لا شيءَ سوىٰ صَهيلُ الريحِ
خارجَ أَسوَارها .. مَدينَتي
وَ عِواءُ بناتِ آوىٰ
و أصواتٌ أُخرىٰ
لا أَكادُ أُمَيزُها
لَعلَّها هُمومُ الناسِ
تَتَجمهرُ مُعلنةً .. سَخَطها
علىٰ واقعِ المدينةِ المتهالكةِ
بَينُ الفَيّنةِ و الأُخرىٰ
تصرخُ امرأة
ٌ لِتكسرَ جِدارَ الصمتِ المُطبقِ ..
مُفجوعةٌ بفقدانِ أَحدَ بَراعمِ
حَديقةِ بَيتِها ..
شَهيداً يُزَّفُ لمثواهِ الأخيرِ
بِبدلَتِهِ الخاكيةِ المُلطَخةِ بالدَّمِ
وَ عيناهُ مَفتُوحتان
ِصَوبَ مَدينَتِهِ المِظلمةُ
كَقعرِ بئرٍ عَميقٍ
مُتَدثراً بطبقةٍ مِنْ تُرابِ الوطنِ
الذي لَمْ يُفارقهُ مُذْ كانَّ صبيًّا
يَفترشُ الرَصيفَ
ليبيعَ مَا في يَديهِ مِنْ عُلبِ “ الكلِينكْس