كاظم الح بهاء الخزعلي سن *المقدمة: لكي نفند ادعاء الكيان الصهيوني أن حزب الله هو من كان خلف حادثة مجدل شمس سنذكر عدة دلائل على كذب تلك السردية أهمها… أولاً: الكيان الصهيوني وبأكثر من حادثة يشير و يعترف أن رمات حزب الله ماهرون. ثانياً: أن حزب الله عندما يستهدف المستوطنات الصهيونية رداً على استهداف المدنيين في لبنان يعلن عن استهداف تلك المستوطنات. ثالثاً: منذ طوفان الأقصى إلى اليوم لم تستهدف اي قرية تابعة للأخوة الدروز فكيف يستهدف الحزب مجدل الشمس التي كل عام يتظاهرون مع الشعب السوري ويرفعون اعلام الجمهورية السورية. رابعاً: بلدة مجدل شمس لم تهود ورفضت التجنيد الأجباري من قبل الجيش الصهيوني. خامساً: حزب الله في أغلب الهجمات يستهدف المواقع العسكرية و أقرب مركز عسكري للنقطة المستهدفة في مجدل شمس يبعد ثلاثة كيلومتر فقط وكان بإمكان حزب الله إن أراد استهداف بتلك المنطقة أن يستهدف ذلك المركز العسكري الصهيوني. سادساً: ادعاء الكيان بأن الصاروخ الذي تسبب بتلك المجزرة من نوع (فلق) هو ادعاء كاذب بحسب تشخيص الأضرار فقطر الحفرة التي تسبب بها الصاروخ لا يتناسب مع حجم رأس صاروخ فلق الذي يزن خمسين كيلو في حين يبلغ الرأس المتفجر لصاروخ القبة الحديدية أحد عشر كيلو فقط. سابعاً: أن أهالي مجدل شمس طردوا وزراء الكيان وبعض قادته الأمنيين عندما حضروا للمشاركة في عزاء شهداء تلك الحادثة و حملوهم الذنب بل وجهوا لهم الاتهام والمسؤولية عن ما حصل. ثامناً: في عام ٢٠٠٦ عندما سقط صاروخ بالخطأ أطلق من حزب الله على أحد القرى الدرزية ظهر سماحة السيد حسن نصر الله وقدم اعتذار لأهالي تلك القرية وطلب منهم الدخول الى الملاجئ. *فرضيات الحادثة: هناك فرضيتين لهذه الحادثة… الأولى: أن حزب الله أراد استهداف مركز عسكري وتصدت القبة الحديدية لصاروخ الحزب وفشلت وسقط صاروخ القبة الحديدية على تلك القرية، وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل بها القبة الحديدية بذلك الشكل بحسب تصريحات شهود عيان من أهالي قرية مجدل شمس. الثاني: أن يكون جيش الاحتلال الصهيوني افتعل تلك الحادثة لسببين الأول للضغط على أهالي قرية مجدل شمس لحثهم للانخراط في صفوف جيش الاحتلال لانه يعاني من نقص في العديد. والثاني توظيف تلك الحادثة في المفاوضات في اجتماع روما الذي سيضم رئيس الموساد و نظرائه من قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية. *مواقف وتصريحات مؤشرات التصعيد أو عدمه: بعد حادثة مجدل شمس توالت التصريحات التي من خلالها بإمكاننا تحديد جهوزية و إقبال كل الأطراف للتصعيد من عدمه، وأبرز تلك التصريحات… ١- تصريح بلينكن: “نحن ملتزمون بحفظ أمن اسرائيل لكن لا نرغب بالتصعيد”، وهنا نفهم من هذا التصريح ذو الوجهين أن الولايات المتحدة الأمريكية غير جاهزة للانخراط بحرب ضد لبنان أو محور المقاومة تحسباً لتبعات تلك الحرب، رغم أن الكيان الصهيوني قد يرى أن ذلك التصريح بمثابة ضوء أخضر لاستهداف لبنان لكن ليس بحرب شاملة بل ضربة محدودة ومؤثرة. ٢-تصريح سفير إيران في لبنان السيد أماني: “نحن لا نتوقع أن الكيان الصهيوني سيشعل حرب شاملة، ولا نريد أن تنجر المنطقة لتلك الحرب، ولا نخاف أن ندخل بحرب شاملة”، وهذا التصريح يعتبر بمثابة تهديد مباشر للولايات المتحدة الأمريكية لتضغط على الكيان الصهيوني وتكبح جماحه. ٣-تصريح المتحدث بأسم وزارة الخارجية الإيرانية: “أن أقبل الكيان على أي فعل احمق عليه أن يتحمل نتائج ذلك الفعل بالكامل”، وهذا التصريح يعتبر تهديد مباشر للكيان بأنها ستدفع اثمان غالية في حال ارتكبت اي اعتداء خارج قواعد الاشتباك الحالية. ٤-تصريح رئيس كتلة الوفاء اللبناني النائب محمد رعد: “أن حاول الكيان إشعال حرب مفتوحة فنحن نتوعده بالزوال”، وهذا التصريح يدل على أن حزب الله على أتم جاهزية لتلك الحرب، وأنهم بالفعل درسوا خيارات الاعتداء الصهيوني، ولديهم بنكَ أهداف معد مسبقاً سيتم استهدافه بالكامل، وأن الحزب لن يضع اعتبار لأي سقف أو قواعد اشتباك في تلك الحرب. ٥-تصريح أردوغان : “نحن بإمكاننا التدخل في اسرائيل كما فعلنا في كرباخ وليبيا ولا شيء سوف يمنعنا”، وهذا التصريح يأتي بمثابة تحذير من أن يقدم الكيان على اتخاذ أي خطوة اتجاه لبنان قد تفتح حرباً شاملة، وعلى الرغم من أن أردوغان لديه تصريحات سابقة على غرار هذا التصريح لكنها كانت كلمات فقط لكن في هذا التصريح يوضح لنا أن أردوغان قرء المشهد العالمي بشكل كبير ويرى أن الولايات المتحدة الأمريكية بتراجع مستمر دولياً و أن الكيان قد ينكفي فلابد من وجود ممثل فاعل للمذهب السني في المنطقة ولا تجني ثمار النصر المقاومة الشيعية فقط. ٦- تفويض الكابينت لنتنياهو وغآلانت لاتخاذ القرار: هذا التفويض أشبه بتفويض الدول الإسلامية في مؤتمر الرياض لمصر والأردن باتخاذ قرار الحرب على الكيان، الحقيقة أن الصراع الحاصل بين نتنياهو وغآلانت كفيل بالتراجع عن الذهاب لحرب مفتوحة وأقرب للذهاب باتجاه تنفيذ ضربة محدودة فقط. ٧-امتناع سموتريتش وبن غافير عن التصويت في الكابينت: امتناع هذه الشخصيتين عن التصويت جاء لسببين مهمين الاول معرفتهم بالصراع المستمر بين نتنياهو وغآلانت قد يذهب باتجاه ضربة محدودة، ولعلمهم أن الضربة المحدودة بنفس الوقت يجب أن تكون مؤثرة في حزب الله، ولأن تحديد هذه الضربة يعتبر مشكلة الكيان لأنهم يخافون أن ينفذوا ضربة عسكرية قد يعتبرها حزب الله خارج قواعد الاشتباك فيكون الرد من حزب الله كبير جداً، وذلك سيستغرق وقت لتحديد الهدف الذي سيستهدفه الكيان، أو أن نتنياهو وغآلانت سيتفقان على ضربة محدودة غير مؤثرة تهز من المكانة العسكرية للكيان الصهيوني في المنطقة. أما السبب الثاني فأن سموتريتش وبن غفير كلاهما يدفعون باتجاه استهداف لبنان بشكل موسع حتى وإن كانت حرب مفتوحة لأنهم من اليمين المتطرف وكلاهما يعتبر اي عملية عسكرية للكيان الصهيوني لا تخضع حزب الله يكون لها ارتدادات على مكانة الكيان الصهيوني في المنطقة. |