بالامس كان التلفزيون العراقي يقدم لمشاهديه سلسلة من الافلام البوليسية وفي مقدمتها (القانون والجريمة) و (شارلوك هولمز) ... ووقتها كنا لا نفهم ان مثل تلك المسلسلات تعلم (الاسوياء) الولوج الى ساحة الجريمة وبعد ان يكونوا متسلحين بالافكار التي تنجيهم من العقاب ... وكما يحصل اليوم حينما باتت اساليب الجريمة معروضة عبر الكثير من الفضائيات حتى بات الجميع عارفين بتلك الاساليب وكيفية الخلاص منها .
وعلى سبيل المثال ان تلك المسلسلات البوليسية المبنية على الادلة الجنائية ألقت بظلالها على السلوك الاجرامي من حيث زيادة (وعي) المجرمين بالاحتياطات المتخذة لتلافي ترك ادلة تدينهم في مسرح الجريمة ومما يذكر ان صار المجرمون يحرصون على استعمال القفازات والتخلص من ملابسهم بعد ارتكاب جرائمهم عن طريق الحرق ... او التخلص من سلاح الجريمة بإلقائه في النهر او البحيرة او البحر .. كما علمتهم تلك المسلسلات البوليسية بتحاشي ترك لعابهم على طوابع البريد او اغلفة الرسائل المستخدمة في الابتزاز!!
ويبقى القول :
ان المسلسلات البوليسية قد ساهمت في التأثير في افكار الناس وفي مقدمتهم هواة ومحترفي الجريمة ...
ولكن المهم ايضا ان نذكر ان الناس باتوا ينظرون باكبار واجلال واهتمام الى العاملين في مؤسسات الطب العدلي والعلوم الجنائية الاخرى حينما تظهرهم تلك المسلسلات مكتشفين للجرائم واصحابها وفق نظرة علمية لا تقبل الشك او التشكك ... وهذه نقطة ايجابية تصب في مصلحة تلك المؤسسات.
ولهذا على العاملين في انتاج مثل تلك المسلسلات البوليسية وفي مقدمتهم المؤلفين ان يراجعوا تلك المؤسسات العلمية للتاكد في صحة ما يكتبونه .. لان اي افكار ومعلومات عن الجريمة خاطئة قد تسيء بشكل او بأخر لمشاهدتها وعندها لات ساعة مندم.