محمد السوداني في خضم الحراك السياسي المتصاعد، عاد البعض لطرح أحاديث غير واقعية بشأن إمكانية ترشيح شخصية من داخل الإطار التنسيقي لتكون بديلاً عن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. إلا أن هذه التكهنات لا تتعدّى كونها أضغاث أحلام ومجرد مناورات سياسية تهدف إلى جسّ نبض الشارع ومحاولة خلق ضبابية في المشهد، دون أن تمتلك أي أسس واقعية أو حسابات منطقية يمكن البناء عليها. فالحديث عن “جولات مكوكية” مزعومة يقوم بها قادة الإطار على القوى السياسية السنية والكردية بغية توزيع المناصب أو تسويق مرشح جديد—لم يُكشف عنه حتى الآن—ليس إلا محاولة لإشغال الرأي العام بسيناريوهات لا تمتّ للواقع بصلة. لأن الواقع السياسي، كما أثبته الشارع وكما تؤكده المعادلات النيابية، يمضي في اتجاه مغاير تماماً. الشعب قال كلمته… والصناديق لا تُجادل ما يغفل عنه مروّجو هذه الشائعات هو أن الشعب العراقي قد قال كلمته بوضوح عبر صناديق الاقتراع، ومنح ثقته لرئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، القادم من رحم الإطار التنسيقي، والذي أثبت خلال الفترة المنصرمة أن رصيده الشعبي والسياسي أكبر من أن تهزّه تكهنات أو إشاعات. فالسوداني اليوم لا يستند فقط إلى نتائج الانتخابات، بل يستند كذلك إلى مقبولية داخلية واسعة ودعم خارجي ملحوظ، إضافة إلى قدرته على تحقيق توازن دقيق بين متطلبات المرحلة واستحقاقات الواقع العراقي المعقد. إنجازات ملموسة لا يمكن تجاوزها بعيداً عن لغة الشعارات، قدّم رئيس الوزراء خلال فترة قصيرة إنجازات واضحة ونجاحات قابلة للقياس، سواء على مستوى البرنامج الحكومي الذي تميّز بالوضوح والصراحة، أو على مستوى التطبيق العملي الذي شهد تقدماً في ملفات خدمية واقتصادية وإدارية طال انتظارها. فالحكومة واصلت العمل على تحسين الخدمات الأساسية و ضبط مسارات الإنفاق ومكافحة الفساد و دعم القطاعين الخاص والعام وكذلك تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية للعراق. هذه الإنجازات جعلت السوداني يتمتع بموقعٍ سياسي يصعب تجاوزه أو القفز فوقه. من يروّج لبديل… يتهرّب من الواقع إن كل ما يُطرح عن بديلٍ جاهز أو مرشح مكتوم، ليس سوى محاولات لإرباك المشهد وإظهار وجود خلافات داخل الإطار التنسيقي، فيما أثبت الواقع أن الإطار موحد في رؤيته، وقادر على إدارة مصالحه السياسية بأدوات مؤسسية لا بمناورات الظل. إن المرحلة المقبلة تتطلب الاستقرار والتنفيذ لا التغيير والارتباك، وتتطلب تعزيز المنجز لا العودة إلى نقطة الصفر. وهذا ما يدركه الفاعلون السياسيون قبل غيرهم، وما يعيه الشارع العراقي جيداً. بالتالي إن مشروع استبدال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن كان واقعيا فهو ليس إلا حركة سياسية عقيمة لن تغيّر حقيقة أن رئيس الحكومة يمتلك شرعية انتخابية وشعبية وسياسية لا يمكن تجاوزها. وأن الحديث عن بديل مفترض يعكس رغبة لدى البعض في تحريك المياه الراكدة، لكنه لا يعكس واقعاً سياسياً قابلاً للتحقق. فالسوداني الذي فرض نفسه من خلال أداء واضح وبرنامج حكومي صريح، لا يواجــــــه منافسة حقيقية، بل يواجه حديثًا إعلاميًا فضفاضًا… سرعان ما سيذوب أمام صــــلابة الوقائع التي صنعها على الأرض. |