مانع الزاملي الانتخابات هي ممارسة رسمية لاختيار شخص لتولي منصب رسمي تشريعي ،وهي حق لكل شخص بلغ السن القانوني الذي يؤهله للمشاركة في التصويت ، وتأتي اهمية المشاركة في الانتخابات لكونها تحدد نوع واهمية السلطة التنفيذية التي تنبثق عنها لأدارة شؤون البلد، فلا يعقل ان يتجاهل انسان عاقل ويعيش في الوطن نوع الحكم واهميته ، لأنه من خلال الحكومة تطبق وتنفذ التشريعات بشقها العملي على ارض الواقع ، يضاف الى ذلك التعايش مع العالم من خلال هيئة حكومية تنبثق عنها وزارات وهيئات تتواصل مع المجتمع الدولي ، وجرت العادة ان يكون المكون الاكبر هو من يتصدر قيادة البلاد لأنه مصادرة رأي الاكثرية يفضي لظلم ومصادرة للحقوق كما جرى في ايام حكم الديكتاتورية المقيته ، وعندما غاب التمثيل الرسمي والمؤثر جرت عمليات هضم الحقوق والاعتداء، وسفك الدماء دون مسوغ قانوني ، ولا اخلاقي ، وتصدر المكون الاكبر لقيادة البلد لا يعني بالضرورة مصادرة حقوق الاخرين ،رغم ما حصل من تلكؤ للمشاريع التي يفترض القيام بها لخدمة المواطن جراء معارضات ومناكفات واعتراضات من الاخرين ، مما جعلنا ندور في حلقة مفرغة فقدنا فيها التقدم والسيادة معا لعقدين من الزمن ، فهناك من يعارض فكرة الاستقلال بحجج حمايوية مزعومة ، لأن الحصول على نصاب ملزم لايتحقق عندما تتباين وتختلف المواقف ، ورغم ان المشاركة في الأنتخاب حق دستوري وقانوني فللمواطن اذن حرية الامتناع عن المشاركة لسبب معين او بدونه ! لكن ترك المشاركة وان كانت حقا تصطدم بضياع حق دستوري ربما يؤدي لفشل في تحقيق امن ومصير غالبية ابناء الشعب عليه فالمشاركة تأخذ طابع حيوي مهم لتقرير مصير الشعب . وان تحجج البعض بعدم المشاركة في الانتخابات بسبب وجود فاسدين لايصمد امام الدليل الذي يقول ( هب ان هناك نسبة من الفاسدين بين المرشحين ، فهل يعني هذا لايوجد صالحين وثقاة يمكن التصويت لهم مع ان لكل حزب او كتله قدمت بحدود خمسين مرشحا لخوض المنافسة ، فهل يعقل ان لانجد عددا صالحا من هذا الكم الكبير ! اذن انتخاب الاصلح يقضي على فرضية الفساد رغم واقعيتها ، علينا ان لاننشد المثالية في انتخاب الاصلح بحجة ان سلوكه لايتطابق مع سلوك الأئمة والصالحين وهذا فرض صعب مستصعب ، لكن نقول لابد ان يحرز المرشح الذي نصوت له مقبولية تطمئن له النفس وهذا هو المراد ، لاشك ان هناك اجندات ودول واشخاص تحاول اجهاض عملية الانتخابات لأسباب تتعلق بمصالحهم وانانياتهم ولذا نسمع ونرى منهم عمليات تشكيك ممنهجة لعرقلة او افشال الانتخاب وهذا يتطلب وعي سياسي شعبي يجهض هكذا محاولات لاتريد الخير ، وهنا يبرز سؤال وهو : هب اننا سلمنا جدلا بعدم المشاركة وانجاح الانتخابات اذن ماهو البديل ؟ هل الديكتاتورية هي البديل ؟ ام ترك البلاد دون قيادة صالحه تقود الناس دون تصويت ! وكيف يكون الاجماع على القبول بذلك وهی فافدة للسند التشريعي والقانوني والعرفي ! اذن الانتخاب والمشاركة في انتخاب مرشحين صالحين هو الطريق الذي سيصار اليه بعد ايام معدودة قادمه ، على امل ان نعيش عرسا ديمقراطيا صاخبا وحضورا لافتا كما عودنا شعبنا في كل مرة . |