محمد السوداني 

مع كل تأخير يمرّ على مسار تشكيل الحكومة، تتزايد الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية على الدولة العراقية، ويتسع هامش القلق الشعبي من مستقبل المرحلة المقبلة. إن العراق يقف اليوم أمام لحظة مفصلية، لا تحتمل التلكؤ ولا التجريب، وهو ما يجعل الإسراع في حسم ملف تشكيل الحكومة واجبًا وطنيًا وسياسيًا لا يمكن التراجع عنه.

اختيار رئيس الوزراء… معايير لا مجاملات

مرحلة ما بعد الانتخابات تفرض على القوى السياسية، وبالأخص الإطار التنسيقي، أن تتعامل مع منصب رئيس الوزراء بوصفه مفصلًا أساسياً للدولة وليس موقعًا سياسياً تقليديًا. فمن غير الممكن، سياسيًا أو مهنيًا، وضع مقارنة بين السيد محمد شياع السوداني وبين الأسماء التي تسربت إلى الإعلام، فالمعايير التي تُبنى عليها الدولة ليست «اختبار أسماء»، بل كفاءة وإنجاز وتجربة وشخصية قادرة على إدارة الدولة في ظروف معقدة.

وقد أثبتت التجربة أن الدول لا تُدار بردود الأفعال، ولا بالمساومات اللحظية، بل بالاعتماد على سجل الإنجازات الواقعية والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص. ومن هنا يكون معيار المنجز هو الفاصل الحقيقي بين المرشح القادر على قيادة المرحلة والمرشح الذي يُخشى أن يتحول إلى عبء على الدولة.

الإطار التنسيقي… مسؤولية اختيار التاريخ

الأقطاب المؤثرة داخل الإطار التنسيقي تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي تعلم أن اختيار رئيس وزراء لا يملك رصيدًا من العمل التنفيذي الجاد سيعدّ انتحارًا سياسيًا، بل وسيقود البلاد إلى نفق مظلم يعيد إنتاج الأزمات بدل حلّها.

وبالرغم من وجود بعض الإشكالات مع السيد السوداني – كما تتداول بعض الأوساط – إلا أن حكمة وحنكة قادة الإطار تجعلهم أبعد ما يكون عن خيار ينسف ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية، خصوصًا في ظل الحاجة إلى استمرار النهج الإصلاحي والتنموي الذي بدأ يؤتي ثماره.

السوداني… المرشح الأوفر حظًا وفق المعطيات

المتابع للمشهد السياسي والتنفيذي يلحظ أن السيد محمد شياع السوداني يبقى الأوفر حظًا، ليس فقط بسبب مقبوليته السياسية والشعبية، بل لأن معطيات الأداء، والإدارة، والملفات الخدمية، والتنظيم التنفيذي تضعه في مقدمة المرشحين القادرين على قيادة حكومة فعّالة وقادرة على مواجهة تحديات المرحلة المقبلة.

لقد أثبت السوداني، خلال تجربته، أنه يمتلك القدرة على إدارة ملفات معقدة بحرفية وتحقيق منجزات ملموسة في الخدمات والاقتصاد والإدارة والتواصل مع الشركاء السياسيين بلغة منفتحة وكذلك الحفاظ على توازن العلاقات الخارجية بما يخدم مصلحة العراق.

ختاماً إن العراق اليوم أمام لحظة تستوجب قرارات جريئة ورصينة. وعلى الإطار التنسيقي ولجانه المختصة أن يذهبوا نحو اختيار الرجل المناسب في المرحلة المفصلية ، لأن أي تراجع عن معيار الكفاءة سيكون ثمنه باهظًا على الدولة والشعب معًا.

وفي ضوء ما هو متاح من معطيات، وما تحقق على الأرض، وما يحتاجه العراق من قيادة تنفيذية قوية، يبدو بوضوح أن السيد محمد شياع السوداني هــــــو الخيار الطبيعي والواقعي والمنطقي للمرحلة المقبلة… خيار تُحتّمُه الحكمة، وتفرضه المصلحة الوطنية العليا.