المستقبل العراقي / نهاد فالح
لا يزال النفط المهرب عبر تركيا, المصدر الرئيس لتمويل عمليات «داعش» بالعراق وسوريا, رغم قرار مجلس الأمن الدولي بمنع طرق تمويل الإرهاب وحظر أي نشاط تجاري لتلك العصابات. بموازاة ذلك, اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، تركيا بأنّها «تجري محادثات سرية مع تنظيم «داعش» ، مشيراً إلى أن بلاده «قلقة من الأنشطة التركية على الحدود السورية. وقال مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة جفري فيلتمان، أن «داعش» لا يزال يتاجر بالنفط رغم القرار الأممي بمنع تمويل الإرهاب وحظر أي نشاط تجاري مع «داعش» أو الجهات المرتبطة به. وفي تقرير تلاه خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي , أمس، أعاد فيلتمان إلى الأذهان قدرات «داعش» على حشد طاقات كبيرة وفي وقت قياسي. وقال فيلتمان ان «التنظيم الذي ظهر في سوريا والعراق وتجذر هناك نتيجة النزاعات والفوضى يستغل الموارد المالية وعلاقاته بالعصابات الإجرامية العابرة للحدود بحيث يتمكن من توسيع نشاطه ليشمل مناطق جديدة في العالم». وتابع ان «المصدر الرئيس لأموال التنظيم يأتي من عائدات النفط وغيره من الثروات الطبيعية في المناطق الخاضعة لسيطرته، ومن جمع الضرائب والمصادرات، فضلا عن بيع الآثار المنهوبة، كما يحصل داعش على الأموال التي ترد إليه على شكل تبرعات من الخارج، فضلا عن إيرادات الفدية، واستخدام الإنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي في جمع التبرعات». وذكر فيلتمان في تقريره أن «الأمم المتحدة تلقت من بعض الدول بيانات تشير إلى خطط وطرق يتبعها داعش في تصدير المحروقات، إلا أنه لا يمكن التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل غير منحاز». هذا، وجاء في تقرير صادر عن السكرتير العام للأمم المتحدة نشر نصه عشية اجتماع مجلس الأمن، أن عائدات «داعش» من مبيعات النفط والغاز المنهوب تراوحت العام المنصرم بين 400 و500 مليون دولار. وتبنى مجلس الأمن الدولي، في الـ17 كانون الأول الماضي قرارا يلزم دول العالم بالعمل على تجفيف منابع تمويل الإرهاب وفرض جملة من العقوبات الاقتصادية والمالية على الجهات المتورطة في تجارة النفط والغاز مع «داعش». وتتهم تركيا بالسماح لشاحنات النفط التي يهربها «داعش» من العراق وسوريا بالمرور عبر أراضيها والمتاجرة بها هناك, كما تحدثت مصادر, بان غالبية النفط العراقي, يذهب إلى إسرائيل في نهاية المطاف. بالمقابل, اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، تركيا بأنّها «تجري محادثات سرية مع تنظيم «داعش» للتنسيق في ظروف استمرار الغارات الروسية. وقال لافروف في تصريح صحفي, أن «خطر وقوع محاولة لحل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية بات واقعياً». وأكد ، أن بعض الدول «لا تخفي نيتها المراهنة على الحلول العسكرية في سوريا، في حال فشل المفاوضات السلمية». ومضى لافروف بالقول, يبدو أن هناك دول تراهن على الحل العسكري في سوريا، فيما لو فشلت المفاوضات أو منع انطلاقها»، مشيراً إلى أن تلك الدول تؤكد رهانها بشكل علني مدفوعة بـ»الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد». واوضح إنه يشاطر المستشرق الروسي البارز فيتالي نعومكين تقييمه، «إذ اعتبر أخيراً أن هناك ثلاثة سيناريوهات لتطورات الأوضاع في سوريا، وهي, توصل الأطراف إلى حل وسط خلال المفاوضات في جنيف، أو إحراز الجيش السوري انتصارا عسكريا، أو اندلاع حرب كبيرة بمشاركة عدد من الدول الأجنبية. وأعاد لافروف في هذا الخصوص إلى الأذهان أن موسكو وواشنطن كانتا تصران دائما، بالإضافة إلى الدول الأوروبية، من أجل إدراج عبارة تقول إنه لا حل عسكريا للأزمة السورية بقرار دولي حول سوريا. لكن بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط رفضوا هذه الفكرة قطعيا. وأضاف «أصبح هذا السيناريو (سيناريو المراهنة على الحل العسكري) واقعيا، ونحن نسمع الآن تصريحات عن خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا». وتابع «لقد أوضحت السعودية أنها لا تستبعد الاعتماد على القوات التابعة للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي بادرت إلى تشكيله، في الحرب ضد «داعش»، مشيراً إلى أن «بعض الدول الأخرى أكدت استعدادها لدعم هذه الفكرة». وأوضح الوزير الروسي أنه «في أثناء زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة إلى روسيا ,الاثنين الماضي، ظهرت أنباء عن مشاركة المنامة في هذه الخطة, لكن الملك ووزير خارجيته، نفيا هذه الأنباء وأكدا انعدام أي خطط في هذا الشأن لدى المملكة». |