حسين الساعدي
رجلٌ يتبعُ ظلهِ مِن ورائه ضوءٌ خافت أفقه يمتد كل يوم في زحمة أفكار لا ترد الا مرة واحدة يسمع خطى اقدامه انحناء تضاريس عمره لا ينبت فيها سوى حفنة من دمى متحركة نبذه العوز بعد ان نخر وجوده رُمي به على قارعة طريق وما ادراك ما القارعة ؟ يتسكع في شوارع غربته ضيقة تسير عكس ساعة مزودة بميل لا يتحرك يفترشُ الظلمة معطفاً ويتوسد الرصيف يبللُ ريقه بأوراقٍ يابسة يناجي شهباً تتساقط حمماً حامية وما ادراك ما هي ؟ لعلها ازهار شوكا تحت قدميه الحافية الهواجس لا تفارق سيره في زحمة الايام يئن تحت وطأتها .. تقذف به ذات اليمن وذات الشمال يتأملُ بصيصَ أمل مفقود في نهايةِ نفق وجوده تطوقهُ فوضى أفكار تنتابه أصوات غربته ينتفضُ فزعاً .. مرعوباً يبحثُ فيما تبقى مِن رمادِ العمرِ هل للأملِ مِن بقيةٍ ؟ في صخبِ التيه .. ينوء بجسدهِ الناحل ينزوي في ركنِ هواجسهِ الابدية باقيةٌ تتراقص حول ضوء كفراشة يسكبها في قارورةٍ .. ينتشي حتى الثمالة يغتسلُ مِن أدران غربته يضعُ قدميه المثقلتين مِن جديد في اول متاهات الطريق هذه المرة يبدأ مِن حيث عاد يفترش الظلمة ويتوسد الرصيف
|