محمد السوداني في كل مرحلة حساسة من تاريخ أي دولة، يخرج إلى السطح من لا يرى في السياسة سوى وسيلة للفت الأنظار وجني المكاسب الشخصية، هؤلاء هم المطبلون، الذين يتقنون مهارة الضجيج والتضليل أكثر من قدرتهم على خدمة الشعب أو المساهمة في بناء مؤسسات الدولة. ومع اقتراب الحديث عن ولاية ثانية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تتسارع محاولاتهم لإطلاق الإشاعات إلى العنان، وتزييف الوقائع بشكل ممنهج يهدف إلى التشويش على الرأي العام وإرباك الشارع السياسي. هؤلاء المطبلون لا يقدمون أي رؤية أو برنامج، بل يختلقون الأكاذيب، ويضخمون الأحداث الصغيرة، ويحاولون تحويلها إلى ملفات ضخمة من التحامل والاتهامات، في مسعى واضح لإضعاف الثقة في القيادة القائمة. الإشاعات التي يطلقونها ليست بريئة، بل هي أدوات مدروسة تهدف إلى زرع الشك في نفوس المواطنين وتشويه الحقائق، لخلق بيئة من القلق وعدم الاستقرار، في محاولة يائسة لإيقاف مشروع التقدم والإعمار والتنمية. لكن الواقع أثبت أن الشعب اليوم ليس كما كان في الماضي، فهو يمتلك أدوات الوعي والفهم، ويقرأ بين السطور، ويستطيع التفريق بين من يقدم خدمة حقيقية، وبين من يروّج للأكاذيب والخيالات. المواطنون صاروا أكثر حنكة، وأكثر قدرة على التمييز بين الإنجازات الملموسة وبين الكلام الفارغ، مما يجعل أي محاولة للتشويش من المطبلين مجرد ضجيج مؤقت، لا أثر له على مسار الأحداث الحقيقية. إن ما يفعله المطبلون ليس سوى سلاح الضعفاء والخائفين. فكلما ازدادت فرص النجاح والاستقرار لولاية ثانية، ارتفعت أصواتهم بشكل هستيري، محاولين إيهام الشارع بأن الأمور على شفا أزمة، بينما الحقيقة على الأرض هي عكس ذلك تمامًا. هذا الأسلوب المكشوف في التضليل يعكس خوفهم من المستقبل، ووعيهم بأن الشعب لن ينجرف وراء الإشاعات، وأن إرادة الناس لا يمكن تزييفها بالكلمات الجوفاء. وعلى الرغم من الضوضاء المستمرة، يبقى معيار الحكم النهائي هو الإنجاز والممارسة الواقعية على الأرض، وليس الأقاويل أو البيانات المصممة في غرف مغلقة. فالتاريخ لا يُكتب بالكذب ولا بالشائعات، بل بما يتحقق على أرض الواقع، وبما يتركه القادة من أثر ملموس في حياة الناس ومجريات الدولة. وإذا كان المطبلون يراهنون على التشويش لوقف الولاية الثانية، فإنهم بذلك يكشفون ضعفهم، ويثبتون أن أدواتهم في مواجهة الحقائق غير مجدية. بينما الشعب، الذي اختبر وأراد التغيير وأكد استعداده لدعم المشاريع الوطنية، لن يسمح لضجيجهم بأن يغيّر قراره، ولن يسمح لأكاذيبهم بأن تشوش على تقييمه للإنجازات. إن مواجهة المطبلين تتطلب وعيًا مستمرًا، ومتابعة حقيقية لما يتم على الأرض، وعدم الانجرار وراء الشائعات، ومراقبة ما يقدمه المسؤولون من أعمال ملموسة وخطط واضحة. فالشارع العراقي اليوم يعرف قيمته، ويدرك تمامًا أن من يسعى للتشويش لن يكون له دور في رسم مستقبل البلاد، وأن من يقدم مشروعًا واضحًا، ومنجزات حقيقية، سيبقى دائمًا في صدارة المشهد السياسي، مهما حاول المطبلون الكذب والزيف. في النهاية، تبقى الحقيقة هي الفيصل، وتبقى الإنجازات هي الحكم، وتبقى إرادة الشعب هي القادرة على الفصل بين الحقائق والخيالات. ومهما كذب المطبلون، ومهما زيفوا، سيظل الشعب العراقي على دراية بما يحققه قادته، ولن ينجرف خلف الضوضاء والأكاذيب، فالتاريخ والأجيال القادمة لن تكتب إلا بما تحقق على الأرض، وليس بما اختلقه بعض المطبلين لإرباك المشهد السياسي. |