ماجد الشويلي نحن أمام منهجيتين في بناء الدولة. إحداهما هي الأغبى على الإطلاق؛ إذ يرى بعضهم أن الشعب العراقي لا طاقة له على التخلص من الهيمنة الأمريكية، بوصفه شعب منهك ومرهق ويَفْتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة التي تمكنه من تحمّل تبعات المواجهة مع المشاريع الصهيو–أمريكية في المنطقة. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أنه لا بد من مسايرة قوى الاستكبار ، ريثما تتحقق القدرة الكافية، والوعي اللازم للمواجهة. متناسين أن أمريكا –على وجه الخصوص– ليست غبية إلى هذا الحد حتى تترك البلد في بحبوحة من الاستقرار ليتقوّى على مواجهتها بعد ذلك، دون أن تُغلق عليه منافذ الخلاص من كل حدب وصوب. أما المنهجية الأخرى فهي التي ترى أن مسايرة أمريكا والاسترسال بتقديم التنازلات لها ينشئان تحولات كبرى في منظومة الوعي الجماهيري والمزاج الشعبي، بنحوٍ قد تنقلب فيه قيمهم لصالح المهيمن والمحتل. ولذا فإن المبادرة إلى الممانعة ، وخلق العراقيل في طريق التماهي مع هذه العلاقة غير المتكافئة هو السبيل الأمثل، على أن تكون المعارضة والمقاومة بشكلٍ تدريجي وتصعيدي، مستصحِبةً معها الارتقاء بقناعة الأمة وإيمانها بأن تحقيق الرفاهية والاستقرار وهناء العيش يكمن –في حقيقته– بهذه المنهجية التي أثبتت التجارب المتراكمة والواقعُ المعاشُ أن كلفة المساومة فيها أكبر بكثير من كلفة المقاومة… |