السوداني: الحكومة ماضية وفق خطة لحصر السلاح بيد الدولة قدراتنا الأمنية عالية ولا يوجد تهديد إرهابي AlmustakbalPaper.net المفوضية: البطاقة البايومترية محصنة إلكترونيا وتستخدم من قبل صاحبها حصرا AlmustakbalPaper.net القاضي زيدان يبحث مع رئيس وأعضاء جمعية القضاء عدداً من القضايا AlmustakbalPaper.net بارزاني والأعرجي يتفقان على أهمية حل القضايا الخلافية بين أربيل وبغداد وفق الدستور AlmustakbalPaper.net النزاهة تتفق مع الإنتربول على الوصول المباشر لمنظومة المطلوبين AlmustakbalPaper.net
عيد المرأة وتاريخ العنف
عيد المرأة وتاريخ العنف
أضيف بواسـطة
أضف تقييـم
هوازن خداج 
منذ فجر التاريخ شكلت المرأة سرا ولغزا صعبا في تحديد وجودها، وتعددت رموز الأنوثة بين المرأة الأم حاملة الحياة واستمرارها التي تميّزت فيها عن الإله الذكر، وبين الأنثى الجميلة المغرية وما رافقها من صفات، واتخذت المرأة ومكانتها وجوها متنوعة، وشكلت في التاريخ القديم لبعض الحضارات عنوانا راسخا وخط اسمها في صفحات التاريخ من ماري وإيبلا وأوغاريت، إلى زنوبيا التي حكمت دولة تمتد من الفرات إلى البحر المتوسط، وأليسار الملكة السورية التي أسست قرطاجة على البحر المتوسط وحفيدها هنيبعل الذي طرق أبواب روما يوم كانت تتحكم بثلاثة أرباع العالم القديم.
انتهى زمن الأساطير القديمة واختلفت صورة المرأة، من الإله الأنثى الموازية للإله الذكر في تنظيم الحياة وخير البشر، إلى المرأة الضلع في حكاية الخلق، وتحولت المرأة إلى خاطئة وهو الذي انهى النظام القديم وأبعد المرأة عن المشاركة باتخاذ القرار لتنظيم المجتمع والسعي إلى الكمال، وافتتح عصر الثقافة الذكورية البحتة على الأرض. وابتدأت بالتوازي حكاية العنف، فالعنف الذي شكل مظهرا من مظاهر الحياة لكل الكائنات رافق مسيرة البشر أينما وجدوا، وتطور مع تطورهم، وتنوعت أشكاله من العنف السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأسري، إلى العنف ضد الأطفال والمرأة والذي كان أكثر تأصّلا، وتعددت وسائله وأساليبه، فالعنف هو القسر والإكراه للقيام بفعل ما أو التوقف عن فعل ما. تنوعت أساليب العنف التي تعانيها المرأة، بدءا بالفم كأول أداة يستعملها الإنسان منذ الطفولة، للعدوان اللفظي كذلك العين واليد، وإننا بمفاهيمنا البسيطة نصف أحيانا الكلمة بأنها جارحة، والنظرة بأنها مميتة، واللمسة بأنها مؤلمة.
وتكثر العناوين المهينة للمرأة ولوجودها من الاستغلال الجنسي والاغتصاب، إلى زواج القاصرات، إلى العنف بأشكاله كافة وانتهاك الحقوق، والتي سجلت حاليا العنوان الأشد فجاجة إذ فتحت أسواق النخاسة والاتجار بالنساء متخطية بما تحمله من معان مهينة على المستويين الجسدي والأخلاقي الأعراف والقوانين والمحرّمات التي أنتجها التطور الحضاري، والتي أسقطت الجميع في فخ التاريخ المنصرم، حيث تسود مملكة الرجل وحكاية السيّد والجارية وتأصيل العنف، فألّا تكون هناك كدمات على أجساد النساء لا يعني أنهن نجون من العنف والقهر الذي يمارس عليهن كل يوم وتعانين بصمت، أو بصوت لا صدى له، في مجتمعات لم تقرّ التعاطي معها حتى الآن كإنسان. أن يكون هناك يوم عيد عالمي للمرأة لا يلغي تاريخا من المكانة الملتبسة التي احتلتها، ولا يعني أنها نالت حريتها وعادت لنديّتها في خلق التوازن المجتمعي، فالمرأة (الأم والزوجة والأخت والابنة) لم تخرج يوما من دائرة العنف وفنونها وشرائعها رغم مظاهر التمدن ومجموعة القوانين التي تعنى بحقوق الإنسان (الرجل والمرأة) والتي تم تبنيها في دول العالم قاطبة، إلا أنها لم توقف الانتهاكات، فصراع المرأة مستمر ليس مع الرجل إنما مع موروث اجتماعي بنيت هياكله في العقول، ولن يتم الخلاص منه إلا بثورة معرفية حقيقية تكسر جدرانه السميكة.
رابط المحتـوى
http://almustakbalpaper.net/content.php?id=15624
عدد المشـاهدات 456   تاريخ الإضافـة 08/03/2016 - 21:11   آخـر تحديـث 09/07/2025 - 21:11   رقم المحتـوى 15624
محتـويات مشـابهة
العيداني: مشروع تحلية مياه البحر سيضع حدًا لأزمة المياه في البصرة
من طهران إلى القـدس الطريق لـم يعد بعيداً
نواب وسياسيون: تحركات بغداد أثمرت ضغطاً عربياً وإسلامياً باتجاه وقف التصعيد في المنطقة
وزارة النفط تنظم ورشة تثقيفية بشان المرأة ودورها في صنع القرار
العراق يدعو إلى احترام سيادة الدول ووقف التصعيد في الشرق الأوسط

العراق - بغداد - عنوان المستقبل

almustakball@yahoo.com

الإدارة ‎07709670606
الإعلانات 07706942363

جميـع الحقوق محفوظـة © www.AlmustakbalPaper.net 2014 الرئيسية | من نحن | إرسال طلب | خريطة الموقع | إتصل بنا