زكريا القيصر
أما حانت نهاية اللعنة التي مازالت تراودني كلما أغمضت عيني أما حانت لحظة خروجي من هذا الوجود المعتم بالحزن والبكاء مذ كنت طفلاً وأنا أتوسل للسماء أن ترفع أهوالها من فوقي وأن تطرد غراب الشؤم الذي ينعق بصوتٍ شاحبٍ مرعب، يحرق شجاعتي مثلما تحرق النار الهشيم، أنا الكافر المسكين الكافر الذي يرقد على الأرصفة المغبرّة باحثاً عن الخبز أنا المتسكع الثمل من حيرة العيش المهين لعنة تلو لعنة كلما تقدمت يوماً في العمر وكأن الشيطان من يرسم لي حياتي ويوجهني كيفما يشاء لم تعد لدينا طاقة لانتظار غد لم يعد في وسعنا العيش في مسرحية بلهاء، امتلأ الهواء برائحة الدم والأرض اللعينة برماد الحروب طرزت الجدران بآثار الرصاص وشحبت الحدائق وبانت تجاعيدها الحزينة عجاف من الكواسر تحوم فوق الأرض لتلتقط ماتبقى من جثثٍ لم تعدْ هذه الأرض لنا ببساطة هي للذباب والناموس. |