سعدون شفيق سعيد كنت كلما اراه وخاصة في بناية المسرح الوطني اجده ذلك الثائر الرافض لكل المفاهيم الكلاسيكية في الفن المسرحي ... حتى انه كان يعلن عن تمرده المشروع امامي وامام الاخرين ... بل يصل الامر به الى الدفاع عن رؤاه الاخراجية المتجددة ... وفي ذات الوقت يكون عاتبا على الصحافة كونها تتجاهله في بعض الاحيان رغم ان منجزه الريادي قد تخطى حدود بلده ... ونال ما يستحقه من ثناء وتقدير هنا وهناك ... الا ان تألمه وبرغم ما حصده من جوائز مهمة في مهرجانات محلية وخارجية يكمن في كل ذلك التجاهل الذي لا يستحقه حتى ان الكبار من الفنانين كان يعتبرونه (متسلقا ومتحديا) لمكانتهم التي وصلوا اليها لكونه لم يزل صغيرا على الفن المسرحي ... الا ان طموحه الذي لا يتوقف يجعله يتنقل بافكاره المتجددة وبفرقته التي اسماها : ( فرقة مسرح المستحيل) من منجز متميز الى انجاز اخر متألق .. حتى جاءنا مؤخرا ليطلق بيانه من مدينة الديوانية تحديدا لما تمتلكه تلك المدينة من ارض خصبة (للميتا مسرح) بما تملكه من طاقة بشرية وبنى تحتية فنية ... ذاك هو الفنان الثائر (انس عبد الصمد) وعن فن ( الميتا مسرح) ذكر الفنان المتجدد ( انس عبد الصمد) بأن (الميتا مسرح) هي تسمية معناها ما بعد المسرح ... وهو اسلوب مسرحي ولد للضرورة الفنية في ظل التطور الحاصل والثورة التكنولوجية .. ثم اضاف (انس عبد الصمد) : لقد وجدنا ان الوقت قد حان لكسر السائد المسرحي ... وايجاد وسيلة تعبير خاصة بعملنا وبأسبقية عراقية مسرحية بقي ان نذكر ان فناننا (عبد الصمد) وبجهوده الذاتية قد اوصل رسالته في فن التمثيل الصامت والتجريب المسرحي الى كل مدن زارتها فرقته الى طوكيو وكوريا وتركيا والمغرب وتونس و (20) مدينة اخرى محلية وعالمية .. حتى ان عدد المتدربين في فرقته ولحد الان قد وصل الى ( 855) متدربا من كل العالم موزعين بين شرق اسيا وافريقيا واروبا والعراق.
|