أنا أحبك، أنا لن أستطع الحياة بدونك، في غيابك ليس لحياتي أي معنى، لا تبتعد عنى، قد لا أعيش إذا فارقتني.. تلك عينة من كلمات الحب التي تتغذى عليها أرواح المحبين والعاشقين حال ذوبانها في أرواح أحبتهم. فالحب يرتفع بهم فوق كل شيء في حياتنا العادية، فلا يرون سوى عالمهم الجميل، الذي خلقه الحب لهم. يتنفسون ويتغذون فيه على كلمات حميمة، حنونة، تتجمل بها أيامهم، يدخرونها ككنوز ثمينة في عقولهم، ثم يستدعونها لتسعدهم في أوقات الملل أو الحزن التي قد يمرون بها، فهي خط دفاعهم الأول والأوحد ضد حياة رمادية يعيشها بقية البشر دونهم. الكلمات الجميلة لها مفعول السحر، تماما كالكلمات القاسية، التي تطفئ الروح، أو تقتل الهمة، لكن الكلمات الجميلة وخاصة كلمات الحب، تضيء النفس كشمس شتاء دافئة، مداعبة، رغم برودة الجو. ولأننا يغيب عنا الكثير جدا من مباهج الحياة، التي تتناولها كالماء والهواء بقية الأمم حولنا، فنحن نفتقد أيضا لأهمية كلمات الحب فى حياتنا، فلا نكاد نسمعها سوى في فترة واحدة في حياتنا، هي فترة ما قبل الزواج، ثم تختفي هذه الكلمات تماما من حياتنا، وكأنها لها دور وحيد وقصير جدا في حياتنا، كشخص دفعنا بقوة لنجرى، فاندفعنا نجرى بسببه، لكننا لم نعد نراه حتى ليشجعنا على بقية مشوارنا الطويل.

فى قاموس الحياة الزوجية أفعال كثيرة تعنى كلمة “أحبك” وأكثر، فمثلا :

أن تجهز الزوجة لزوجها طعاما يحبه، فهذا التصرف معناها :

“أنا أريد أن أسعدك”.

أن يجد ملابسه نظيفة ومكوية بلا أي جدال، معناها “أنا أهتم بك كثيرا”

أن أجدك غير مرتاحا فى نومك، فأضع لك وسادة تحت رأسك، معناها :

“أنا أراقبك لأحقق راحتك”.

أن يلبى الزوج طلبا لزوجته قبل أن تطلبه، معناه :

“ أنتي في قلبي وعقلي”

أن ينتهي النقاش في كل الخلافات بهدوء، وبلا غضب متبقي في القلوب معناه : “هناك حب لا زال يجمعنا”.

“أعتن بنفسك” تعنى : أنا أحبك جدا، وأريدك أن تحيا سليما من أجلى وأجلك ومن أجل حبنا..

لكن الله سبحانه وتعالى لم يخلق لنا حاسة واحدة، بل خلق لنا عدة حواس، لنستخدمها جميعا ونستمتع من خلالها، بكل النعم التي وهبها لنا في الحياة.

فكل إنسان في حاجة لأن يبصر ويسمع ويشعر بالحب بكافة الطرق.

ولو لم يكن للكلمة تأثير، لما حاسبنا الله عليها، ولما كلف ملكين كريمين بكتابة كل ما يخرج من أفواهنا، لذا علينا أن نهتم بسماع كلمات الحب كثيرا

لكننا لن نسمعها، إلا إذا بدأنا بأنفسنا أولا وقلنا ما في قلوبنا، ولم نكتف بأن أفعالنا تتكفل بهذا وتخبر عنا.