عدنان جواد بعد ان كنا نقول ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية ثابته ، وان تغيير الرؤساء لا يغير شيئاً من مواقفها، لكن اليوم يبدوا الامر تغيير فأصبح واضحاً ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية بقيادة ترامب، تختلف بل تخالف سياسة الولايات المتحدة الامريكية السابقة، ان صورة ان اسرائيل هي من تقود امريكا والعالم، وان اذا قال نتنياهو قال بايدن قد اختلف، وان بايدن وقادة الدول الغربية قالوا نحن صهاينة وحتى بعض قادة الدول العربية صرح اعلامهم بها ومواقفهم وان لم يقولوا بصريح العبارة، و لولا الدعم الامريكي والغربي لإسرائيل لانهارت خلال اسابيع من الحرب، وان عنجهية وتهور وغطرسة قادة اسرائيل وعلى راسهم نتن ياهو جاءت من هذا الدعم اللامحدود، وهو لازال يتصرف على ضوء تعامله السابق، بالاعتماد على لوبي العولمة الذي تقوده الصهيونية اليهودية والشركات الخفية للعولمة، وهذا اللوبي الذي يحاول عرقلة الاتفاق النووي مع ايران، ويشعل الحروب والفتن في الشرق الاوسط والعالم، انكشفت ادوات هذا اللوبي وادواته من زلينسكي الى اوردغان الى ماكرون وقبلهم بايدن وبعض قادة العرب، هذا اللوبي اصبح مكروهاً في عقر داره من قبل الشعوب الغربية وامريكا نفسها للجرائم التي ترتكب باسم الحرية والديمقراطية وان اسرائيل دولة ديمقراطية وان اليهود اناس مظلومين ، وسبق لهتلر ان حرقهم وحالياً تحاربهم ايران وحماس وحزب الله والحوثيون، وان دعاياتهم الاعلامية الضخمة كشفتها جثث الاطفال والنساء المتفحمة ومقطعة الاشلاء والالاف من الشهداء والجرحى، في البداية ترامب وحتى لا يكشف سياسته التي سوف يتبناها سار على نهج بايدن في الاعلان في دعم نتنياهو وتزويده بالأسلحة الثقيلة والمنظومات التي تتصدى للصواريخ الفرط صوتية ،واستمر بضرب اليمن لأنها ذراع من اذرعة ايران حسب اعلام اسرائيل، لكنه وجد نفسه يقصف جبال وبدون اي تأثير يذكر وانه يستنزف قواته ويكشف نقاط ضعفه امام عدوه الحقيقي الصين فأوقف الحرب مع اليمن، واكتشف ان حماس ليس مجموعة اشخاص متطرفين ذوات افكار ارهابية كما يصورهم نتن ياهو والاعلام الاسرائيلي ، وانما هي امة بذاتها ولها وجود على الارض، وان اسرائيل رغم كل مجازرها وقوتها وتجويعها فشلت عن اخضاعها مع شعبيتها في غزة وفلسطين والعالم. الترامبية كما يسميها الكاتب اللبناني ميخائيل عوض هي مشروع امريكي قومي لم يعد بحاجة للوبي الصهيوني واسرائيل لأنها اصبحت عبء عليها، وان الامركة ولوبيها الجديد بدا فعلاً في تقليم اظافر وفيما بعد اذرع لوبي العولمة وحكومة الشركات، بإلغاء وكالة التنمية العريقة في التي تم تأسيسها في الخمسينات، والتي كان لها الدور الفعال في اشعال الحروب واسقاط الانظمة وتغيير سياسات وتوجهات شعوب بأكملها، ترامب وفريقه يريد تغيير صورة امريكا بانها تهيمن على الدول وتأخذ ثرواتها وانها تخضع العالم بقوتها العسكرية ونفوذها، هذه السياسة سوف لن تكون ناجحة في قادم الايام وقد شاهدنا كيف تغير الطائرات المسيرة والطائرات الشراعية والهجمات الالكترونية السيبرانية مسار حروب وراينا الحرب الاخيرة بين باكستان والهند واوكرانيا وروسيا واليمن وكيف تصدت لإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وبما يمتلكانه من اسلحة فتاكه، فهي حولت العملاق الى عاجز عن الحركة والتأثير وهي دولة يراها العالم المتقدم متخلفة، هذا التحول سوف ينقذ الولايات المتحدة الامريكية من الافلاس وتضخم الدولار وفقدان مكانتها في قيادة العالم، وانها تستغل نفوذها السابق بتبادل المصالح مع الدول، وترامب لا يريد الحروب وقد اعلن عن ايقاف الحرب بين الهند وباكستان، ويقود مفاوضات لإنهاء الحرب بين روسيا واوكرانيا، ويخلق حلفاء جدد بعد ان كانوا اعداء. التساؤل هل يفاوض ايران ومحور المقاومة وهو جاد في التفاوض والوصول الى اتفاق بعد ان صورت ايران بانها عدو العرب الاول بدل اسرائيل؟ وصارت قناعة لدى العديد من شعوب المنطقة بان ايران عدوتهم نتيجة الاعلام المزيف الذي سوقه لوبي العولمة وادواته، في حين ان ايران لم تطلق صاروخ او تهدد اي دولة عربية!!، وهي المدافع الاول عن القضية الفلسطينية، المعطيات والخطوات العملية للسياسة الامريكية الجديدة بقيادة لوبي الامركة ، تقول نعم سيفاوض وسيصل الى اتفاق فهو لا يريد ايران ان تمتلك قنبلة نووية وايران هي نفسها لا تريد ذلك بفتوى من قائدها ، وان توجهات ترامب ضد العولمة والشذوذ الجنسي والتفاهة والانحلال الاخلاقي تتفق مع توجهات القيادة في ايران، وانه سوف يتفق مع حماس وسوف يفاوضها بنفسه، لأنه يرى منهج اسرائيل في القضاء على حماس قد فشل والولايات المتحدة الامريكية تدفع الثمن، وربما يدعو لمشاركتها في الحكم واعمار غزة ويدعو اسرائيل للقبول بحل الدولتين او قطع الدعم عنها، واسرائيل بدون دعم واسناد امريكا سوف تسقط بسرعة، وان تفوقها الجوي واستخدامها التكنلوجيا المتطورة من ذكاء صناعي وغيره لم تعد تنفع، فها هم المقاومون في حماس ومن نقطة صفر يدمرون الاليات ويقتلون الجنود وبصورة يومية، فاذا استمرت اسرائيل بسياستها العدوانية سوف تنتهي بلا شك، واما سياستها مع دول الخليج فستستمر بتبادل المصالح فهي دول اعتمدت على بريطانيا ومن بعدها امريكا منذ تأسيسها والى اليوم والسعودية سوف تحصل على المفاعل النووي السلمي رغم معارضة اسرائيل حتى لا تذهب باتجاه الصين. |