بغداد / المستقبل العراقي
اتّهم زعيم حزب الشّعوب الدّيموقراطي صلاح الدّين ديميرطاش، المؤيّد للأكراد في تركيا القوات التركية الحكوميّة في ارتكاب «مجزرة»، ذهبَ ضحيّتها مدنيّون في مدينة جيزرة، خلال عملية ضد حزب العمّال الكردستاني، لكن الحكومة التّركية نفت ذلك. وفي خطاب أمام النّواب، قال ديميرطاش، زعيم ثالث قوة سياسية في البرلمان التركي، أنّ قوات الجيش «ارتكبت مجزرة كبيرة في جيزرة، ولا يريدون إعلان ذلك». وأكّد أنّ «بين سبعين إلى تسعين شخصاً»، لجأوا إلى القبو، تعرّضوا إلى هجوم بدبابات، مضيفاً «برأينا، قاموا بقتل كل شاغلي المكان، قامت السّلطات بعد ذلك ببعثرة جثث الضحايا في الشّوارع والبيوت المدمرة (بسبب المعارك)، ليبدو أنّ الجثث كانت هنا أصلاً» بهدف إخفاء فعلتها. من جهته، أشار وزير الدّاخلية التركي أفكان علاء، إلى أنّ هناك «نبأ كاذب» و»تضليل». وأوضح أنّه «ليس هناك شيء خفيّ. المكان لا وجود له، نقوم بهذه العمليات في إطار القواعد الديموقراطية». وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، نفى شن هجوم استهدف مدنيين، مؤكداً أنّ «الدّولة التركية تكافح الإرهابيين فقط، وتفعل ما بوسعها لتجنب وقوع مدنيين» ضحايا. وأعلن الجيش التركي أنّ «عشرة إرهابيين تم شل حركتهم في جيزرة»، من دون أن يشير إلى خسائر بين المدنيين، ما يرفع إلى 750، عدد المتمرّدين الذين قتلوا منذ كانون الأول الماضي. وجيزرة، إحدى المدن الكرديّة، جنوب شرقي تركيا، حيث غالبية السّكان من الأكراد، ويشنّ الجيش والشّرطة منذ شهرين، عمليّات واسعة لطرد عناصر «العمّال الكردستاني»، الذين أعلنوا «عصياناً» في المنطقة، وحفروا خنادق ونصبوا حواجز. وتفيد شائعات تتناقلها وسائل التّواصل الاجتماعي منذ أيّام، أنّ ستين من سكان جيزرة، بينهم جرحى، لجأوا إلى قبو مبنى قتلتهم قوات الأمن في نهاية الأسبوع. من جهة أخرى، قتل متظاهر كردي يبلغ من العمر 17 عاماً في ظروف غير واضحة عندما قمعت الشّرطة تجمعاً في وسط دياربكر، كبرى مدن جنوب شرقي الأناضول، كما ذكر مصدر أمني تركي. وتظاهر نحـــو ثـــلاثـــة آلاف شخص، لإدانة عملية القــوّات التركيّة في جيزرة، التي تخضع لمنع تجول منذ شهرين. واستؤنفت المعارك العنيفة منذ الصيف، بعد فترة هدوء استمرت سنتين بين الجيش والشرطة التركيين من جهة، والمتمردين الأكراد من جهة ثانية. وأدّى استئناف النّزاع إلى سقوط عشرات الضّحايا المدنيين، الذين تقدّر المنظمات الحكوميّة عددهم بأكثر من مئتين، وإلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين. من جهة أخرى، قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية إن أنقرة استدعت السفير الأميركي، الثلاثاء، بعدما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إن واشنطن لا تعتبر «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا «منظمة إرهابية». وتعتبر تركيا الحزب تابعاً لـ»حزب العمال الكردستاني» الذي يقاتل للحصول على حكم ذاتي في جنوب شرقي تركيا، وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي «منظمة إرهابية». وتدعم واشنطن «حزب الاتحاد الديموقراطي» في صراعه مع تنظيم «داعش» في سوريا. وكان كيربي قال، عند سؤاله عن الاختلاف في الرأي بين البلدين العضوين في حلف شمال الاطلسي «كما تعلمون... نحن لا نعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية».إلى ذلك، انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان دعم الولايات المتحدة العسكري لحزب الاتحــاد الديموقراطـــي الكردي السوري، مـعـتـبـــراً أن «واشنطن عجزت عن فهم طبيعة الحزب الحقيقية التي أدخلــــت المنطقة في بحر من الدم». وتوجه اردوغان، خلال خطاب ألقاه أمام مسؤولين إقليميين في أنقرة، بسؤال للإدارة الأميركية قائلاً: «هل أنتم إلى جانبنا أم إلى جانب منظمة الاتحاد الديموقراطي وحزب العمال الكردستاني الإرهابية؟» مشيراً إلى وجود علاقة تجمع «الإتحاد الديموقراطي» بحزب «العمال الكردستاني»، الذي يقاتل أنقرة منذ ثلاثة عقود للحصول على حكم ذاتي للأكراد جنوب شرقي البلاد. من جهة ثانية، أكد اردوغان أن «تركيا أنفقت عشرة مليارات دولار على أزمة اللاجئين السوريين، بينما لم تقّدم الأمم المتحدة سوى 455 مليونا»، معتبراً الوضع في سوريا بأنه «تهجير قسري» و»مذبحة».وكانت تركيا استدعت السفير الاميركي في أنقرة جون باس غداة تصريحات للمتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي، اعتبر فيها أن حزب «الاتحاد الديموقراطي» ليس حركة «ارهابية»، مشيداً بمساهمته في الحرب على تنظيم «داعش». |