بداية لابد من القول ان الكثير من جيل الرواد كانوا يشنقون اسماعهم بصوت ( بلبل الاذاعة) في الساعة السادسة صباح كل يوم من ايام العهد الملكي .. والذي يستمر بتغريده لمدة خمس دقائق قبل افتتاح برامج الاذاعة بتلاوة مباركة من أيات الذكر الحكيم.
والحقيقة انني كنت في ذلك الوقت اعتقد بان هناك بلبلا حقيقيا في الاذاعة تم تدريبه قد يشدوا بصوته قبل بث الاذاعة بدقائق ... وكان اعتقادي لان الكثيرين كانوا يعتقدون مثل ذلك الاعتقاد .. وفي ذات الوقت كانوا يندهشون من ذلك الطائر الصغير الذي يعرف متى يجب عليه ان يطلق صوته العندليبي الجميل المعتاد .. وفضلا عن ذلك كانوا يعتقدون ان هناك من يتولى رعاية ذلك البلبل واطعامه والصرف عليه ..
وفجأة شاع بين الناس ذات يوم بأن الاذاعة لم تبث صوت البلبل في موعده الصباحي المعتاد .. لان ذلك البلبل لم يتناول طعامه منذ يومين بدل لنفاذ بدل نفقات طعامه !!
ولكن حقيقة ذلك البلبل لم يكن بلبلا حقيقيا وانما كان بلبلا ( حديديا) يعمل ذاتيا وهو يشبه لعبة الاطفال وينطلق صوته لمدة خمس دقائق يوميا قبل افتتاح البث لقياس اعلى وادنى ذبذبه صوتية لتثبيت المستوى الصوتي للمراسلة الاذاعية .. وانه خلال اليومين الذي توقف فيهما عن التغريد كان سبب عطل ميكانيكي مما اضطر المسؤول على تشغيله الذهاب به لتصليح العطل الذي اصابه ... وبعد تصليحه عاد (بلبل الاذاعة) الى تغريدته المعتادة صباح كل يوم .
تلك هي حكاية (بلبل الاذاعة) الذي عثر عليه بين الانقاض عاطلا قبل التغيير وكاد ان يظهر للجمهور المشاهد من خلال تواجده في متحف دائرة الاذاعة والتلفزيون انذاك الى جانب الساعة الاثرية للاذاعة ومجموعة من المقتنيات الاثرية للاذاعة والتلفزيون آنذاك .. ولكن ذلك المتحف لم ير النور وبات ذلك البلبل في خبر كان ... ولازال البحث جاريا عنه !!