هذه القدرات لا تزال تعتمد على جودة البيانات المتاحة. يبقى السؤال المحرج: هل سوف يبقى الكاتب او المحرر محافظا على كونه منتج محتوى، وصانع افكار، ام انه تحول الى منسق لمعلومات الذكاء الاصطناعي؟ ماهو الاجر الذي سوف يستحقه بصفته الجديدة؟ ملاحظة اخيرة: هذا المقال هو تجربة عملية لدور الذكاء الاصطناعي في كتابة مقال صحفي. من الذي كتب هذا المقال: انا ام الذكاء الاصطناعي ؟! اضف الى ذلك ان الذكاء الاصطناعي يمكنه، على سبيل المثال كما قال لي، التنبؤ بالأحداث والتطورات القادمة إلى حد ما ، باستخدام البيانات التاريخية والمعلومات الحالية لتحليل النماذج والاتجاهات. قد يكون لدى الذكاء الاصطناعي أيضًا القدرة على توقع الأحداث الغير متوقعة بناءً على تحليل البيانات الجزئية أو الحالات الغير معتادة، ولكن هذه القدرات لا تزال تعتمد على جودة البيانات المتاحة. يبقى السؤال المحرج: هل سوف يبقى الكاتب او المحرر محافظا على كونه منتج محتوى، وصانع افكار، ام انه تحول الى منسق لمعلومات الذكاء الاصطناعي؟ ماهو الاجر الذي سوف يستحقه بصفته الجديدة؟ ملاحظة اخيرة: هذا المقال هو تجربة عملية لدور الذكاء الاصطناعي في كتابة مقال صحفي. من الذي كتب هذا المقال: انا ام الذكاء الاصطناعي ؟! |