كتب / متابع منصف الخدمة الوطنية تمثل تجربة إنسانية ثرية من حيث تطوير الذات وتقوية الإرادة وتعزيز روح المواطنة الولاء والانتماء، وتعزيز الهوية ثقافية الوطنية وبناء الشخصية القادرة على حماية الاوطان وإدراك مفهوم المواطنة الحقيقية باعتبار أن ثقافة الدفاع عن الأوطان لا تعني كسب جوانب أخرى، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية الوطنية كشعور عميق بالانتماء والولاء للوطن، فالوطنية هي فلسفة حياة وممارسة يومية تتجلى في سعي المواطن والمسؤول لخدمة مصالح وطنه والدفاع عنه، إنها تعني الاعتزاز بتراث الوطن وحضارته والعمل على تنميته وإزدهاره في جميع المجالات. وعندما نتحدث عن مسيرة وطننا نجد العديد من الجوانب المشرق التي انفرد بها رجال نذروا أنفسهم من أجل عزة الوطن وتقديم كل ما من شأنه إعلاء صرحه الشامخ أخذين بنظر الاعتبار الممارسة الإيجابية بطريقة أكثر فاعلية في مؤسسات الدولة والتكيف مع متغييرات الحياة يوما بعد أخر. والتفكير الإستراتيجي لتطوير دوائرهم نحو الأفضل ومن مؤسسات الدولة نجد حالات يجب التوقف عليها والاشادة بها لتكون قدوة للمؤسسات الأخرى لتعمل وتحذو بمنطلق التطور والإبداع.. وحديثنا اليوم عن احدى المؤسسات الفاعلة .. والتي تذكرني بقول الشاعر الكبير أحمد شوقي والتي تعكس حب الوطن ومن أشهر أبياتها ( وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي ). المؤسسة هي الهيئة العليا للحج والعمرة : هذه الهيئة التي نفتخر بإدائها جميعا لما تحققه من قصص نجاح لو استعرضنا جزء منها لكان محط تأمل للرؤية التي يعمل بها كادرها. وعلى رأسهم رئيس الهيئة الاخ والصديق سماحة الشيخ سامي المسعودي. لما يتمتع به من صفات ناجحة بدءا من تحقيق نتائج كبيرة في موسم الحج وانتهاءاً بهذه الأيام خلال استفتاء أجري مؤخرا وفاز به هذا الرجل كأفضل رئيس هيئة على مستوى العراق وهذا جاء من خلال جهد حثيث وفعال وبمهارات انفردت بها هذه الهيئة بجهود ابنائها من كادر يعكس حبهم لوطنهم وهذا نابع من الإيمان مصداقا لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة وأشد وصححها وبارك لنا في صائها ومدها). وعندما نتحدث عن هذه الهيئة أيضا نقول ان اي ابداع واي جانب مشرق تقوم به دوائر الدولة ومؤسساتها هو انعكاس في الاستقرار وتجسيد البناء الوطني السليم وهذا يعكس أيضا صفات القائد الناجح الذي يتمثل في الرؤية الواضحة والتواصل الفعال والقدرة على اتخاذ القرارات إلى جانب امتلاك الذكاء والقدر على تحفيز الآخرين وتطوير مهاراتهم.. وهذا ما لمسناه في شخصية المسعودي في اعطاء الصلاحيات لكادر هذه المؤسسة لغرض التعامل بمرونة وثقة عالية في التطوير والعمل الجاد وهذا انعكس في الاداء وتحقيق النتائج الطيبة التي ذكرناها.. وفي الختام نقول مبارك لرئيس الهيئة الحج وكادرها هذه النجاحات التي تأتي في مرحلة مهمة من تاريخ عراقنا الجديد ونتمنى أن تحذو مؤسسات الدولة بهذه الخطوات البناءة لتعود ثقة المواطن الذي يعاني من العديد من الجوانب التي تهم حياته على الصعيد الداخلي والخارجي هذه الثقة التي فقدها لعدة جوانب منها الفساد الإداري والروتين والاجراءات اللتي انهكته. تحية حب وتقدير للشخصيات الوطنية التي تعمل بصمت من أجل العراق وأهله. |